مشاهد وتفاصيل جديدة بشأن تفجير إسطنبول: سجن 17 وترحيل 29 آخرين

18 نوفمبر 2022
اتخذت السلطات إجراءات أمنية واسعة خلال نقل المشتبهين (Getty)
+ الخط -

واصلت وسائل الإعلام التركية، اليوم الجمعة، نشر مزيد من التفاصيل المرتبطة بعملية الهجوم المسلح الذي استهدف شارع الاستقلال بمنطقة تقسيم السياحية في إسطنبول الأحد الماضي، والذي أسفر عن مقتل 6 وجرح 81 آخرين.

ونشرت صحيفة "حرييت" تفاصيل جديدة عن سير التحقيقات والاعترافات التي جرت مع المشتبه بهم، مبينة أن أحلام البشير المتهمة الأولى بوضع القنبلة في شارع الاستقلال كانت متوترة خلال التحقيقات، وصمتت مرات عديدة دون كلام.

وأضافت الصحيفة أن البشير قالت إن "شخص يدعى ياسر الكورعلي عمل على نقلها إلى منطقة تقسيم في عمليات الكشف".

وقالت "حرييت" أيضاً إن التحقيقات خلصت إلى التأكد من أن صاحب ورشة الخياطة والذي اعتقل في سورية فرحات حبش، والمدعو عمار جركس وأخيه أحمد جركس، وأحلام البشير والشخص الذي رافقته وحالياً يعتقد أنه فر لبلغاريا بلال حسن، هم المسؤولون المباشرون عن الهجوم المسلح.

وأضافت أن عملية التحقيق كانت بشكل متزامن مع الموقوفين الأخوين جركس، والبشير، وحبش، لانتزاع الاعترافات منهم، حيث أفاد عمار جركس أنه "مجرد سائق سيارة أجرة غير مرخصة، وأنه تلقى طلباً من شخص يدعى خليل منجي بنقل البشير وحسن، ومنجي مقيم في القامشلي، وطلب مني نقلهم فقط".

وأكمل جركس "اعتقلت في منزل جيراننا، وبعد الحادثة عندما رأينا صورتها (البشير) فكرنا بإبلاغ الشرطة، ولكن قبل الإبلاغ وصلت الشرطة لنا".

ونقلت الصحيفة عن المتهم محمود قوله "أنا جديد في تركيا، كنا نجلس في المنزل، وجاءت لنا خديجة (ربما يقصد قريبة عمار جركس) ومعها فتاة سمراء البشرة، وقال أحمد ابنها (لخديجة) إنها ستذهب إلى خارج العراق، وكانت أمينة (مقيمة في المنزل بمنطقة كوجوك جكمجة) قد ولدت حديثاً كنا ذهبنا للمباركة لها".

وتابع محمود في اعترافه "لم نكن نعرف أن المرأة التي فجرت القنبلة هي هذه المرأة نفسها، ونظر عمار وبكر إلى الهاتف الجوال معاً، وبعد 10 دقائق سمعنا أصوات سباب وقول زكريا (يعتقد أنه مقيم في المنزل) من جلبتم أنتم للمنزل، سأتصل بالشرطة، وبعدها وصلت الشرطة للمنزل".

وبحسب الصحيفة، اعتبر كل من "عمار جركس وبكار ج، وهادر ج، ومحمود هـ، ومحمد ش، وزكريا م.ش، وخديجة الكـ، ومسعود هـ، مشتركاً بالجريمة، واعتقلوا مع البشير في المنزل نفسه".

وفي وقت متأخر من مساء أمس، نقلت السلطات التركية المشتبه بهم في قضية تفجير شارع الاستقلال من ضمنهم أحلام البشير، إلى سجن مرمرة بإسطنبول عقب خضوعهم لمسح طبي.

ونقلت وكالة الأناضول، أن محكمتي صلح الجزاء الثالثة والرابعة المناوبة بإسطنبول، أمرت بحبس 17 مشتبهاً بهم على ذمة القضية المذكورة، بينهم البشير.

