نظم المئات من طلبة جامعة بيرزيت شمالي مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، مسيرة احتجاجية شارك فيها الكادر التعليمي، وتقدّمها رئيس الجامعة طلال شهوان وعدد آخر من ممثلي إدارتها، تنديداً باقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي الحرم الجامعي، أمس الأحد، واعتقال ثمانية من الطلبة.
وهتف مئات من طلبة الجامعة العريقة في اليوم الثاني من العام الدراسي الجديد، ضدّ اعتقال قوات الاحتلال رئيس مجلس طلبة الجامعة عبد المجيد حسن وسبعة من زملائه، من داخل مقر المجلس، حيث كانوا يبيتون فيه وفي مرافقه منذ عشرين يوماً هرباً من ملاحقة أجهزة أمن السلطة الفلسطينية لهم.
وينتمي رئيس مجلس الطلبة المعتقل وزملاؤه لكتلة الوفاء الإسلامية، الذراع الطلابية لحركة "حماس".
ازرعوا الخوف تحصدوا التحدّي
— سِجال (@sjal982879) September 25, 2023
بيرَزيت التي نحبّ💚 pic.twitter.com/duPT33BFbD
واقتحم جيش الاحتلال في ساعة مبكرة من يوم الأحد، الحرم الجامعي، واعتقل 8 طلبة من داخل مقر مجلس الطلبة، بعد الاعتداء على الحرس الجامعي، مستغلاً يوم العطلة الأسبوعية المقرر من قبل الجامعة.
وانطلق الطلبة في مسيرتهم اليوم، من أمام مقر عمادة شؤون الطلبة، مروراً بعدد من الكليات ومقر مجلس الطلبة، وصولاً إلى وسط الجامعة، حيث قدم هناك ممثلو الكتل الطلابية خطابات وكلمات نددت باعتقالات الاحتلال، والاعتقالات السياسية، ودعت للوحدة الوطنية.
وهتف الطلبة للوحدة الوطنية، وللأسرى والشهداء، وكذلك رددوا هتافات مؤيدة للمجموعات المسلحة المقاومة مثل كتيبة جنين ونور شمس وطولكرم وعرين الأسود، وأكدوا استمرار عمل الحركات الطلابية، وسد الفراغ الذي أحدثه الاحتلال في مجلس الطلبة باعتقال رئيسه وعدد من أعضائه.
بيرزيت الأحب إلى القلب ❤️✨ pic.twitter.com/XjrhK7EaE9
— Tasneem🇵🇸 (@Tasneem74145566) September 25, 2023
وقال نائب رئيس الجامعة للتنمية والاتصال ياسر العموري لـ"العربي الجديد": "إن مكونات الجامعة بفئاتها كافة إدارة وعاملين وأكاديميين ونقابة وطلبة، وجّهوا بهذا التجمع رسالة لسلطات الاحتلال بأن الجامعة عصية على الكسر، وستبقى جامعة أكاديمية ووطنية في الوقت ذاته مهما تعرضت لاقتحامات وانتهاكات".
وأضاف العموري: "هذه رسالة نوجهها للاحتلال وإلى العالم أن الدور والرسالة التي تناط بالجامعة قائمة ولن تتوقف، وأكبر دليل على ذلك أن كل مكونات الجامعة موجودة في المسيرة الاحتجاجية".
ورداً على اتهامات الاحتلال التي ادعى فيها أن الطلبة المعتقلين كانوا ينوون تنفيذ عمليات، قال العموري: "إن الاحتلال يحاول دائماً تغليف انتهاكاته للمواقع المحمية كالجامعة بذرائع أمنية"، معتبراً أن اقتحام الحرم الجامعي هو انتهاك للقانون الدولي الإنساني.
وتابع العموري: "هذه الذرائع لا أساس لها من الصحة، ويجب توخي الحذر وعدم التعامل معها، لا سيما أننا نعي تماماً أن الاقتحام والاعتقال الذي جرى بالأمس، كان موجهاً ضد طلبة عزّل، ومحميين بموجب قواعد القانون الدولي. نحن لا نعير تلك التبريرات أية أهمية، وسنواصل حملتنا مع الشركاء المحليين والدوليين والمؤسسات الحقوقية والبعثات الدبلوماسية لتحميل إسرائيل المسؤولية الدولية عما تقوم به من انتهاكات بحق الجامعات وبالأخص بيرزيت".
بدوره، اعتبر عضو الهيئة الإدارية لنقابة العاملين في الجامعة سامح أبو عواد في حديث لـ"العربي الجديد"، أن هذا الاعتقال يأتي ضمن "انتهاكات الاحتلال تجاه الفلسطينيين، والحرمات في القدس، والتنكيل بالمعتقلين في السجون، والتصعيد على حدود غزة، واقتحام المخيمات واغتيال المقاومين".
ولفت أبو عواد إلى "ضرورة استخلاص العبر مما حصل، والتوقف عن ملاحقة الطلبة على خلفية نشاطهم النقابي، في إشارة إلى أن وجودهم داخل الجامعة كان تجنباً لاعتقال الأجهزة الأمنية لهم".
وتابع أبو عواد: "ملاحقة الطلبة على خلفية نشاطهم النقابي مرفوض، ويتساوق مع رؤية الاحتلال من حيث تجريم العمل النقابي، يجب أن يكون هنالك مراجعة لملاحقة الطلبة، وأن تتوقف الأجهزة الأمنية عن هذه السياسة بالمطلق".
من جهتها، قالت ندى الجيوسي، والدة الأسير عبد المجيد حسن، رئيس مجلس الطلبة المعتقل، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن ابنها لم يمض على الإفراج عنه من سجن جهاز المخابرات العامة الفلسطيني سوى شهرين، وكان هو وزملاؤه يعتبرون الجامعة مكاناً آمناً لهم، هرباً من الاحتلال وملاحقة أجهزة أمن السلطة.
وقالت الجيوسي: "إن اعتقال ابني رئيس مجلس الطلبة ليس حدثاً عابراً، ويعتبر تغولاً كبيراً واستهتاراً بالجامعة وحرمتها".
وتواصل سلطات الاحتلال اعتقال أكثر من ثمانين طالباً من جامعة بيرزيت في سجونها، وكانت الجامعة قد تعرضت لاقتحام العام الماضي، تخلله اعتقال وإصابة عدد من الطلبة.