حزب السادات يدعو المعارضين في الخارج إلى "عودة آمنة" إلى الوطن.. ومغرّدون مصريون يشككون
دعا حزب الإصلاح والتنمية المصريين المعارضين في الخارج للعودة إلى وطنهم، في إطار مبادرة وطنية "وافقت عليها مؤسسات الدولة، في ظل أجواء الحوار الوطني الذي يرعاه الرئيس عبد الفتاح السيسي"، بحسب بيان صادر عن الحزب، اليوم السبت.
وطالب الحزب المصريين المعارضين في الخارج بإرسال بياناتهم إلى بريد إلكتروني يخص "جمعية السادات للتنمية والرعاية الاجتماعية" (تأسست عام 2004)، التي يرأسها رئيس الحزب محمد أنور السادات، وهو أيضاً ابن شقيق الرئيس الراحل أنور السادات.
وألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على عشرات الصحافيين والباحثين والأكاديميين من مطار القاهرة الدولي، في أثناء عودتهم في إجازة اعتيادية خلال الأعوام الأخيرة، إذ أُدرجوا على ذمة قضايا تتعلق بـ"الانتماء إلى جماعة إرهابية"، و"نشر أخبار كاذبة عن البلاد"، على خلفية تدوينات نشروها على صفحاتهم الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي، انتقدوا فيها بعض الأمور المتعلقة بطريقة إدارة الحكم في مصر.
وطالب حزب السادات المصريين في الخارج بالعودة إلى بلدهم لفتح قنوات التواصل مع المصريين، باعتبارها "فرصة جيدة لتوسيع دائرة عودة من سافر وترك الوطن ويخشى العودة، والحد من معاناة الكثيرين من المصريين وأسرهم".
ونقل البيان تأكيد رئيس الحزب، والمنسق العام للمبادرة، أن بعض المصريين "توجهوا إلى دول مختلفة على خلفية التخوفات من إلقاء القبض عليهم، أو الاحتجاز بسبب النشاط السياسي أو الانتماء إلى تنظيمات سياسية أو مدنية، أو بسبب العمل في وسائل الإعلام والصحافة، أو من المدافعين عن حقوق الإنسان، والعاملين في منظمات حقوقية داخل مصر وخارجها".
وأضاف أن "خروج هؤلاء من البلاد خلق حالة من الاحتقان لديهم، ترتب عنها القيام من دون قصد بالإساءة إلى صورة الدولة المصرية في الخارج، وإبداء خشيتهم من العودة لإمكانية القبض عليهم".
إلا أن السادات اشترط، في مبادرته، ألا يكون الراغب في العودة إلى مصر قد صدر ضده أحكام قضائية، أو تورط في قضايا عنف أو تحريض، أو ثبت انتماؤه إلى جماعات أو تنظيمات إرهابية محظورة وفق القوانين ذات الصلة، وأن تكون عودته مشروطة بعدم مخالفته القوانين والتشريعات الوطنية، ودستور البلاد، في حال رغبته في ممارسة العمل السياسي أو أي نشاط اجتماعي أو مدني.
وتأتي المبادرة رغم مغادرة سياسيين للبلاد أخيراً خشية الاعتقال وفق مراقبين، ومنهم رئيس حزب "الكرامة"، عضو البرلمان السابق أحمد الطنطاوي، الذي غادر البلاد قبل أسابيع إلى لبنان، في أعقاب انتقاده طريقة الحوار الوطني، وأساليب إدارته، وتواصل الاعتقالات بحق نشطاء وسياسيين داخل البلاد.
في المقابل، أُفرِج عن عدد محدود للغاية من السياسيين والنشطاء الذين كانوا رهن الحبس الاحتياطي على ذمة قضايا سياسية، ووصل إلى مصر مؤسس صفحة "كلنا خالد سعيد" على موقع "فيسبوك"، الناشط البارز وائل غنيم، بعد 9 سنوات من سفره إلى الولايات المتحدة، وهي الصفحة التي دعت إلى تظاهرات يوم الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني 2011، ومثلت بداية لثورة عارمة أطاحت نظام الرئيس المخلوع الراحل حسني مبارك.
