تسود حالة من الغضب العارم بين أعضاء مجلس النواب المصري المستبعدين من "القائمة الوطنية" لانتخابات المجلس الجديد، المدعومة من الأجهزة الأمنية برعاية حزب "مستقبل وطن"، جراء الإطاحة بهم من مقاعد القوائم التي تستحوذ على نصف مقاعد البرلمان، فضلاً عن الدفع بمرشحين آخرين في مواجهتهم على الدوائر الفردية، رغم كل ما قدموه من خدمات للنظام طيلة السنوات الخمس الماضية (مدة الفصل التشريعي).
وأطاح حزب "مستقبل وطن" بالعشرات من أعضاء كتلته البرلمانية في اختيارات قوائمه الانتخابية الجديدة، والمؤكد فوزها بجميع المقاعد المخصصة للقائمة المغلقة في ظل سياسة تغييب المنافسين، وتزكية مرشحين آخرين، إما بناءً على تعليمات من أجهزة الأمن، أو لسدادهم ثمن مقعدهم النيابي مقدماً للسلطة الحاكمة، من خلال شيكات مقبولة الدفع تراوح بين 5 و10 ملايين جنيه (634 ألف دولار أميركي)، بحسب مصادر برلمانية مطلعة.
وتداول ناشطون شيكاً موقعاً باسم النائبة ابتسام أبو رحاب لصالح الأمانة المركزية لحزب "مستقبل وطن" بقيمة 10 ملايين جنيه (لم تنف صحته حتى الآن)، من أجل إدراج اسمها على "القائمة الوطنية" عن قطاع شمال ووسط وجنوب الصعيد، وهي سيدة أعمال معروفة في محافظة الوادي الجديد، وتشغل منصب أمينة المرأة في الحزب المحسوب على نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وضمت قائمة النواب المستبعدين كلاً من وكيل لجنة الصناعة في البرلمان زكريا محيي الدين، الذي أعلن عدم خوضه الانتخابات بحجة تفرغه لإدارة نشاط تجاري صناعي على قدر كبير من الأهمية للاقتصاد المصري، والنائبة عن محافظة الشرقية زينب سالم، التي أعلنت في تدوينة لها (حذفتها لاحقاً) عن انسحابها من المشهد الانتخابي بسبب سيطرة حزب واحد على اختيارات أسماء المرشحين.
وأعلنت "القائمة الوطنية" التي يقودها حزب "مستقبل وطن" عن أسماء مرشحيها لانتخابات مجلس النواب، يوم الخميس، بعد تأخر دام لأسبوع كامل بسبب الخلافات الشديدة حول هذه الأسماء، والمزادات التي فتحها المرشحون لوضع أقدامهم في القائمة، والتي ضمت العديد من الأسماء المثيرة للجدال، مثل الكاتبة فريدة الشوباشي، والإعلامي يوسف الحسيني، والمحامي إيهاب رمزي، شقيق الفنان هاني رمزي، والأمين العام السابق للبرلمان أحمد سعد الدين.
كما ضمت رئيس الهيئة البرلمانية لحزب "المصريين الأحرار" أيمن أبو العلا، الذي استقال أخيراً من الحزب الذي انقلب عليه نظام السيسي، وهشام الشعيني – أحد أبرز تجار السلاح في مناطق الصعيد – ورجل الأعمال محمد جمال الجارحي، وصبورة السيد، والدة المخرج محمد سامي المتزوج من الفنانة مي عمر، والأكاديمية إيناس عبد الحليم، التي اتهمتها جامعة المنصورة في بلاغات رسمية سابقة بالاستيلاء على المال العام.
وشملت القائمة أيضاً النائبة غادة عجمي، التي تطاولت على ناشطة فرنسية في وقت سابق أثناء استضافتها على قناة "فرانس 24" العربية، بقولها "حقوق الإنسان دي عند مامو (أمك)"، ومحمد صفي الدين خربوش، عضو لجنة السياسات في الحزب الوطني (المنحل)، وإيهاب العمدة، الذي تُثار حوله شبهات بشأن اتجاره في المخدرات، وأحد المتهمين الرئيسيين في "موقعة الجمل" الشهيرة إبان ثورة 25 يناير 2011.
وكانت "تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين" التابعة للمخابرات العامة في مصر، والتي تُدار مباشرة من العقيد أحمد شعبان، مدير مكتب اللواء عباس كامل، قد أعلنت استحواذها على 26 مقعداً في القائمة الموحدة، لصالح مرشحين، أبرزهم عضوي حركة "تمرد" السابقين محمود بدر ومحمد عبد العزيز، والنائب طارق الخولي، ومي كرم جبر، ابنة رئيس "المجلس الأعلى للإعلام"، والصحافية أميرة العادلي، ورشا أبو شقرة، وأحمد رمزي.