باستخدام ذريعة القضاء على حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين العزل في قطاع غزة، وخصوصاً في شمال القطاع، بهدف إجبار السكان على النزوح نحو الجنوب.
ومع استمرار الحرب والقصف، ومع تزايد الإشارات إلى اقتراب الهجوم البري، تكشف نوايا الاحتلال الإسرائيلي بشكل واضح أكثر، حيث تُعزز هذه النوايا بتصريحات علنية من مسؤولين حاليين وسابقين.
وعلى الرغم من التحذيرات التي أطلقتها منظمات حقوق الإنسان، بما في ذلك المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، بشأن ترحيل إسرائيل للمدنيين وانتهاكها للقانون الدولي، فإن آلة الحرب الإسرائيلية تستمر في عمليات الإبادة الجماعية، بينما تُقترح على الغزيين أن يتركوا منازلهم.
وفيما يخشى الغزيون هجرة ثانية، علماً أن العديد منهم نزحوا من قبل، تتوالى التصريحات الإسرائيلية التي تؤكد على هذا المخطط.
وفي السياق، أشارت آييلت شاكيد، وزيرة القضاء والداخلية السابقة وعضو سابق في المجلس الوزاري المصغر لشؤون السياسة والأمن في الحكومة السابقة، إلى ضرورة تشجيع هجرة سكان غزة.
وعلى الرغم من أن شاكيد لا تشغل حالياً منصباً رسمياً في الحكومة الإسرائيلية، إلا أنها ظهرت في الأيام الأخيرة في وسائل الإعلام الإسرائيلية والدولية للتحدث بشكل علني عن وجهة النظر الإسرائيلية، وبالتالي تتجاوز تصريحاتها مواقفها الشخصية.
وقالت شاكيد في مقابلة مع القناة الإسرائيلية 13، الخميس الماضي: "علينا أن نشجع الهجرة (هجرة سكان غزة). هذا يعني إذا كان رئيس حكومة اسكتلندا يرغب في استقبال سكان من غزة، فيجب علينا أن نقول له تفضل، خذ أكبر عدد ممكن. علينا أيضًا أن نقترح على المجتمع الدولي استقبال مئات الآلاف من سكان غزة، وأن تفتح الدول الأخرى أبوابها للمهاجرين من غزة".
وأشارت شاكيد إلى إمكانية التعامل مع أكثر من جبهة في حال استمرار التصعيد مع حزب الله اللبناني، قائلة: "يمكننا التعامل مع عدة جبهات، وربما ستتاح الفرصة للتصدي لحزب الله أيضاً".
وأيضاً، تتواصل الأصوات التي تدعو علنياً إلى تهجير سكان غزة، حيث أبدى السفير الإسرائيلي السابق لدى مصر، إسحاق ليفانون، اقتراحه في هذا السياق عبر مقال كتبه في صحيفة "معاريف"، يوم الخميس، مقترحاً على مصر استقبال عدد من المهجرين.
ويذكر أن ليفانون هو واحد من الشخصيات التي اختارها مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للتحدث لوسائل الإعلام باللغة العربية حول الحرب، وبالتالي لا يُعبّر عن وجهة نظر شخصية فقط.
وعبّر ليفانون عن استغراب إسرائيل من خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل بضعة أيام، حيث أعلن عدم استعداده لاستقبال المهجرين من غزة وأشار إلى أن ذلك قد يؤدي إلى حرب، مقترحًا بدلاً من ذلك على إسرائيل نقلهم إلى مناطق في النقب.
وأشار ليفانون إلى أن "السيسي يعلم جيداً أن إسرائيل ليس لديها خيار آخر الآن إلا محاربة حماس حتى النهاية". وأضاف أن "إضافة نصف مليون شخص من سكان غزة إلى ملايين من المهاجرين الذين استقبلتهم مصر من الدول العربية لن يؤثر سلباً على استقرارها".
كما ذكر أن نقل أهالي غزة إلى النقب يعني تحقيق "حق العودة"، وأن هذا لن يتحقق.