قال مفوض إدارة الأزمات في الاتحاد الأوروبي يانيز لينارتشيتش، الذي يزور لبنان، اليوم الجمعة، إن التكتل الأوروبي سيزيد من مساعداته الإنسانية للبلد الذي تعصف به الأزمة، غير أن المساعدات طويلة المدى والأكثر أهمية تعتمد على الإصلاحات وإبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي.
وأعلن لينارتشيتش، في مؤتمر صحافي عقب زيارة استغرقت يومين، أن الاتحاد الأوروبي سيقدّم ستين مليون يورو (أكثر من 65 مليون دولار)، كمساعدات إنسانية للبنان خلال عام 2023، بزيادة تُقدّر بعشرين بالمائة مقارنة بالعام الماضي، لكنه حذر من أن مثل هذه المساعدات "ليست حلاً مستداماً طويل الأمد" للأزمة المالية الهائلة التي تركت خمسة وسبعين بالمائة من سكان لبنان البالغ عددهم ستة ملايين تحت خط الفقر.
ولفت المسؤول الأوروبي إلى أنه لكي يخرج لبنان من الأزمة عليه انتخاب رئيس، الأمر الذي من شأنه حل الفراغ الرئاسي الذي طال خمسة أشهر، والتوقيع على اتفاق مع صندوق النقد الدولي، وقال إنه "سيفتح باب دعم مالي كبير أيضاً من الاتحاد الأوروبي الذي ينبغي أن يساعد لبنان على التعافي من الانهيار".
وتعثر إلى حدّ كبير التقدم نحو إنهاء حزمة إنقاذ بقيمة 3 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي للبنان، إذ لم يحرز المسؤولون اللبنانيون، منذ التوصل إلى اتفاق أولي مع صندوق النقد الدولي قبل قرابة العام، سوى تقدّم محدود على طريق الإصلاحات المطلوبة لإبرام الصفقة، والتي تشمل إعادة هيكلة ديون البلاد ونظامها المصرفي المتعثر، وإصلاح نظام الكهرباء العام الذي يعمل بالكاد، وإجراء إصلاحات في الحوكمة.
وقال مسؤولو صندوق النقد الدولي إن عدم التحرك سيترك لبنان "في خضم أزمة لا تنتهي"، قد تتحول إلى تضخم مفرط.
واستجاب لينارتشيتش أيضاً للقلق المتزايد جراء وجود أكثر من مليون لاجئ سوري في البلد الصغير، ودعا إلى عودتهم لبلادهم، واعترف بأن الوجود الكبير للاجئين يمثل تحدياً، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه "لا يعفي" لبنان وقادته من مسؤوليتهم في توفير الخدمات الأساسية.
وقال إن "الأزمة الحالية التي يجد لبنان نفسه فيها... لم يخلقها اللاجئون السوريون".
وأضاف لينارتشيتش أنه في حين يتمتع اللاجئون الراغبون في العودة بمطلق الحرية في ذلك، فإن موقف الاتحاد الأوروبي هو أن "الظروف ما زالت غير مواتية في سورية لعودة آمنة وطوعية".
وأكد المسؤول في الوقت نفسه أن الاتحاد الأوروبي غير مستعد للنظر في رفع العقوبات أو تمويل عمليات إعادة الإعمار الكبرى في سورية.
(أسوشييتد برس)