زعم مصدر أمني إسرائيلي في حديث لمراسلين عسكريين، اليوم الخميس، أن حركة حماس "تخّلت" عن مطلب إنهاء الحرب على غزة، وأن الأمور أقرب إلى الاتفاق أكثر من أي وقت مضى منذ الصفقة الوحيدة التي قادها الوسطاء، قطر ومصر والولايات المتحدة، وتخللتها هدنة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023. ووفق ما نقلته وسائل إعلام عبرية، منها صحيفة "يسرائيل هيوم"، قال المسؤول الأمني إن "احتمال إتمام صفقة مختطفين (المحتجزين الإسرائيليين في غزة) هو الأعلى منذ الصفقة الأولى التي تمت قبل عام".
ووفقاً للمسؤول ذاته، فإن إطلاق سراح المحتجزين هو على رأس أولويات وزير الأمن الجديد يسرائيل كاتس، مضيفاً أن "حماس موجودة تحت ضغط شديد وترغب في الصفقة"، فيما أبلغت تركيا إسرائيل بأنها نقلت رسالة إلى حماس مفادها أنه يجب التوصل إلى صفقة تبادل أسرى ووقف الحرب. وستتم الصفقة المذكورة على مراحل، تقود إلى وقف إطلاق النار مدة 42 يوماً، لكنها لن تؤدي إلى وقف الحرب. ووفقاً للمسؤول الأمني الكبير، "نحن في نقطة حيث ترغب كل من حماس والحكومة الإسرائيلية في الصفقة". وزعم أن "المشكلة الرئيسية حتى الآن كانت رفض حماس التوصّل إلى صفقة. والآن حماس مستعدة لأنها تحت ضغط". أما التحدّي الذي تواجهه إسرائيل، فهو جلب أكبر عدد ممكن من المحتجزين أحياء في المرحلة الأولى.
وتجري المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في هذه المرحلة مناقشات حول أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيُطلق سراحهم في الصفقة مقابل المحتجزين الإسرائيليين. وقال المسؤول إن العملية البرية لجيش الاحتلال في غزة مقيّدة بسبب وجود محتجزين في القطاع. وأضاف: "يمكن الافتراض أن هناك الآن نضجاً في حماس للصفقة لأول مرة منذ الصفقة السابقة التي تمت قبل عام، ولن نتردد في اتخاذ القرارات".
وأمس الأربعاء، قال القائم بأعمال رئيس حركة حماس في قطاع غزة خليل الحية إنه لن تكون هناك صفقة تبادل أسرى وسجناء مع دولة الاحتلال الإسرائيلي إلا بعد انتهاء الحرب على القطاع. وأضاف: "من دون وقف الحرب، لا يوجد تبادل أسرى، فهي معادلة مترابطة. نحن نقول بكل وضوح: نريد أن يتوقف هذا العدوان، ويجب أن يتوقف أولا لكي يتم أي تبادل للأسرى". ومضى قائلا خلال مقابلة مع قناة الأقصى التابعة لحركة حماس: "إذا لم يقف العدوان، لماذا يجب على المقاومة، وحماس تحديداً، إعادة الأسرى؟ كيف يمكننا إعادة الأسرى الإسرائيليين الذين بين أيدينا إذا استمرت الحرب؟ من هو العاقل أو غير العاقل الذي يمتلك ورقة قوية ويرميها بينما الحرب مستمرة؟".
من جهة أخرى، أوضح المسؤول الإسرائيلي أن الوزير كاتس حدد "إحباط البرنامج النووي الإيراني باعتباره أول هدف يرغب في تحقيقه خلال ولايته وزيراً للأمن"، معتبراً أن ذلك "ممكن وضروري ... لم تكن إيران أبداً أكثر عرضة للهجوم على منشآتها النووية من الآن، وذلك لأنها لا تملك حزب الله درعاً، وليست لديها دفاعات جوية". وفي ما يتعلق بالحرب على لبنان، قال المسؤول الأمني الكبير إن مبادئ التسوية هي "مبادئ النصر" لإسرائيل على حزب الله. وأوضح: "العالم يدعم الأقوياء والفائزين. لن يكون هناك وضع لا يكون فيه رد فعل إسرائيلي على كل عمل من حزب الله في لبنان".
وأضاف المسؤول: "طموح إسرائيل هو أن يمنع الجيش اللبناني، تحت إشراف أميركي، حزب الله من العودة إلى الحدود الشمالية". ومع ذلك، "لا أحد يثق بالجيش اللبناني، وستعتمد إسرائيل على نفسها فقط في اليوم التالي للتسوية. على المدى القصير، سيكون هناك هدوء، لكن السؤال هو ما سيحدث على المديين المتوسط والطويل. خلال عملية تدريجية مدتها 60 يوماً... سينسحب الجيش الإسرائيلي بشكل تدريجي ومنسّق من الأراضي اللبنانية، لكنه سيحتفظ بحق مهاجمة أي تهديد فوري من قبل حزب الله".