كشفت مصادر أمنية عراقية في محافظة الأنبار عن هوية قتلى الضربة الأميركية على الحدود العراقية- السورية فجر اليوم السبت، والتي جاءت بعد ساعات من شن الفصائل المسلحة هجومين على قاعدتي "خراب الجير" (الرميلان) و"الشدادي" الأميركيتين بريف محافظة الحسكة شمال شرقيّ سورية.
وأفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، في وقت سابق اليوم، بمقتل وإصابة 20 عنصرا من الفصائل المسلحة جراء الضربة الأميركية.
وقال مسؤولان عسكريان عراقيان في قيادة عمليات الأنبار، لـ"العربي الجديد"، إن عدة صواريخ استهدفت شاحنات محملة بالأسلحة داخل الشريط الحدودي السوري مع العراق، ومقرين على الأقل في المنطقة الشرقية لبلدة البوكمال الحدودية.
وقال أحد المسؤولين إن أغلب القتلى من العراقيين، في حين أن البعض من الإيرانيين، مشيراً إلى أن إحدى الضربات تسببت بانفجارات ثانوية ناجمة عن انفجار ذخيرة داخل إحدى الشاحنات.
وأكد المسؤول الثاني تعذر التعرف على هوية بعض القتلى بسبب تفحم الجثث، لافتا إلى نقل القتلى من قبل قافلة تابعة لفصيل مسلح إلى داخل الجانب العراقي بعد ساعات من الهجوم.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نفذت فصائل عراقية مسلحة أكثر من 100 هجوم بواسطة طائرات مسيّرة مفخخة وصواريخ كاتيوشا على قواعد أميركية في العراق وسورية، رداً على الدعم الأميركي للحرب الإسرائيلية على غزة، وفقاً لبيانات صدرت عن أكثر من فصيل مسلح. وقدّم عدد من تلك الفصائل نفسه أخيراً تحت مسمى "المقاومة الإسلامية في العراق" ضمن تبنيه تلك العمليات.
وقال رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل، لـ"العربي الجديد"، إن "الأجواء العراقية والسورية ما زالت مراقبة وتحت سيطرة الطيران الأميركي، ولهذا تجد الفصائل منذ مدة صعوبة في التنقل ونقل السلاح ما بين البلدين"، مبيناً أن "القوات الأميركية كثفت من مراقبة الشريط الحدودي بعد تصاعد العمليات ضدها في سورية".
وأضاف أن "واشنطن ستكون حازمة في الرد على الفصائل، خصوصاً أن الضربات أصبحت تهدد سلامة وحياة الجنود الأميركيين"، لافتا إلى أن الإدارة الأميركية أبلغت الحكومة العراقية، التي بدورها أوصلت تلك الرسائل إلى كل الجهات المسؤولة عن الاستهدافات".