ما زالت الأوضاع في محافظة درعا تراوح مكانها بانتظار إجراء جولة جديدة من المفاوضات بين ممثلي الأهالي من جهة، والنظام وروسيا من جهة أخرى، بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن الوضع في درعا البلد، والمحافظة عموماً، فيما تواصل قوات النظام السوري محاولاتها لاقتحام المنطقة.
وذكر عضو لجنة التفاوض المركزية عدنان المسالمة، لـ"العربي الجديد"، أنه "لا جديد في المفاوضات مع النظام والروس حتى الآن، وننتظر تحديد موعد مع قائد القوات الروسية الجديد لإيجاد حلول". وأوضح أن القائد الروسي الجديد، الذي خلف "أسد الله"، هو حالياً في دمشق، و"ليس هناك موعد معه".
وعما إذا كانت فرص الحل قد تحسّنت بعد تغيير القائد الروسي "أسد الله"، الذي عرف عنه تهديده المستمر لأهالي درعا، قال المسالمة: "لم نلتق بعد القائد الروسي الجديد، أو أحداً من النظام أو الروس في الأيام الأخيرة"، مشيراً إلى أن قوات النظام واصلت طول الليلة الماضية القصف ومحاولات الاقتحام لمنطقة درعا البلد.
من جهته، ذكر الناشط محمد الشلبي، لـ"العربي الجديد"، أن قوات النظام، ورأس حربتها "الفرقة الرابعة"، حاولت طوال الليلة الماضية، وحتى فجر اليوم، التقدم في منطقة درعا، بالتزامن مع قصف مدفعي، لكن المقاتلين المحليين تصدوا لها، ولم تتمكن من إحراز أي تقدم.
وذكر الشلبي أن اشتباكات عنيفة دارت في درعا البلد بين قوات النظام والمقاتلين المحليين بالقرب من منطقة الكازية خلال صد محاولة تقدم لقوات النظام ترافقت مع قصف بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة، إضافة إلى الرشاشات الثقيلة، استهدف أحياء درعا البلد من مواقع قوات النظام في أحياء سجنة والمنشية والسحاري بمدينة درعا.
وأضاف أن قوات النظام واصلت أيضاً قصفها بالأسلحة الثقيلة على مخيم درعا وطريق السد، ومنطقة العجمي ومحيط الري شرق المزيريب وأطراف طفس الغربية، وذلك بهدف الضغط على أهالي ووجهاء درعا للرضوخ لمطالب قوات النظام، مشيراً إلى أن هذا التصعيد يأتي بالرغم من طمأنات روسية وصلت إلى اللجنة المركزية يوم أمس، بوقف إطلاق النار وفتح معابر إنسانية للمحاصرين.
كذلك تعرض منزل أبو شريف محاميد، أحد أعضاء لجنة التفاوض في درعا البلد، الواقع في حيّ طريق السد، للقصف بقذائف الدبابات. وذكر ناشطون أن القصف سبّب دماراً كبيراً في المنزل الواقع في المنطقة المحاصرة منذ نحو 45 يوماً، دون أن يصاب أي من قاطنيه بأذى، لمغادرتهم مكان إقامتهم قبل القصف.
مليشيا تسحب عناصرها نحو دمشق
إلى ذلك، سحبت مليشيات "الغيث"، التابعة للفرقة الرابعة، العشرات من عناصرها من مدينة درعا نحو العاصمة دمشق. وذكر موقع "تجمع أحرار حوران" المحلي أن أكثر من 45 سيارة عسكرية لمليشيات "الغيث" خرجت من حيّ الضاحية في مدخل مدينة درعا الغربي، محملة بالعناصر، وسلكت طريق العاصمة دمشق.
وأوضح الموقع أن عدداً من السيارات كانت تحمل أدوات منزلية سُرقَت من المنازل بعد مداهمتها من قبل عناصر الفرقة الرابعة في مدينة درعا.
ورجّح ناشطون في درعا أن يكون الانسحاب تبديلاً للعناصر في درعا، نظراً لعدم انسحاب جميع المجموعات. غير أن موقع "صوت العاصمة" المحلي، ذكر في تقرير له أن الفرقة الرابعة نقلت خلال الأيام الماضية مجموعات من مليشيات محلية تابعة لها، من قرى وادي بردى في ريف دمشق إلى محيط درعا البلد.
وأوضح أن قيادة تلك المليشيات تلقت أوامر من ضباط في الفرقة الرابعة بتجهيز مجموعات قتالية لنقلهم إلى محافظة درعا، وذلك بعد اجتماع عقد بين ضباط من الفرقة مع كل من القياديين المحليين داني شيبوني ومحمود بحبوح، مشيراً إلى أن المليشيات أرسلت مجموعتين من العناصر بلغ عددهم أكثر من 50 عنصراً من أبناء قرى كفير الزيت ودير مقرن ودير قانون، حيث زُجَّ بهم في خطوط المواجهة الأولى في حيّ درعا البلد الذي يشهد حصاراً منذ أكثر من 40 يوماً.
وأوضح الموقع أن عدداً من العناصر فروا من نقاط تمركزهم في درعا بعد ساعات من وصولهم إلى خطوط المواجهة، وعادوا إلى قريتهم وتواروا عن الأنظار.
في غضون ذلك، تتفاقم محنة المدنيين في منطقة درعا البلد، والعديد من المناطق في محيطها جراء النقص الحاد في مخصصات طحين الخبز، فضلاً عن معاناة المواطنين بالحصول على المواد الغذائية ومياه الشرب والأدوية الأساسية.