والسادات كان عضواً في البرلمان المصري، قبل إسقاط عضويته بعد حديثه عن الزيادات المتوالية في معاشات العسكريين، وقارنها بمعاشات بقية المواطنين من المدنيين.
واستقبل عدد من المغردين والنشطاء في الخارج الدعوة بمزيد من الحذر، خشية الوقوع في مصيدة السجن، أو أن يكون ثمن العودة هو الصمت عمّا يجري، وعدم معارضة سياسات النظام الحالي.
وقالت الناشطة السياسية المقيمة في تركيا غادة نجيب، تعليقاً على المبادرة: "سيبك من أنها دعوة مشروطة، وكأنها عزبة أبوهم... وسيبك من أن بالشروط دي ماحدش هايرجع... خليك في الجملة اللي بيقول فيها: إن الشباب تركوا البلد على خلفية شائعات بالاعتقال أو الاحتجاز عل خلفية نشاط سياسي!".
مبادرة السادات لعودة الشباب
— غادة نجيب (@Ghadanajeb) September 17, 2022
سيبك من انها دعوه مشروطة
وكأنها عزبة ابوهم
وسيبك من ان بالشروط دى
محدش هيرجع ياسعادة البيه😅
خليك بقي ف الجمله الل بيقول
فيها
ان الشباب تركوا البلد عل خلفية
اشاعات بالاعتقال او الاحتجاز عل خلفية نشاط سياسي🧐
رمضان بطيخة بقي رمضان
مونامور وبيتشرط😅 pic.twitter.com/rdYDTPwAbp
بينما كتب وكيل لجنة حقوق الإنسان في مجلس الشورى، سابقاً، عز الدين الكومي، تغريدة تحت عنوان "ألاعيب شيحة"، قائلاً: "بلغت السذاجة بالأجهزة الأمنية أن تكلف محمد أنور السادات إطلاق مبادرة لعودة آمنة للمعارضين المصريين بالخارج، ونظام الانقلاب رحب بها... أولاً آمنة ماتت من زمان الله يرحمها، وثانياً يقول المثل العربي: كيف أعاهدك، وهذا أثر فأسك؟ وثالثاً من هذا الساذج الذي ينخدع بهذه الألاعيب".
ألاعيب شيحة:
— الدكتور/عزالدين الكومى (@AElkumi) September 17, 2022
بلغت السذاجة بالأجهزة الأمنية أن تكلف محمد أنور السادات بإطلاق مبادرة لعودة آمنة للعارضين المصريين بالخارج ونظام الانقلاب رحب بها.
أولاً آمنة ماتت من زمان الله يرحمها
ثانيا يقول المثل العربى كيف أعاهدك وهذا أثر فأسك؟!
ثالثا من هذا الساذج الذى ينخدع بهذه الألاعيب pic.twitter.com/qOMtRrsTap
وقال محمد صالح: "عاوز يودع أهله... أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية يعلن إطلاق مبادرة لعودة آمنة للمصريين بالخارج ممن ترك مصر ويخشى العودة، بشروط منها: عدم مخالفة دستور البلاد، وألا يكون صادراً ضده أحكام أو متورطاً في عنف، ولم يثبت انتماؤه إلى جماعة إرهابية".
وعايز يودع اهله 🤣
— محمد صالح (ابو الشهيد بإذن الله خالد ) (@nadem_pake) September 17, 2022
أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية يعلن عن إطلاق مبادرة لعودة آمنة للمصريين بالخارج ممن ترك #مصر ويخشى العودة، بشروط منها «عدم مخالفة دستور البلاد- ألا يكون صادرا ضده أحكام أو متورطا في عنف - لم يثبت انتمائه لجماعة إرهــ ـابية» https://t.co/3qGXNgOgvm
ونشر الكاتب الصحافي عمار علي حسن بيان الحزب، من دون أن يعلق على المبادرة، قائلاً: "حزب الإصلاح والتنمية يدعو إلى عودة آمنة لشباب مصريين في الخارج من أجل حوار وطني حقيقي".
حزب الإصلاح والتنمية يدعو إلى عودة آمنة لشباب مصريين في الخارج من أجل حوار وطني حقيقي. pic.twitter.com/TNt8pvogwj
— عمار علي حسن Ammar Ali Hassan (@ammaralihassan) September 17, 2022