مسلسل المصالحة الفلسطينية

12 فبراير 2016
يطالب الشارع الفلسطيني بالمصالحة (مصطفى حسونة/الأناضول)
+ الخط -


مع انطلاق جولة جديدة من جولات "المصالحة" بين حركتي "فتح" و"حماس" في الدوحة، تجددت النقاشات والحوارات والدردشات بين مختلف أطياف الشعب الفلسطيني، وعاد الحديث عن الأمل في إمكانية توصل ممثلي الفصلين الأكبر في الساحة الفلسطينية إلى توافق حقيقي ومصالحة صادقة تتجاوز حدود المصافحة و"تبويس اللحى". مصالحة تعيد بوصلة النضال الفلسطيني إلى وجهتها الصحيحة في مقارعة الاحتلال وصولاً إلى التحرير، وتعيد الأمل إلى الشارع الفلسطيني الذي يئس من كل القيادات الفلسطينية. في المقابل، نكأت اجتماعات الدوحة جراح انقسام عميق لم تنجح عشرات الاجتماعات، وعشرات الاتفاقات من مداواتها أو حتى بلسمتها. وبينما يقف الشارع الفلسطيني، والغزي تحديداً، غير مُكترث بكل التفاصيل السياسية والاستراتيجية بمقدار تعلقه بما تبقى من بصيص أمل للخلاص من الحصار القاتل وإعادة فتح معبر رفح، الشريان الرابط بين الحياة وأهل القطاع، تنظر النخب الفلسطينية إلى نتائج اجتماعات الدوحة بكثير من التشكك ما لم تتجاوز حدود تقاسم "السلطة"، وتصفية الحسابات الشخصية، وما لم يسبر الحوار أعماق الهوة الشاسعة بين حركتي "فتح" و"حماس"، وبين الحركتين وباقي مكونات العمل الوطني الفلسطيني وصولاً الى توافق على برنامج سياسي واستراتيجية تحرر وطني، وإنهاء الانقسام في سياق إعادة بناء الحركة الوطنية والتمثيل وإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير.

وباستعراض سريع لما تتداوله مختلف الأوساط الفلسطينية من تعليقات وآراء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لا يبدو أن السواد الأعظم من الشعب الفلسطيني سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة أو حتى في المهاجر والمنافي متفائلاً بجولة "الدوحة" للمصالحة الفلسطينية، بل تبدو نزعة التشاؤم طاغية، حتى أن شريحة واسعة من الفلسطينيين لا تبالي في متابعة الحلقة الجديدة من "مسلسل المصالحة" بين "فتح" و"حماس"، أو أنها تتابعها بسيل من السخرية والانتقادات اللاذعة.

وما بين الجد والهزل، يقول الفلسطينيون: إذا ما نجح اجتماع الدوحة في إنهاء الانقسام الفلسطيني، ورفع الحصار عن قطاع غزة، وإنهاء معاناة أكثر من مليون ونصف فلسطيني، فهذا "خير وبركة"، وأضعف الإيمان. أما إذا فشل، فما هي إلا حلقة جديدة في مسلسل "خيبات" من إنتاج وبطولة وإخراج كل القيادات الفلسطينية دون تمييز أو استثناء.