كشف مركز المصالحة الروسي أن قصفاً جوياً إسرائيلياً استهدف مطار النيرب في حلب، وأوقع جرحى، بعد نفي إعلام النظام السوري تعرّض المطار للقصف.
ونقل موقع روسيا اليوم عن نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سورية، فاديم كوليت قوله، في بيان أمس الثلاثاء، إن "مقاتلتين إسرائيليتين قصفتا مطار النيرب في سورية الاثنين، ما أدى إلى إصابة ثلاثة من موظفي المطار الواقع شرق حلب".
وأضاف كوليت: "شنّت مقاتلتان تكتيكيتان من طراز إف 16 تابعتان لسلاح الجو الإسرائيلي، في 12 فبراير/ شباط، من الساعة 11:37 وحتى 11:49، من الأراضي اللبنانية ومن دون دخول المجال الجوي السوري، غارة بصاروخي كروز على مطار النيرب الدولي في محافظة حلب، سبّبت إصابة ثلاثة موظفين مدنيين في المطار".
وكانت مصادر إعلامية تابعة للنظام السوري قد نفت، الاثنين، الأنباء عن تعرّض مطار النيرب لقصف إسرائيلي، وقالت بعض المصادر إن أصوات الانفجارات التي سُمعت في مدينة حلب كانت ناجمة عن تفجير النظام لقنابل من مخلفات الحرب، في منطقة الراشدين شرقيّ حلب، كذلك لم يصدر عن وزارة الدفاع التابعة للنظام السوري أي بيان بشأن القصف.
وتعرضت مواقع لقوات النظام والمليشيات المدعومة من إيران أخيراً لقصف إسرائيلي أوقع خسائر بشرية ومادية، كان آخره فجر السبت الماضي، على مزرعة تتخذها المليشيات الإيرانية غرفة عمليات مُصغرة لها، على الطريق الواصل بين قرى الأسد والديماس شمال غرب العاصمة دمشق، أدى إلى مقتل ثلاث شخصيات مجهولة الهوية، إضافة إلى عدد من الجرحى.
وكشف بيان نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة عن إصابة 12 عنصراً من قوات النظام السوري ومقتل آخر، جراء قصف بطائرتين مسيَّرتين للمعارضة السورية المسلحة، استهدفتا مواقع في منطقة الرويحة بريف إدلب، وأخرى في ريف اللاذقية.
"داعش" يتبنى الهجوم على قوات النظام السوري
من جهة أخرى، تبنى تنظيم "داعش"، الأربعاء، هجوما على موقع لقوات النظام السوري شرقي محافظة حمص، أسفر عن مقتل 9 جنود، ليل الثلاثاء الأربعاء، فيما ارتفع عدد قتلى قوات النظام نتيجة هجوم آخر للتنظيم قبل يومين إلى 6.
وأعلن التنظيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن مجموعة تابعة له هاجمت موقعا لقوات النظام غرب مدينة السخنة وقتلت تسعة عناصر بينهم ضابط، قبل إحراق النقطة العسكرية والانسحاب منها.
وفيما لم يعلن النظام السوري رسميا عن العملية، نقل موقع "أثر برس" المحلي المقرب من النظام عن "مصدر ميداني" قوله إن موقعا لـ"الجيش السوري" تعرض لهجوم من قبل تنظيم "داعش" في منطقة دويزين شرقي مدينة سلمية بريف حماة الشرقي، ما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 20 من عناصر التنظيم، فيما قتل 8 عناصر من الجنود الموجودين في الموقع.
وفي السياق أيضا، قتل عنصران آخران من قوات النظام متأثرين بجراح أصيبا بها يوم 11 الشهر الجاري، جراء هجوم شنه عناصر "داعش" على نقاط عسكرية تابعة لقوات النظام ومليشيا "الدفاع الوطني" بين بلدتي الطيبة والسخنة في بادية حمص الشرقية، ما يرفع عدد قتلى الهجوم إلى ستة.
ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن حصيلة قتلى النظام جراء هجمات "داعش" منذ مطلع العام الجاري بلغت 101، فيما قتل من التنظيم 17 عنصراً.
وقال الناشط في دير الزور محمد الخليف، لـ"العربي الجديد"، إن خلايا التنظيم نشطت بشكل لافت في الآونة الأخيرة، سواء ضد قوات النظام أو "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، خاصة مع تصاعد الهجمات المتبادلة بين القوات الأميركية والمليشيات المدعومة من إيران، ما يرجح استغلال عناصر التنظيم كما يبدو انشغال القوات الأميركية بهذه الهجمات.
ولفت خليف إلى أن هجمات التنظيم تتركز في المنطقة الواصلة بين ريف محافظتي حمص وحماة من الجهة الشرقية، ومنطقة البادية الممتدة بين ريفي الرقة وحمص، وخاصة ريف حمص الشرقي.
فصائل درعا تلاحق عناصر داعش وتجار المخدرات
وجنوبي البلاد، تواصل فصائل محلية في ريفي درعا الغربي والشمالي حملتها الأمنية لملاحقة المتهمين بالانتماء لتنظيم "داعش" وتجار المخدرات في المحافظة.
وقال الناشط محمد أبو حشيش، لـ"العربي الجديد"، إنه لم يتم اعتقال أشخاص متهمين بالانتماء للتنظيم خلال المداهمات، لكن جرى اعتقال آخرين متهمين بالعمل في تجارة وترويج المخدرات في بلدة مساكن جلين غربي المحافظة.
وتشارك عناصر محلية في هذه المداهمات إلى جانب عناصر من "اللجان المركزية" (الفصائل التي عقدت تسويات مع النظام السوري بعد عام 2018). وسيمثل الموقوفون أمام "لجنة شرعية" لإصدار أحكام عليهم، في ظل انقطاع التواصل مع سلطات النظام السوري، المتهم الرئيسي من جانب الفعاليات المحلية بترويج المخدرات وحماية عناصر تنظيم "داعش"، وفقا للناشط أبو حشيش.
جمارك النظام السوري تضبط مليون حبة كبتاغون
وفي مدينة اللاذقية الساحلية، ذكرت سلطات الجمارك التابعة للنظام السوري أنها ضبطت مليون حبة كبتاغون (مخدرات)، كان يتم العمل لشحنها إلى خارج البلاد.
ونقلت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام عن مصدر في مديرية الجمارك في المحافظة قوله الأربعاء، إنه تم إخفاء الحبوب المخدرة ضمن مادة "رب البندورة" مقدراً أن وزن الحبوب يتجاوز 120 كغ. وأضاف أن التحقيقات مستمرة "للكشف عن كل خيوط العملية والمتورطين فيها، وأن هناك تنسيقاً وتعاوناً كاملاً مع كل الجهات المختصة والعمل على كل الإجراءات اللازمة حول القضية". وزعم المصدر أن "هناك حالة تشدد في التعامل مع المهربات، خاصة على الطرقات الرئيسة ومداخل المدن وعند المناطق الحدودية والمعابر".
وليست هذه القضية الوحيدة من نوعها في منطقة الساحل السوري التي تعد معقلا لأنصار النظام السوري، حيث أعلنت السلطات المحلية مرات عدة ضبط العديد من شحنات المخدرات والكبتاغون، ومنها حالات نقل للمخدرات في الحجز الصناعي وبرادات الخضر والفواكه وسيارات الشحن وغيرها، فضلا عن تهريب مواد أخرى مثل المواد الغذائية وقطع غيار للمركبات والأكسسوارات وغيرها.