استمع إلى الملخص
- إيران، الدولة الوحيدة غير المجهزة بسلاح ذري قادرة على تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 60%، تواصل تقدمها النووي رغم القيود الدولية والتحذيرات المتكررة من الولايات المتحدة وأوروبا.
- ظهرت خلافات بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين حول كيفية التعامل مع البرنامج النووي الإيراني، حيث تضغط إدارة بايدن لتجنب التصعيد، بينما تتخوف فرنسا وبريطانيا من افتقار واشنطن لاستراتيجية فعالة.
بعد 18 شهراً من التصعيد النووي، قرر الأوروبيون، رغم التردد الأميركي، تقديم مشروع قرار يدين عدم تعاون إيران إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يبدأ أعماله اليوم الاثنين في فيينا. وتحدث دبلوماسيون لوكالة فرانس برس عن "الحاجة الملحة للرد على خطورة الوضع". وعلى الرغم من نفي إيران وجود أي رغبة لديها في الحصول على القنبلة النووية، إلا أن برنامجها يواصل تقدمه.
ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإيران هي الدولة الوحيدة غير المجهزة بسلاح ذري، القادرة على تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 60%، ومراكمة مخزوناته التي تتزايد باستمرار. وهذه العتبة قريبة من مستوى الـ90% اللازم لصنع قنبلة نووية، وهي أعلى بكثير من الحدّ الأقصى البالغ 3.67%، أو ما يُعادل ما يُستخدم لتوليد الكهرباء. وعلى الرغم من هذا الوضع الذي كان لا يمكن تصوره حتى وقت قريب، فإن مجلس محافظي الهيئة الأممية المكونة من 35 دولة عضواً، لم يقدم مشروع قرار منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
وكان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أصدر قراراً وبخ فيه إيران آخر مرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2022. وقد حذر المسؤولون الأميركيون والأوروبيون في فيينا مراراً وتكراراً منذ ذلك الحين من أنهم سيتخذون إجراءات ضد إيران إذا لم توقف طهران تقدمها في البرنامج النووي الإيراني وتعزز التعاون مع الوكالة. وخلال الاجتماع الأخير في مارس/آذار، أعدّت لندن وباريس وبرلين نصاً، قبل أن تتراجع بسبب نقص الدعم من واشنطن.
والثلاثاء، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن دبلوماسيين غربيين قولهم إن إدارة بايدن تضغط على حلفائها الأوروبيين من أجل تجنب التصعيد مع طهران بشأن البرنامج النووي الإيراني. وأشار الدبلوماسيون إلى ظهور خلافات بين الجانبين، مع زيادة مخاوف المسؤولين الغربيين بشأن الأنشطة النووية الإيرانية. وأكد دبلوماسيون أميركيون للصحيفة أن واشنطن تعارض جهود فرنسا وبريطانيا لإدانة طهران خلال اجتماع مجلس الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأظهر تقريران سريان للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الاثنين الماضي، أن إيران تواصل تخصيب اليورانيوم إلى مستوى يقترب من الدرجة اللازمة لصنع الأسلحة، في الوقت الذي تتعثر فيه المناقشات الرامية إلى تحسين تعاونها مع الوكالة التابعة للأمم المتحدة. وتتخوف بعض الدول الأوروبية، وخاصة فرنسا وبريطانيا، من افتقار واشنطن إلى استراتيجية للتعامل مع التقدم النووي الإيراني. وقال دبلوماسيون أوروبيون إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تبدو غير راغبة في تبني "جهد دبلوماسي جاد" مع إيران أو اتخاذ إجراءات عقابية ضد تجاوزات طهران النووية.
(فرانس برس، العربي الجديد)