أعلن نائب الرئيس الأفغاني أمر الله صالح، اليوم الإثنين، معارضته للمقترح الذي قدمه المبعوث الأميركي الخاص للمصالحة الأفغانية زلماي خليل زاد، للرئيس الأفغاني أشرف غني، خلال زيارته الأخيرة إلى كابول.
واقترح خليل زاد خلال، الأيام الماضية، تعديلا لعملية السلام المتعثرة، يشمل تشكيل حكومة مؤقتة، وعقد مؤتمر للأطراف الرئيسية، لكن مبادرته قوبلت بالرفض، سواء من قبل الحكومة أو حركة "طالبان".
وقال صالح، في كلمة له أمام اجتماع عقد اليوم في كابول بمناسبة الذكرى السنوية السابعة لوفاة وزير الدفاع الجنرال محمد قسيم فهيم، إن "الولايات المتحدة الأميركية قدمت مقترحاً لحل الأزمة الأفغانية، لكن ذلك المقترح لم يوافق إرادة الشعب، وما يبتغيه"، مشدداً على أنه "لا يحق لأي جهة أن تسلب الشعب إرادته في تعيين الحكومة وتقرير المصير".
كما أكد المسؤول الأفغاني أن الحكومة الأفغانية مستعدة للتفاوض بشأن موعد الانتخابات، لكنه أعرب عن رفضه لما وصفه بـ"التلاعب بدستور البلاد".
وقال نائب الرئيس الأفغاني إن "العلاقات بين أميركا وأفغانستان مبنية على أساس المصالح المشتركة"، ملوحاً بأن الحكومة ستحتكم إلى الشعب "إذا أدركنا أن الولايات المتحدة تتصرف بشكل أحادي".
وأبدى صالح انفتاح الحكومة الأفغانية على التفاوض مع "طالبان"، لكنه استدرك بالقول إن أي "مصالحة تفرض على الشعب الأفغاني من الخارج غير مقبولة".
قال نائب الرئيس الأفغاني إن "العلاقات بين أميركا وأفغانستان مبنية على أساس المصالح المشتركة"، ملوحاً بأن الحكومة ستحتكم إلى الشعب "إذا أدركنا أن الولايات المتحدة تتصرف بشكل أحادي"
من جانبه، قال رئيس المجلس الأعلى الوطني للمصالحة الأفغانية، عبد الله عبد الله، في خطاب له خلال الاجتماع ذاته، إن "الفرصة الحالية للسلام يجب ألا نضيعها، وإلا فالشعب الأفغاني سيواجه معضلة أكبر مما يواجه الآن". وشدد على أن "الإجماع الداخلي أمر لا بد منه، إذ بدونه لا يمكن أن تصل جهود المصالحة إلى بر الأمان".
وأعلنت الإدارة الأميركية، أمس الأحد، أن جميع الخيارات ما زالت مطروحة بالنسبة لقواتها المتبقية في أفغانستان، والتي يبلغ عددها 2500 جندي، موضحة أنها لم تتخذ قرارات بشأن التزامها العسكري بعد الأول من مايو/ أيار.
وجاء ذلك بعد نشر تقارير قالت إنّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قام بـ"حملة عاجلة جديدة لتعزيز جهود السلام" التي تقودها الأمم المتحدة، تضمنت تحذيراً من أن الجيش الأميركي يفكر في الخروج من أفغانستان بحلول الأول من مايو/ أيار.
وقال بلينكن، في رسالة إلى الرئيس الأفغاني، نشرتها قناة "طلوع" التلفزيونية الأفغانية، وتم تأكيدها في تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، إنّ الولايات المتحدة "تدرس سحب القوات بالكامل بحلول الأول من مايو/أيار، مع بحثنا خيارات أخرى".
وأوضحت الرسالة أنّ الولايات المتحدة تبذل جهوداً دبلوماسية رفيعة المستوى لـ"تحريك الأمور بشكل أكثر واقعية وسرعة نحو التوصل لتسوية ووقف دائم وشامل لإطلاق النار"، مضيفة أنّ الولايات المتحدة ستطلب من الأمم المتحدة دعوة وزراء خارجية ومبعوثين من روسيا والصين وباكستان وإيران والهند والولايات المتحدة، لـ"بحث وضع نهج موحد لدعم السلام في أفغانستان".
وأبرزت أنّ الولايات المتحدة ستطلب من تركيا استضافة اجتماع رفيع المستوى "للجانبين في الأسابيع المقبلة، لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق سلام".
وأفادت رسالة بلينكن بأنّ اقتراح الحدّ من العنف لمدة 90 يوماً "يهدف إلى منع شن "طالبان" هجوماً في الربيع"، وأنه في حالة انسحاب الجيش الأميركي، فإن واشنطن قلقة من أن "يزداد الوضع الأمني سوءاً، وأن تحقق "طالبان" مكاسب سريعة على الأرض".
وشهدت العاصمة القطرية الدوحة، في 29 فبراير/ شباط 2020، توقيع اتفاق سلام بين "طالبان" والولايات المتحدة الأميركية، نصّ على خروج القوات الأميركية والأجنبية كاملة من أفغانستان بحلول مايو/ أيار المقبل. وبناء على الاتفاق، بدأت عملية المفاوضات بين "طالبان" والحكومة الأفغانية في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي.