كشفت مصادر أمنية عراقية في محافظة الأنبار غربي البلاد، اليوم الثلاثاء، عن مقتل ما لا يقل عن سبعة عناصر من فصائل عراقية مسلحة مقربة من طهران، وإصابة آخرين بعد استهدافهم من قبل طائرات مسيّرة مجهولة، ليلة الأحد الماضي، في بلدة البوكمال السورية، المحاذية لبلدة القائم العراقية، والتي تخضع منذ سنوات لنفوذ فصائل مسلحة تنشط أيضاً على الشريط الحدودي الدولي بين البلدين.
وقدم مسؤولان أمنيان عراقيان لـ"العربي الجديد" معلومات متطابقة عن كون جميع الشاحنات المستهدفة، الخارجة من العراق إلى سورية، تحمل لوحات تسجيل عراقية، ويرافقها عناصر عراقيون ينتمون لفصيل مسلح ينشط عسكرياً على الحدود العراقية السورية من جهة محور القائم ــ البوكمال.
وذكر أحدهما، وهو ضابط في قوات حرس الحدود العراقية طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الشاحنات تم استهدافها بالصواريخ بعد مغادرتها الشريط الحدودي العراقي ودخولها الأراضي السورية بنحو 30 دقيقة، مؤكداً أن ما لا يقل عن سبعة عناصر من جماعات عراقية مسلحة قضوا في هذا الهجوم.
وأضاف أن عدد الشاحنات يبلغ 22 شاحنة عبارة عن صهاريج وشاحنات حمل، ترافقها سيارات رباعية الدفع، بقيت عدة ساعات داخل القائم، قبل أن تتحرك مجدداً وتدخل من المنفذ الحدودي بين البلدين إلى داخل سورية، وكانت صفة الشاحنات على أنها مساعدات إنسانية، مؤكداً أن انفجارات ثانوية حدثت داخل ما لا يقل عن 3 شاحنات منها، ما يرجح وجود ذخيرة وأسلحة فيها، وعاودت الطائرات للقصف مرة أخرى بعض الشاحنات التي لم تتدمر بالضربة الأولى.
وأشار مسؤول آخر في بغداد إلى أن "قيادة العمليات المشتركة تواصلت بعد القصف مع التحالف الدولي، لمعرفة ما إذا كان يقف خلف عملية القصف، لكن التحالف لم يرد على الجانب العراقي بشكل رسمي حتى الساعة بشأن هوية الطيران المجهول".
ووفقاً للمسؤول ذاته، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، فإن أطرافا في التحالف الدولي قالوا إن القصف استهدف معدات محظورة وغير مدنية كانت تُنقل تحت إشراف فصائل مسلحة موالية لإيران إلى سورية ولبنان، وأكد أن القصف، سواء كان أميركياً أو إسرائيلياً، لم يستهدف الشاحنات داخل الأراضي العراقية، وانتظر دخولها سورية تجنباً لأي توتر في العلاقة بين واشنطن وحكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي يسعى وزير خارجيته فؤاد حسين إلى زيارة واشنطن خلال الأيام المقبلة على رأس وفد رسمي.
من جهته، قال رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، غازي فيصل، خلال اتصال هاتفي بـ"العربي الجديد"، إن "أحد أسباب وجود الفصائل العراقية المسيطرة على الجانب الحدودي بين العراق وسورية من جهة غرب الأنبار هو الإشراف على عمليات تهريب الأسلحة والأموال"، مبيناً أن "عمليات قصف الأرتال ستبقى مستمرة، والولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل تقف خلف عمليات القصف، التي تأتي عبر معلومات مسبقة لها".
وبيّن فيصل أن "الحدود العراقية السورية مراقبة على مدار الساعة من قبل الطيران الأميركي، ولهذا لا يمكن السماح بمرور أي شاحنات تحمل أسلحة أو مساعدات للنظام السوري، كما أن الولايات المتحدة الأميركية تواصل إرسال التحذيرات إلى الجانب العراقي بشأن خطورة سيطرة الفصائل المسلحة على الحدود العراقية السورية واستمرار عمليات التهريب".
وأضاف فيصل أن "هناك قلقا أميركيا كبيرا من سماح حكومة السوداني للفصائل المسلحة بالسيطرة بشكل أكبر على المناطق الحدودية من أجل استمرار عمليات تهريب الأسلحة والعملة الصعبة، وهذا الأمر يشكل قلقا للجانب الأميركي، ولهذا فإن الفترة المقبلة ربما تشهد خطوات أميركية جديدة للحد من هذه القضايا عبر إجراءات جديدة".
وكانت طائرات مسيّرة مجهولة استهدفت شاحنات دخلت الأراضي السورية من العراق في منطقة الهري، ليلة الأحد الماضي، فيما تكررت عملية القصف صباح يوم أمس الإثنين، وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد القتلى نتيجة الهجومين بلغ 10، بينهم قيادي، وهم من جنسيات غير سورية.