دعت الأمم المتحدة، اليوم الخميس، إلى تمديد فتح عدة معابر بين تركيا وسورية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان في مناطق سيطرة المعارضة في شمال غرب سورية، وسط مفاوضات معقدة في مجلس الأمن حول التمديد.
وقال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث، خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي الشهري لنقاش الوضع السياسي والإنساني في سورية: "الشعب السوري يعاني اليوم أكثر مما ندرك"، مضيفاً: "ليس لدي سبب للاعتقاد أنه لن يجرى تمديدها مرة أخرى".
وأضاف غريفيث: "أوضح الأمين العام (أنطونيو غوتيريس) ضرورة تجديده لفترة 12 شهرا وأن يشمل جميع المعابر الأخرى لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى الشمال الغربي".
يشار إلى أن التفويض الحالي لعمل الآلية يستمر حتى العاشر من الشهر القادم، ومن المتوقع أن يجرى التصويت عليه في مجلس الأمن الأسبوع القادم.
كما تحدث غريفيث عن نقص حاد في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة الخاصة بسورية، حيث جرى تمويلها بأقل من 12 بالمئة، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الشريكة تحتاج إلى 5.4 مليارات دولار هذا العام لتمويل الخطة.
من جهته، قال السفير الروسي إلى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، الخميس، إن "آلة الدعاية الغربية المنافقة تتحرك"، مضيفا: "قيل لنا مرة أخرى إنه من دون هذه الآلية العابرة للحدود، سيموت ملايين السوريين جوعا وبردا، ولا خيار سوى تمديدها، حتى لو كانت تنتهك سيادة سورية ووحدة أراضيها".
ودعا نيبينزيا إلى نقل المساعدات عبر دمشق، مضيفاً: "نشعر بالقلق إزاء التمويل المنخفض للعمليات الإنسانية في البلد، حيث تركز الجهات المانحة بشكل أساسي على المناطق في الشمال الغربي التي هي ليست تحت سيطرة دمشق".
وأضاف: "يحاولون إقناعنا بأنه يجب التمديد للآلية لاثني عشر شهراً من أجل التخطيط بشكل أفضل.. هذه النداءات ليست صريحة ومن الصعب الحديث عن مشاريع انتعاش مبكر.. ولم تعد الآلية بالفائدة على الشعب السوري".
وتحدث عن إنفاق الدول الغربية المليارات لدعم أوكرانيا بالسلاح مقابل عدم تقديم المساعدات الكافية لخطط الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية حول العالم.
من جهته، أكد نائب السفيرة الأميركية للأمم المتحدة جيفري ديلورانتيس ضرورة التجديد للآلية العابرة للحدود لمدة 12 شهرا، وتوسيع عدد المعابر لتشمل باب السلام والراعي بالإضافة إلى باب الهوى المعمول به حاليا.
وشدد على دعم جهات عديدة لذلك ومنها مجلس التعاون الخليجي كما الأمم المتحدة وعدد من المسؤولين فيها، وتحدث الدبلوماسي الأميركي عن أن "نظام الأسد اختار أن يجعل وصول الأمم المتحدة (وتقديم المساعدات الإنسانية) لا يمكن التنبؤ به، ولم يظهر النظام أي إشارة إلى أنه ينوي الالتزام والتمديد (لوصول المساعدات العابرة للحدود)، لذلك فإن التمديد عبر المعابر الثلاثة مسألة أساسية".
وكان رئيس النظام السوري بشار الأسد قد أذن بعد الزلزال بفتح معبرين حدوديين آخرين مع تركيا لمدة ثلاثة أشهر، جرى تمديدها في مايو/أيار ثلاثة أشهر أخرى. وفي يناير/كانون الثاني، مدّد مجلس الأمن لستة أشهر آلية نقل المساعدات عبر الحدود من طريق معبر باب الهوى إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعات الجهادية والمعارضة من دون المرور عبر مناطق سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد.
وشملت الآلية التي جرى إنشاؤها عام 2014 أربعة معابر، لكن بعد سنوات من الضغط من بكين وموسكو، بقي معبر باب الهوى فقط قيد التشغيل، وخُفضت مدة التفويض إلى ستة أشهر قابلة للتجديد، ما يعقد العمل الأممي الإنساني.