قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إنه من الضروري عودة سورية إلى جامعة الدول العربية والحاضنة العربية، جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي، اليوم الاثنين، عقب لقاء جمعه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في العاصمة المصرية القاهرة، وأضاف أن مصر تألمت لما عانى منه الشعب السوري خلال السنوات الماضية. وأشار إلى أن الشعب السوري تعرض للقتل والنزوح، من دون التطرق لمن تسبب بالمأساة الحقيقة للشعب السوري.
وأشار شكري خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع لافروف إلى أن "الجميع شاهد أيضاً على التدخلات والاستهداف الإرهابي لسورية"، آملاً في عودة سورية لما كانت عليه من استقرار، ولكي يستمتع الشعب السوري في ممارسة الحياة السياسية. ولفت إلى أن الشعب السوري هو من سيقرر مستقبله وسيشكل الحكومة التي تمثله في الانتخابات المقبلة. وفق ما نقله موقع "روسيا اليوم".
وكان وزير الخارجية المصري تحدث في تصريح سابق له، في يناير/كانون الثاني من العام الجاري عما وصفه بـ"التعقيدات" أمام عودة العلاقات الدبلوماسية بين سورية ومصر، وأشار حينها إلى أن بلاده تتطلع إلى عودة سورية إلى محيطها العربي، كما جدد شكري الحديث عن عودة سورية خلال اجتماع لوزراء الخارجية العرب في الدورة الـ155 لمجلس جامعة الدول العربية، في الثالث من مارس/آذار الفائت، معتبراً أن عودتها إلى الحاضنة العربية "أمر حيوي"، من أجل صيانة الأمن القومي العربي.
ووصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى القاهرة صباح اليوم الاثنين، لبحث ملفات مشتركة بين البلدين وتطوير العلاقات الثنائية، وكذلك بحث الملفات الإقليمية والدولية، والتقى، خلال زيارته، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وسامح شكري، وزير خارجية مصر.
ويبدو جلياً أن لافروف يحاول جاهداً من خلال زياراته الأخيرة لدول الخليج (قطر والسعودية والإمارات)، في مارس/آذار الفائت، الدفع باتجاه إعادة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية وحاضنتها، الأمر الذي عاد ليؤكده اليوم خلال لقائه نظيره المصري في القاهرة، وذلك قبيل الانتخابات الرئاسية السورية المزمع إجراؤها في يونيو/حزيران المقبل.
وأوضح لافروف خلال المؤتمر الصحافي، الاثنين، أنه على يقين بضرورة عودة سورية إلى الأسرة العربية، وأكد أن نداءات روسيا المتكررة في هذا الاتجاه بدأت تلقى آذاناً صاغية لدى شركاء في المنطقة. ولفت إلى أنه يجب أن تدرك الجامعة العربية ودمشق أيضاً الميزات الناجمة عن عودة سورية إلى عضوية الجامعة.
ولفت لافروف إلى أن موسكو تستعد لزيارة رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري ومسؤولين لبنانيين بارزين آخرين، في الفترة المقبلة، ومن المرجح أيضاً أن يبحث لافروف خلال زيارته المقبلة إلى بيروت موضوع عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية، وإعادة العلاقات بين النظام ومحيطه العربي، في محاولة من روسيا للالتفاف على قانون "قيصر" الذي فرضته الولايات المتحدة الأميركية في منتصف يونيو/حزيران العام الماضي، ويهدف القانون إلى منع الأنشطة التجارية الأجنبية من التعاون مع النظام السوري.
وكانت الجامعة العربية قد علقت عضوية النظام السوري خلال اجتماع طارئ في العاصمة المصرية القاهرة على مستوى وزراء الخارجية، في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2011، بعد أشهر من اندلاع الثورة السورية واندلاع الاحتجاجات ضد حكم بشار الأسد، حينها وافقت 18 دولة عربية على تعليق العضوية، في المقابل رفض كل من لبنان واليمن القرار، بالإضافة إلى النظام السوري.