أفاد موقع صحيفة هآرتس، بأنّ مجموعة من المستوطنين بدأوا، اليوم الخميس، تجهيز قطعة أرض لنقل بؤرة استيطانية قريبة إلى مستوطنة "حومش"، وهي إحدى المستوطنات الأربع التي تقع شمالي الضفة الغربية، وجرى إخلاؤها في العام 2005 ضمن تطبيق خطة "فك الارتباط".
ويدور الحديث عن نية الاحتلال الإسرائيلي نقل معهد ديني مُقام على أرض فلسطينية خاصة، الذي يشكّل البؤرة الاستيطانية، إلى أرض يعتبرها "أراضي دولة"، لقطع الطريق على الفلسطينيين أصحاب الأرض في المحاكم.
كما تأتي أعمال المستوطنين في ظل مساعيهم لإعادة بناء مستوطنة "حومش"، في الضفة الغربية وفرض أمر واقع، رغم أن أعمالهم مخالفة للقانون.
وذكر موقع "هآرتس" أنّ جنود الاحتلال الموجودين في البؤرة الاستيطانية منعوا في بادئ الأمر المستوطنين من إدخال آليات عمل ثقيلة. وبعد ذلك تدخّل كل من وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وأصدرا تعليمات للجنود بأن يُتيحوا للمستوطنين استخدام آليات الحفر من أجل تسوية الأرض، كما سُمح لهم بإدخال غرفة متنقلة.
وكان المجلس الإقليمي الاستيطاني "شومرون" قد توجّه، قبل أيام، إلى ما تعرف بـ"الإدارة المدنية" للاحتلال الإسرائيلي، وحصل على موافقة للتخطيط والبناء في "حومش"، فيما لا يملك المجلس أو أي جهة أخرى تصريحاً لتنفيذ أعمال في المكان.
وحاول المستوطنون، أمس الأربعاء، إدخال شاحنات عديدة مع آليات ثقيلة للعمل وغرف متنقلة إلى البؤرة الاستيطانية. وذكر موقع "هآرتس" أنّ جهات في الجهاز الأمني الإسرائيلي أوضحت لمسؤولين في المستوى السياسي أنها تؤيد وقف الأعمال، لكن ذلك قوبل بالرفض.
ووقّع قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال الإسرائيلي يهودا فوكس، قبل أيام، على أمر يتيح للإسرائيليين الوجود في البؤرة الاستيطانية "حومش"، المقامة على أراضٍ فلسطينية خاصة. وجاء التوقيع استجابة للتعليمات التي أصدرها غالانت، بهدف "شرعنة" المستوطنة وقطع الطريق على الفلسطينيين الذين أقيم المعهد الديني على أراضيهم، وقدّموا التماساً إلى المحكمة الإسرائيلية العليا يطالبون فيه بتمكينهم من الوصول إلى حقولهم وأراضيهم.
ويمنح الأمر الذي وقّعه فوكس، المجلس الاستيطاني "شومرون" صلاحيات للتصرّف بقطعة الأرض التي تعتبرها إسرائيل "أراضي دولة" وليست أرضاً فلسطينية خاصة.
وشكر سموتريتش غالانت، من خلال تغريدة عبر حسابه على "تويتر"، وكتب: "تعهدنا بتنظيم استمرار تعليم التوراة في المعهد الديني في حومش وأوفينا".
إلى ذلك، توجّهت منظمة "يش دين" الحقوقية، صباح اليوم الخميس، إلى قائد المنطقة الوسطى يهودا فوكس، بطلبٍ لوقف عمل المستوطنين في المكان.
وقالت المنظمة في رسالتها: "نطالبكم بالعمل على الوقف الفوري للأعمال غير القانونية في هذه الأرض، بجميع الوسائل التي لديكم. وذلك، في إطار واجبكم القيام بالخطوات المطلوبة من أجل حفظ القانون وتطبيقه في الضفة الغربية، والحفاظ على حقوق السكان الفلسطينيين المحميين".
وكانت "هآرتس" قد ذكرت، الثلاثاء، أنّ "سموتريتش أصدر تعليماته لممثلي الوزارات في جلسات مغلقة، بالاستعداد لاستيعاب نصف مليون مستوطن جديد في الضفة الغربية ولتحسين البنى التحتية في المستوطنات والبؤر الاستيطانية".
وكان الكنيست قد أقرّ أخيراً قانوناً يلغي القانون الذي نفذت على أساسه حكومة أرئيل شارون في 2005 خطة "فك الارتباط"، والتي أخلت إسرائيل بموجبها جميع مستوطناتها في قطاع غزة وفككت أربع مستوطنات في شمال الضفة الغربية، بينها "حومش".