واصل مستوطنون إسرائيليون متطرفون، اليوم الأحد، محاولات عرقلة وصول مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة.
وتجمّع عشرات المستوطنين عند مخرج ميناء أسدود، شمال قطاع غزة، وأوقفوا الشاحنات المغادرة وطلبوا وثائقها وتحققوا من حمولتها ووجهتها، أمام أعين الشرطة الإسرائيلية.
وكان من اللافت عدم تدخل الشرطة الموجودة في المكان لمنع عمليات التدقيق التي قام بها المستوطنون المتطرفون دون أي صفة رسمية.
وفي حديث لـ"الأناضول"، قال شارون، وهو مستوطن يهودي من سكان القدس فضّل عدم الكشف عن لقبه: "جئت لإيقاف الشاحنات التي تحمل الأوكسجين إلى حركة حماس في قطاع غزة"، مضيفاً: "بالنسبة لنا كل سكان غزة إرهابيون".
وزعم أنّ الغذاء والوقود والمساعدات الأخرى المرسلة تذهب إلى "حماس"، واصفاً غزة بأنها "مكان سيئ للغاية".
وقال شارون إنّ "بريطانيا والولايات المتحدة تصرّفتا دون رحمة، عندما قصفتا العراق وأفغانستان، رغم إطلاق منظمات حقوقية وإغاثية تحذيرات من كارثة إنسانية".
وأردف "جئنا إلى إسرائيل، إلى الأرض التي وعدتنا بها التوراة، لنعيش في عدل، وهؤلاء الناس يطلقون النار علينا، عندما وقعت أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول الفائت في غزة احتفل الناس، ولم يحزنوا على الإطلاق. الإسلام يكرهنا، والآن وقت دفع الثمن"، وفق ادعاءاته.
وحول رأيه بشأن العيش في قطاع غزة إذا أقامت إسرائيل مستوطنات غير قانونية هناك، أكد شارون أنه سيكون "سعيداً بذلك".
وقال: "سنكون سعداء للغاية إذا أقيمت مستوطنات في غزة، إنها ليست مستوطنات. غزة كانت مدينة يهودية قبل 2000 سنة وقبل 500 سنة، غزة كانت لنا قبل 18 عاماً (قبل انسحاب إسرائيل منها عام 2005)".
وتتفاقم الكارثة الإنسانية يوماً بعد يوم في غزة، حيث يعاني غالبية الفلسطينيين البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من الجوع، ويكافحون من أجل البقاء دون مياه نظيفة ومأوى.
وبشكل متكرر، ينظم مستوطنون يهود متعصبون احتجاجات لمنع إرسال مساعدات إنسانية إلى الفلسطينيين في قطاع غزة.
وبحسب استطلاع أجرته "القناة 12" العبرية، فإنّ 72% من الإسرائيليين يعارضون "إرسال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة دون إعادة الأسرى الإسرائيليين (في القطاع)".
ويتظاهر الإسرائيليون بوتيرة شبه يومية للمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة وإطلاق سراح الأسرى في غزة، لكن التظاهرات المركزية تنظم السبت.
ويقدر مسؤولون إسرائيليون وجود نحو "136 رهينة ما زالوا محتجزين في قطاع غزة"، منذ شن "حماس" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الفائت 2023 هجوماً على نقاط عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في غلاف القطاع.
وأسرت فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها "حماس"، في السابع من أكتوبر الماضي، نحو 239 شخصاً على الأقل في بلدات ومدن محيط غزة، بادلت عشرات منهم مع إسرائيل خلال هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام وانتهت مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
في المقابل، ذكرت مؤسسات الأسرى الفلسطينيين أن إسرائيل أطلقت بموجب الهدنة سراح 240 أسيراً فلسطينياً من سجونها، بينهم 71 أسيرة و169 طفلاً.
وخلّفت الحرب على غزة، حتى الأحد، "27 ألفاً و365 شهيداً و66 ألفاً و630 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.
(الأناضول، العربي الجديد)