حذر وزراء خارجية دول مجموعة السبع، اليوم الأحد، روسيا من "عواقب وخيمة" إذا أقدم الرئيس فلاديمير بوتين على مهاجمة أوكرانيا.
وقال مندوبو المجموعة، في قمة عقدت في مدينة ليفربول البريطانية، إنهم مجمعون على إدانة الحشد العسكري الروسي قرب أوكرانيا ودعوا موسكو للتهدئة.
أفادت مسودة البيان، التي اطلعت عليها "رويترز"، بأنه "يجب ألا يكون لدى روسيا أي شك من أن أي عدوان عسكري على أوكرانيا سيكون ثمنه باهظا وعواقبه وخيمة".
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، اليوم الأحد، إن بريطانيا تدرس جميع الخيارات حول كيفية الرد إذا أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا، موضحة أنها استخدمت العقوبات الاقتصادية في السابق لتوجيه رسائل دبلوماسية لموسكو.
وأضافت تراس للصحافيين خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع: "عندما تريد المملكة المتحدة إرسال رسائل واضحة وتحقيق أهداف واضحة سنكون مستعدين لاستخدام العقوبات الاقتصادية".
مساع دبلوماسية مستمرة
يوم أمس السبت، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه أوضح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا ستدفع "ثمناً باهظاً"، وستواجه عواقب اقتصادية مدمرة إذا غزت أوكرانيا. إلا أنه استبعد إرسال قوات برية أميركية إلى أوكرانيا في حالة الغزو الروسي، على الرغم من تأكيده أنه سيكون لزاماً على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إرسال المزيد من القوات إلى دول الجناح الشرقي بالحلف لتعزيز دفاعاتها.
وأعلنت الحكومة الأميركية، السبت، أنها ستوفد كارين دونفريد إلى أوكرانيا وروسيا بين الاثنين والأربعاء، سعياً إلى إحراز "تقدم دبلوماسي يضع حداً للنزاع شرقيّ أوكرانيا، وذلك "عبر تنفيذ اتفاقات مينسك".
من جانبها، كانت مساعدة وزير الخارجية الأميركي المكلفة شؤون أوروبا قد أكدت أنه لا يزال ممكناً حلّ الأزمة الأوكرانية الجديدة "عبر الدبلوماسية"، منبهة إلى أنه إذا قررت روسيا "عدم انتهاج هذا المسار" الدبلوماسي، "فستكون هناك عواقب شديدة وثمن كبير لدفعه، ومجموعة السبع موحدة تماماً على هذا الصعيد". وأضافت: "ليس فقط الدول التي كانت في القاعة، بل عدد أكبر من الدول الديمقراطية ستنضم إلينا لتدفيع (روسيا) الثمن".
وينخرط الجيش الأوكراني في نزاع مع انفصاليين مؤيدين لروسيا في منطقتي دونيتسك ولوغانسك، اندلع بعدما ضمّت موسكو شبه جزيرة القرم عام 2014. وتتهم أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون روسيا بإرسال قوات وأسلحة عبر الحدود، وهو أمر تنفيه موسكو.
وبعدما ارتفع مستوى العنف مطلع العام، حشدت روسيا نحو مائة ألف عسكري عند الحدود مع أوكرانيا خلال الربيع، ما عزز المخاوف من احتمال حدوث تصعيد كبير في النزاع. وأعلنت روسيا لاحقا سحب قواتها، لكن أوكرانيا والولايات المتحدة أكدتا حينذاك أن الانسحاب كان محدودا. وأوكرانيا محور أزمة في العلاقات بين الشرق والغرب، إذ تتهم روسيا بحشد عشرات الآلاف من الجنود استعدادا لشن هجوم عسكري محتمل واسع النطاق.
ونفت روسيا التخطيط لأي هجوم، واتهمت أوكرانيا والولايات المتحدة بالقيام بسلوكيات من شأنها زعزعة الاستقرار، وقالت إنها تحتاج لضمانات أمنية لحماية نفسها.