شهدت مفارق رئيسية وطرق خارجية في الضفة الغربية المحتلة وجوداً مكثفاً لقطعان المستوطنين، الذين قطعوا الطريق أمام السيارات الفلسطينية وحاولوا العربدة والاعتداء على من بداخلها، وذلك بعد ساعات من تنفيذ الشهيد فادي أبو شخيدم عملية إطلاق نار في مدينة القدس، قتل فيها مستوطن وأُصيب أربعة آخرون.
وقال السائق جبريل أبو راضي لـ"العربي الجديد" إن عشرات المستوطنين تجمّعوا مساء اليوم على حاجز زعترة جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، وأغلقوا الطريق في وجه السيارات التي تتجه إلى نابلس أو إلى مدينة رام الله في الاتجاه الآخر.
وأشار أبو راضي إلى أن بعض المستوطنين كان يحمل العصي والسلاسل الحديدية، داعياً السائقين إلى أخذ الحيطة والحذر خلال التنقل والحركة في محيط المكان. وأعرب أبو راضي عن خشيته من هجمات عنيفة قد يرتكبها المستوطنون انتقاماً لمقتل أحدهم وإصابة آخرين في العملية الفدائية التي نفّذها الشهيد فادي أبو شخيدم في البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة صباح اليوم.
في هذه الأثناء، تجمهرت مجموعة من المستوطنين على دوار مستوطنة "قدوميم" المقامة على أراضي قرية كفر قدوم شرق مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية، حيث يوجد المستوطنون على الطريق الموصل بين مدينتي قلقيلية ونابلس، شمال الضفة.
وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد" إنهم شاهدوا حافلات صغيرة أقلّت مستوطنين من مستوطنة قدوميم القريبة إلى المكان، حيث عمدوا إلى إغلاق الطريق، ما أجبر المواطنين الفلسطينيين على سلوك طرق بديلة.
وتداول ناشطون تسجيلات صوتية لمواطنين فلسطينيين يحذّرون فيها من المرور عبر بعض المواقع الخارجية في جنوب الضفة الغربية، وتحديداً في محيط محافظة الخليل.
ويدعو أحد السائقين إلى عدم الاقتراب من دوار "بيت عينيون" ومحطة البقعة، نظراً إلى قيام مستوطنين برشق السيارات بالحجارة، ما أدى إلى إصابة فلسطيني في رأسه. وأقدم مستوطنون على تكسير السيارات الفلسطينية التي تمر بالقرب من مستوطنة "كريات أربع".
إلى ذلك، تجمع عشرات المستوطنين، مساء اليوم الأحد، قرب قرية الجبعة غرب بيت لحم جنوب الضفة الغربية، في المنطقة الواقعة بين بلدة نحالين وقرية الجبعة، قرب التجمع الاستيطاني "غوش عصيون".
على صعيد آخر، اندلعت مواجهات عنيفة في محيط منزل الشهيد فادي أبو شخيدم في مخيم شعفاط شمال القدس المحتلة، وهو منفذ العملية الفدائية في البلدة القديمة من القدس صباح اليوم.
وأفاد مواطنون في مخيم شعفاط لـ"العربي الجديد" بأن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، في مواجهة أعداد كبيرة من شبان المخيم الذين تصدوا للقوات المقتحمة بالحجارة والمقذوفات والألعاب النارية.
وسبقت هذه المواجهات مسيرة ضخمة لنشطاء حركة "حماس" في القدس ومخيم شعفاط انطلقت من مركز المخيم واتجهت إلى منزل الشهيد لمساندة عائلة الشهيد، علماً أن حركة "حماس" نعت الشهيد وأشارت إلى أنه أحد قيادييها في المخيم.
على صعيد منفصل، أُصيب عدد من الفلسطينيين مساء اليوم الأحد بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية رمانة غرب جنين شمال الضفة الغربية.
وقال الرئيس السابق لمجلس قروي رمانة نضال الأحمد لـ"العربي الجديد" إن "قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت القرية، حيث تشهد القرية اقتحامات متكررة، خلال الفترة الماضية، ثم اندلعت مواجهات بين الشباب وقوات الاحتلال، التي أطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، باتجاه الشبان والفتية".
