جاب مئات الفلسطينيين شوارع مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، عصر اليوم السبت؛ إسناداً للأسرى الفلسطينيين، وخصوصاً الأربعة الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم بعد تمكنهم من الهروب وانتزاع الحرية من داخل سجن "جلبوع "الإسرائيلي، يوم الثنين الماضي، عبر نفق أسفل السجن.
وأقيم اعتصام على دوار المنارة وسط رام الله قبل أن تنطلق مسيرة في شوارعها، وخلالهما، أعاد المشاركون الحديث عن ضرورة التأكد من سلامة الأسرى الأربعة، في ظل تحذيرات من قيام سلطات الاحتلال بتعذيبهم أثناء التحقيق معهم، فيما هتف المشاركون بأسماء الأسرى الستة الذين تمكنوا من الهروب، وهتفوا للأسرى وحريتهم، وضد اتفاق أوسلو.
وأكد رئيس "نادي الأسير" الفلسطيني قدورة فارس، لـ"العربي الجديد"، أنّ "القلق ما زال قائماً من أن يتعرض الأسرى المعاد اعتقالهم إلى تعذيب شديد يهدد حياتهم وليس فقط يؤثر على صحتهم"، مرجعاً ذلك إلى "التجارب المريرة في سجون الاحتلال والشواهد التي تبرر هذا القلق، حيث استشهد عدد من الأسرى تحت التعذيب".
وأضاف فارس أنّ "الاحتلال المأزوم يريد الآن الحصول على معلومات من الأسرى بوقت قياسي، والحصول على إجابات لكل الأسئلة التي أثارتها العملية خلال ذلك الوقت، ولذا عبرت مؤسسات الأسرى عن قلقها، وطالبت المؤسسات الدولية بألا ينفرد الاحتلال بالأسرى، وإن لم يتح للمحامين زيارة الأسرى، فمن المطلوب على الأقل أن تزورهم جهة محايدة للتأكد من أنهم لا يتعرضون للتعذيب".
وطالب أسرى محررون بمزيد من الإسناد للأسرى عموماً، وأسرى عملية "الهروب الكبير" خصوصاً، وقال الأسير المحرر عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" والمرشح السابق عن "قائمة الحرية" (تحالف مروان البرغوثي وناصر القدوة) فخري البرغوثي، لـ"العربي الجديد"، إنه "لا يكفي الوقوف على دوار المنارة وسط رام الله، لأن الوضع الذي يمر به الأسرى أصعب بكثير من الأيام التي مرت".
الأسرى الأربعة معرضون للعنف، ولأساليب التحقيق المحرمة من أجل انتزاع الاعترافات منهم حول عملية الهروب
ويضيف البرغوثي، الذي كان من عمداء الحركة الأسيرة وتحرر في صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011، أنه "من الواجب الخروج في كل المدن والقرى والوقوف مع الأسرى"، مؤكداً أنّ ما يحصل من تفاعل مع قضية الأسرى الستة "يعني أنّ الفلسطينيين بحاجة إلى من يخرجهم من التأثير السلبي الموجود لدى الشعب الفلسطيني"، وطالب بأن "يخلق الفلسطينيون قوة تحمي الأسرى، وألا ينتظروا من الأسرى رفع معنويات الشعب، كما حدث في عملية التحرر من سجن جلبوع"، حسب تعبيره.
وقال القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" أحمد نصر، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأسرى الأربعة يحتاجون إلى تعويض التقصير الشعبي معهم حين كانوا أحراراً، بالوقوف معهم والضغط على الاحتلال"، متوقعاً أنهم يتعرضون للعنف ولأساليب التحقيق المحرمة من أجل انتزاع الاعترافات منهم حول عملية الهروب.
أما الناشط في لجان المقاومة الشعبية هشام أبو ريا، فاعتبر، في حديث مع "العربي الجديد"، التفاعل الشعبي مع قضية الأسرى الستة "دليلاً على أنّ قضية الأسرى من أولويات الشعب الفلسطيني"، مشيراً إلى أنهم "فتحوا معركة الأسرى كما كانت قد فتحت معركة القدس خلال الأشهر الماضية".