أصدرت مجموعة من الشخصيات الأردنية أطلقت على نفسها اسم "لجنة الإنقاذ الوطني الأردني"، الأربعاء، بياناً طالبت فيه العاهل الأردني عبد الله الثاني بالإفصاح عن ثروته، معلنة تشكيل لجنة للإنقاذ الوطني.
ووفق البيان، الذي وقعته حوالي 100 شخصية، فقد اجتمعت مجموعة من الشخصيات الأردنية، مساء أول من أمس الثلاثاء، في منزل وزير العمل السابق أمجد هزاع المجالي، وتدارست الأوضاع التي وصل إليها الأردن، منتقدة الأوضاع الحالية التي تعيشها البلاد.
وقال البيان إن المجتمعين اتخذوا قرارات، منها اعتبار الشخصيات المجتمعية لجنة إنقاذ وطني ونواة لتجمع مفتوح لسائر الشخصيات الوطنيّة والمعارضة والحراك والشخصيات الاجتماعية.
وبحسب البيان، فإن المجتمعين طالبوا العاهل الأردني بأن يفصح عن ثروته وثروة أسرته والعاملين معه، ودعوا إلى اعتصام مفتوح يوم 24 مارس/آذار المقبل على دوار الداخلية في العاصمة عمان.
وجاء البيان بعد التسريبات التي كشفتها وسائل إعلام غربية تحت عنوان "سويس سيكرت"، حول بيانات ثاني أكبر بنوك سويسرا "كريدي سويس"، الذي كان ملك الأردن أحد المتعاملين معه، ولديه، بحسب التسريبات، حسابات أودع فيها ملايين الدولارات، ومنها حساب بـ244 مليون دولار.
من جانبه، قال الديوان الملكي الهاشمي في بيان له، يوم الإثنين، إن التقارير الأخيرة "احتوت معلومات غير دقيقة وقديمة ومضللة، ويتم توظيفها بشكل مغلوط بقصد التشهير بالملك والأردن وتشويه الحقيقة"، وأن "الرصيد الإجمالي الذي ذكرته بعض التقارير هو رصيد غير دقيق، حيث ضاعفت تلك التقارير المبالغ من خلال احتساب الأرصدة نفسها عدة مرات".
وأشار البيان إلى أن الجزء الأكبر من الأموال المرصودة في الحسابات "نتج عن عملية بيع طائرة كبيرة من نوع (إيرباص 340) بقيمة 212 مليون دولار، والاستعاضة عنها بطائرة (غولف ستريم) صغيرة وأقل كلفة، وأنه ورث طائرتين عن الملك الحسين، تم بيعهما، واستخدمت قيمتهما في عملية استبدال طائرات أكثر من مرة خلال العشرين عاما الماضية".
وأشعل بيان اللجنة خلافاً بين أبناء رئيس الوزراء الأردني الراحل هزاع المجالي، الذي اغتيل بانفجار ضخم في 29 أغسطس/آب 1960، فوزير العمل والنائب السابق أمجد هزاع بركات المجالي يقف الآن في صفوف المعارضة بينما شقيقاه: أيمن هزاع المجالي، الذي تولى منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الإعلام، وعضو مجلس النواب، وشقيقه حسين هزاع المجالي، وزير الداخلية سابقا ومدير الأمن العام سابقًا، يقفان في صفوف الموالاة.
وأصدر شقيقا أمجد المجالي، أيمن وحسين هزاع، بيانا وجّها من خلاله رسالة إلى شقيقهما الأكبر أمجد، دعواه فيها إلى عدم تجاوز الثوابت الوطنية والالتزام بحسن الخطاب، مستنكرين "كل الاجتماعات التي لا تليق بتاريخ العائلة ونهج الدولة الأردنية".
وجاء في الرسالة "إننا هنا كإخوة، نستنكر كل الاجتماعات التي لا تليق بنا وبتاريخنا ولا بنهج دولتنا، اختلفنا معها أو اتفقنا، ونندد بأي محاولات للتحريض وزعزعة استقرار هذا الوطن وأمن شعبه".
وأضاف البيان "إن هذا النداء والذي نطلقه اليوم لك عبر فضاء يقرأه الجميع لم يكن ليخرج علناً إلا بعدما استنفدنا كإخوة كل طرائق الحلول لتعرف وتفهم أنك لا تعرف ماذا تريد، بل تريد ما يرغب فيه غيرك، والتصيد عبر اسمك واسم والدنا وعشيرتنا، وحتى في عملكم الحزبي لم تستطيعوا صنع أي مبادرات تحقق غايات الإصلاح، ومن هنا، نرى أن عليك أن تتوقف وتبتعد قليلاً عن كل تلك الملوثات التي أُلصقت بك لتكون فوهة مدفع وهم مختبئون".
وتابع "أخونا الكبير، لقد جلسنا معاً كأشقاء عدة مرات واتفقنا جميعاً بموافقتك على الالتزام التام بحسن الخطاب وتعظيم شأن الدولة وعدم المساس برأس الدولة الملك عبد الله الثاني والحفاظ على أمن واستقرار هذا الوطن وعدم الإعانة على تقويض أركان النظام السياسي من باب الرعونة المؤقتة أو الخروج على النهج المستقر منذ نشأة هذه المملكة، وفي كل مرة تحيد فيها عن هذا الاتفاق".
وقال البيان "إن ما تسعون إليه من تحريض غير مجد، سواء كان ذلك بحق الملك أو العائلة الهاشمية التي هي جزء منا ونحن منهم عبر تاريخ طويل من الإخلاص المتبادل بين طرفي العرش والشعب أو بحق أي مؤسسة لا ترون فيها سوى العيوب وتنسون عيوبكم، وكأنكم أسرابا من الملائكة".
وختم البيان "تذكرّ جيدا أنك كنت جزءا من الدولة وشريكا في الحكومة، ولم تقدموا شيئا ملموسا من التغيير للأفضل، كما تراه اليوم أنت والرهط من حولك الذين يحرضونك ويستخدمونك كواجهة يختبئون خلفها لتحقيق مصالحهم".