وأشار الأحمد إلى أنه لم يبلغ عن اعتقالات خلال اقتحام قوات الاحتلال لقرية رمانة، لكن تلك القوات اعتدت على الطفل رامي أيمن الأحمد البالغ من العمر 12 عاماً بالضرب، ثم أطلقت سراحه.
إلى ذلك، أُصيب عدد من العمال بحالات اختناق بالغاز المسيل بمحاذاة جدار الضم والتوسع العنصري بالقرب من قرية رمانة، بعد إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز صوبهم وهم عائدون من أماكن عملهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
من جانب آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأحد، الشاب محمد علاء بني عودة من بلدة طمون جنوب طوباس شمال شرقي الضفة الغربية، أثناء وجوده في مدينة يافا بالداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، بتهمة محاولة تنفيذ عملية طعن، وفق ما أفاد به مدير نادي الأسير الفلسطيني في طوباس كمال بني عودة، في تصريح صحافي، مشيراً إلى أنه لا توجد معلومات واضحة حتى الآن عن الوضع الصحي للشاب المعتقل.
اعتداءات على الممتلكات في القدس
واصل المستوطنون الليلة أعمال العربدة والتعرض للمواطنين الفلسطينيين في البلدة القديمة من القدس، وسط محاولة الاعتداء على الممتلكات وتخريبها، خاصة في شارع الواد وحي السلسلة، حيث نفذ الشهيد فادي أبو شخيدم الهجوم البطولي.
وأفاد مواطنون يقطنون حي السلسلة لـ"العربي الجديد" بأن المستوطنين اعتدوا على مقر الهيئة الإسلامية العليا في القدس، إذ يعتصمون هناك مرددين هتافات عنصرية، كما رفعوا علماً إسرائيلياً ضخماً على مدخلها الرئيس.
وفي موقع العملية البطولية وسط حي السلسلة نظّم العشرات من المستوطنين الليلة تظاهرة عنصرية هتف خلالها المتظاهرون بشعارات عنصرية، كما قاموا بإضاءة الشموع في المكان الذي قتل فيه أحد جنود الاحتلال الذي يعمل مرشداً في أنفاق البلدة القديمة من القدس.
في حين حاول عدد من المستوطنين المتطرفين تحطيم أبواب بيوت فلسطينيين في البلدة القديمة بالقدس المحتلة لاقتحامها والاعتداء على قاطنيها، وتحديداً في باب الخليل وباب السلسلة خلال مسيرة المتطرفين.
من ناحية أخرى، أفرجت قوات الاحتلال الليلة عن ابنة الشهيد فادي أبو شخيدم، هبة أبو شخيدم، وطفله عبد الله، وأشقائه وسام وحسام وشادي أبو شخيدم، بعد احتجازهم لساعات في التحقيق.
وتواصلت المواجهات العنيفة في محيط الحاجز العسكري المقام على مدخل مخيم شعفاط شمال القدس، حيث تطلق قوات الاحتلال الرصاص المطاطي والغاز على الشبان الذين يردون على الجنود بمهاجمة البرج العسكري بالحجارة والزجاجات الحارقة.
إلى ذلك، اعتدى مستوطنون متطرفون الليلة على مركبة لشبان مقدسيين كانوا يستقلونها في القدس الغربية، فيما لاذ الشبان بالفرار قبل أن تتم ملاحقتهم والاعتداء على اثنين منهم. ووقع الاعتداء وسط القدس الغربية وقام المستوطنون المعتدون خلاله بقلب المركبة، بعد أن رشقوها بالطلاء الأحمر وحطّموها.
على صعيد آخر، هاجم مستوطنون، الليلة، مركبات المواطنين بالحجارة على الطريق الواصل بين بلدتي قصرة وجالود جنوب نابلس شمال الضفة، ما أدى إلى تضرر بعضها.
من جانب آخر، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأحد، مداخل بلدة عزون شرق قلقيلية الرئيسي بالبوابة الحديدية، والغربي المؤدي إلى قرية عزبة الطبيب بالسواتر الترابية، ومنع الاحتلال المواطنين من الدخول أو الخروج.