تشهد مراكز الاقتراع في تركيا هدوءاً مع الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية، اليوم الأحد، حيث فتحت صناديق الاقتراع للناخبين في ظل اختلافات عن الجولة الأولى.
وأفاد عدد من الناخبين في إسطنبول لـ"العربي الجديد"، بأنّ عملية التصويت في الجولة الثانية تمر بشكل أهدأ من الجولة الأولى، رغم ملاحظة كثافة الإقبال، إلا أنّ عملية الاقتراع أسرع من المرة السابقة.
ومن الأمور المختلفة في هذه الجولة، وجود ورقة اقتراعية واحدة فقط تشمل اسم المرشحين الرئاسيين، هما الرئيس رجب طيب أردوغان، ومرشح المعارضة كمال كلجدار أوغلو، دون أن تكون هناك ورقة للانتخابات البرلمانية.
وأدت الانتخابات البرلمانية في الجولة السابقة، وكبر الورقة الاقتراعية التي وصل طولها إلى نحو متر، إلى تأخر عمليات التصويت، وكانت تتطلب البحث عن المشاركين واختيارهم وطيّ الورقة جيداً قبل وضعها في الظرف مع ورقة الانتخابات الرئاسية.
كذلك أدى انحصار عملية الاقتراع بين مرشحين اثنين فقط، واقتصارها على الانتخابات الرئاسية، إلى قلة أعداد المقترعين أمام القاعات، وسرعة إنجاز العملية الاقتراعية، فيما شهد محيط المدارس ومداخلها حركة جيدة من الناخبين.
وتوافد كبار السن وذوو الاحتياجات الخاصة أيضاً إلى مراكز الاقتراع، كما جرت العادة، وتشهد البلاد للمرة الأولى حصول جولة انتخابات رئاسية ثانية.
وقال الناخب التركي نجدت إرول في حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "عملية الانتخاب في هذه الجولة سارت بسلاسة أكثر، عكس ما كان يتوقع، وكان قلقاً من مسألة الازدحام التي حصلت في الجولة السابقة".
وأرجع سبب عدم وجود الازدحام إلى "تغير طبيعة التصويت بأنها أصبحت أكثر راحة، إذ هنالك ورقة واحد بحجم الظرف، ويكفي وضع الختم ووضع الورقة بالظرف، وبعدها وضع الظرف في الصندوق، وهي عملية تستغرق أقل من دقيقة عكس الجولة السابقة".
وأوضح أنّ "تركيا تشهد لأول مرة الجولة الثانية في الانتخابات، والشعب التركي معتادٌ المشاركة في الانتخابات، ولا أعتقد أنّ نسبة المشاركة ستنخفض كثيراً".
من جانبها، قالت الناخبة مومنة قادير، في حديثها لـ"العربي الجديد"، إنّ مشاركتها في الجولة الثانية "جاءت لتأكيد الديمقراطية واحترام صناديق الاقتراع"، داعيةً "جميع الناخبين لاحترام القرارات الصادرة عن الصناديق، كما جرى في السنوات السابقة، أياً كان الفائز".
وأضافت: "عملية الاقتراع كانت أسهل مما أتوقع في الجولة السابقة، ففي الجولة الأولى توقفت طويلاً في الطابور، وسمعت من جيراني ذات الأمر، لكن في هذه الجولة كانت عملية الاقتراع أكثر هدوءاً".
وقال الشاب عمر أوزكان لـ"العربي الجديد": "شاركت في انتخابات الجولة الثانية بعد مشاركتي في الجولة الأولى، كانت فرصة جميلة أن تكون مشاركتي الأولى مزدوجة، وآمل أن تنعكس خيراً على البلاد".
وأضاف: "كانت هناك أحاديث وضغوط من المحيط، في محاولة لتوجيه التصويت لمرشح معين، إلا أنّ عملية الاقتراع سرية ويجب احترام آراء الناخبين، وأدعو الشعب التركي لتقبّل النتائج بديمقراطية".
وفي وقت سابق من اليوم الأحد، انطلقت عملية الاقتراع في الانتخابات الرئاسية بجولتها الثانية، وينتظر أن تنتهي عند الساعة الخامسة عصراً، على أن تبدأ عملية فرز الأصوات فوراً بعدها.
ويتنافس في الجولة الثانية مرشح التحالف الجمهوري رجب طيب أردوغان، بعد حصوله في الجولة الأولى التي جرت قبل أسبوعين على 49.52% من الأصوات، ومرشح تحالف الشعب المعارض الذي حصل على 44.88% من الأصوات.