أبلغت مصادر مصرية، حركةَ حماس، بضرورة عدم الحديث عن تفاصيل مواقف بعض الدول العربية، وطبيعة اتصالاتها مع الجانب الإسرائيلي، وموقفها من مسيرات العودة، والمجزرة الإسرائيلية الأخيرة في قطاع غزة، والتي راح ضحيتها ما يزيد على 60 شهيداً، وأكثر من ألفي مصاب. وأوضحت المصادر، لـ "العربي الجديد"، أن "القاهرة أطْلعت قيادة الحركة على الموقف العربي بشكل واضح، وأقصى رهان من الممكن أن يراهن عليه أهالي غزة من الدول العربية في الوقت الراهن"، بحسب تعبير المصادر.
وقالت المصادر إن "اللواء عباس كامل طالب قيادة حماس بعدم ذكر اسم المملكة العربية السعودية وطبيعة اجتماعات مسؤولين سعوديين، أخيراً بمسؤولين إسرائيليين". وأكدت أن "هذه الفترة هي الأكثر وضوحاً في الموقف السعودي مما يجري في الأراضي الفلسطينية"، كاشفة بأن "مسؤول سعودي بارز حمّل الفلسطينيين على مستوى السلطة، والفصائل، مسؤولية التدهور الذي آلت إليه القضية". ولفتت إلى أن "الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل تطرق إلى أن المسؤول حمّلهم مسؤولية تدهور الأوضاع العربية برمّتها وصعود نجم إيران وتسهيل مهمتها في الهيمنة على المنطقة، لمجرد عدم تعاملهم بواقعية مع المعطيات طوال العقود الماضية".
وبحسب مصادر تحدثت في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، فإن "خطة ترامب المعروفة بصفقة القرن تقوم على إقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة، ومقطعة الأوصال، مع تأجيل الحديث بشأن حق العودة، وهو التصور الذي يدعمه ولي العهد السعودي، إذ سعى للضغط على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال زيارة سابقة للرياض، للقبول به، بدعوة الحصول على أي شيء ثم استكمال المفاوضات".
يذكر أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد أن "مصر لن يكون في مقدورها أن تقدم لأهالي غزة أكثر من فتْح معبر رفح وتقديم المساعدات الطبية فقط، بشأن التصعيد الإسرائيلي الأخير"، مشدّداً على أنه "عشان يكون الجميع عارف مش هنقدر نعمل أكتر من كده". وقال السيسي، خلال فقرة "اسأل الرئيس"، ضمن فعاليات المؤتمر الوطني الخامس للشباب، إن "مصر قررت فتح معبر رفح من أجل التخفيف على المواطنين في قطاع غزة"، مؤكداً "وجود اتصال دائم بالجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل وقف نزيف الدم". وتابع السيسي "عاوز أقول للفلسطينيين إن التعبير والاحتجاج عن رفضهم لقرار نقل السفارة الأميركية للقدس، ميؤديش بيهم لسقوط ضحايا كثر، وعاوز أقول لإسرائيل إن ردود أفعال الشعب الفلسطيني مشروعة".