من المقرر أن يزور رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، طهران غداً الأحد، وفق ما أكدته وكالات الأنباء الإيرانية والعراقية، على الرغم من أن بغداد وطهران لم تُعلنا إجراء الزيارة رسمياً، ولا الملفات التي سيناقشها الكاظمي.
وكان الكاظمي قد تلقى دعوة لزيارة طهران من الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه معه بعيد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسة الإيرانية خلال يونيو/ حزيران الماضي لتهنئته بالفوز فيها.
وكشفت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" أن الكاظمي سيناقش مع المسؤولين الإيرانيين أربعة ملفات مهمة خلال الزيارة، هي ملف الانتخابات العراقية وموضوع الطاقة وملف الوساطة بين إيران والسعودية، وكذلك وساطة أخرى بين طهران وواشنطن.
وأضافت المصادر التي اشترطت عدم ذكر اسمها، أن إيران خفضت بشكل مفاجئ وكبير صادرات الغاز إلى العراق منذ نحو ثلاثة أسابيع، بسبب عدم دفع العراق عوائد هذه الصادرات، ما سبّب خفض إنتاج الكهرباء في العراق.
وقالت إن الكاظمي يسعى خلال الزيارة لإقناع الجانب الإيراني باستئناف تصدير الغاز بالكميات نفسها المتفق عليها، وإيجاد حلول لدفع مستحقات ذلك في ظل العقوبات الأميركية على التبادل المالي والمصرفي مع إيران.
وعن ملف الوساطة بين طهران والرياض، قالت هذه المصادر، لـ"العربي الجديد"، إن الكاظمي سيحمل معه مقترحات جديدة لدفع هذه الوساطة إلى الأمام وتحقيق نتائج عملية لها في ضوء الإخفاق الذي رافق مؤتمر بغداد أخيراً لإقناع قادة البلدين بالمشاركة في المؤتمر من جهة، وجمع وزيري خارجية إيران والسعودية المشاركين في المؤتمر على طاولة حوار معاً من جهة ثانية.
وأوضحت المصادر أن بغداد تسعى لعقد لقاء بين وزيري خارجية البلدين خلال المرحلة المقبلة، مشيرة إلى أن الجانب السعودي كان قد اقترح أن يزور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان السعودية، لكن الجانب الإيراني رفض ذلك، واقترحت من جهتها أن يزور طهران وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان.
وأضافت أنه بعد عقد مؤتمر بغداد الإقليمي "تم التوصل إلى تفاهم على إجراء اللقاء في دولة ثالثة، هي العراق"، كاشفة عن أن الوزير الإيراني كان قد طلب في أثناء زيارته بغداد أخيراً لعقد لقاء مع نظيره السعودي على هامش مؤتمر بغداد، لكن الأخير رفض هذا اللقاء.
وتحدثت المصادر عن انزعاج سعودي من تصرف وزير الخارجية الإيراني في أثناء التقاط الصورة الجماعية على المنصة، وعدم وقوفه في المكان المخصص له إلى جانب الوزير السعودي.
وتابعت المصادر بأن وزير خارجية إيران قد أجرى مباحثات مفصلة مع رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح على هامش مؤتمر بغداد، والمسؤول الكويتي أيضاً أجرى لقاءً مماثلاً مع وزير خارجية السعودية، وتبادل الرسائل بين الطرفين.
وأضافت أن "هذه الاتصالات متعددة الأطراف خلقت أجواءً مريحة لإجراء لقاء على مستوى وزيري خارجية إيران والسعودية". أما عن ملف وساطة بغداد بين إيران والولايات المتحدة، فقالت المصادر لـ"العربي الجديد" إن العراق في عهد الكاظمي تحول إلى أحد الوسطاء بين الطرفين، وتبادل رسائل عدة بينهما، مشيرة إلى أن الوفد العراقي برئاسة الرئيس برهم صالح وعضوية وزير الخارجية فؤاد حسين "عندما زار إيران للمشاركة في حفل أداء اليمين الدستوري للرئيس الإيراني (في الخامس من الشهر الماضي) قد حمل معه رسالة أميركية إلى طهران".
وعن فحوى الرسالة، قالت إنها كانت مرتبطة بحثّ طهران على استئناف مفاوضات فيينا النووية غير المباشرة مع واشنطن بشكل سريع، لافتة إلى أن وزير الخارجية العراقي عاد إلى إيران بعد خمسة أيام للحصول على الرد الإيراني على الرسالة الأميركية.
وأضافت أن إيران "وضعت جملة شروط لاستئناف المفاوضات، منها تحرير أموال إيرانية مجمدة"، قائلة إن "الكاظمي يحمل رسالة أميركية أخرى في هذا السياق، قبل يوم من عقد اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، الذي يفترض أن يناقش الملف النووي الإيراني على وقع تصاعد التوتر بين إيران والوكالة الدولية.
وأوضحت المصادر أن "الولايات المتحدة لا ترغب في تصعيد ضد إيران من خلال استصدار قرار أممي خلال اجتماع لخشيتها من أن ذلك من شأنه أن يعرقل استئناف المفاوضات ويشكل تحدياً كبيراً أمامه، ولذلك عبر قنوات عدة، أوروبية وإقليمية، تسعى لحثّ طهران على العودة إلى المفاوضات قبل أن تتعقد الأمور أكثر". غير أن هذه المصادر نفت علمها إذا كانت "الرسالة التي يحملها الكاظمي لها تحتوي على محفزات أو تحذيرات أو الاثنين معاً".