وأضافت أن المحكمتين أمرتا أيضاً بإطلاق سراح 3 مشتبهين في القضية، مع بقائهم تحت الرقابة القضائية، وأن المشتبه بهم ممن صدر بحقهم قرار سجن، جرى نقلهم من المحكمة إلى مستشفى بيرم باشا الحكومي لإخضاعهم لفحص طبي، قبل نقلهم إلى سجن مرمرة بإسطنبول.

وأشارت إلى أن السلطات اتخذت إجراءات أمنية واسعة خلال نقل المشتبه بهم من المحكمة إلى المستشفى ومنه إلى السجن، مشيرة إلى أن 29 نائباً عاماً في نيابة إسطنبول، تولوا استجواب 49 مشتبهاً بهم في قضية تفجير شارع الاستقلال، عقب إتمام إجراءاتهم في مركز الشرطة.

وقرر النواب العامون إحالة 17 مشتبهاً بهم إلى المحكمة، بينهم الإرهابية أحلام البشير، مع الطلب بحبسهم احتياطياً على ذمة القضية بتهمة "تقويض وحدة الدولة وسلامة الوطن"، و"القتل العمد"، و"محاولة القتل العمد"، و"المساعدة على القتل عمداً".

كما أحال النواب العامون 3 مشتبهين في القضية إلى المحكمة، مع طلب إطلاق سراحهم شرط بقائهم تحت الرقابة القضائية، فيما قرر النواب العامون ترحيل 29 مشتبهاً بهم إلى خارج البلاد.

كما عمّمت مديرية الأمن في إسطنبول، اليوم الجمعة، مشاهد عملية استكشاف أجرتها في تقسيم قبل 9 أيام في شارع الاستقلال، حيث التقطت المشاهد عبر كاميرات أمنية.

وأظهرت المقاطع البشير مرتدية بنطال جينز وحجاباً، وهي تسير في شارع الاستقلال حوالي الساعة 5:30 مساء بالتوقيت المحلي يوم 4 نوفمبر / تشرين الثاني الجاري.

وتظهر اللقطات حمل الإرهابية الورد بيدها أثناء عملية الكشف والاستطلاع، كما كانت تحمل الورد بيدها يوم تنفذيها الهجوم الذي أودى بحياة 6 مدنيين وأصاب 81 آخرين.

من جانبها، نشرت صحيفة صباح، المقربة من الحكومة التركية، وثيقة زواج مزورة، حسب قولها، بين أحلام البشير وبلال حسن، من أجل الظهور على أنهم زوجان لتنفيذ عملية الهجوم المسلح.

وتحمل الوثيقة عنوان بيان إثبات زواج صدر عن المحكمة الشرعية في حلب، واسم المتهم بلال حسن الكامل هو "بلال الحاج مواس بن حسن"، فيما اسم البشير الكامل هو "أحلام البشير بن صالح وفاطمة تولد حلب".

ونشرت الصحيفة الوثيقة التي تقرأ بصعوبة، لتؤكد أن الوثيقة تنهي الجدل الذي دار عن حقيقة جنسية البشير، بعد مزاعم عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأنها صومالية.

ولقي التفجير إدانة محلية وعربية ودولية، علماً أنه جاء بعد 6 سنوات على آخر هجوم استهدف مدينة إسطنبول، وقلبها السياحي الحيوي.

وعقب التفجير بساعات، أعلنت مديرية الأمن في مدينة إسطنبول عن اعتقال البشير، مؤكدة أنها تلقت تدريباً في "وحدات حماية الشعب" الكردية كعنصر استخبارات، وهو ما وجّه أصابع الاتهام إلى "وحدات حماية الشعب" التي تعتبرها تركيا جناحا سورياً لحزب "العمال الكردستاني" المصنف بقائمة الإرهاب.

المساهمون