مقتل الصحافية شذى الصباغ في مخيم جنين وعائلتها تتهم السلطة الفلسطينية

رام الله

نائلة الخليل

avata
نائلة الخليل
29 ديسمبر 2024
89789878
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- قُتلت الصحافية شذى الصباغ في مخيم جنين، وسط اتهامات متبادلة بين عائلتها والسلطة الفلسطينية حول المسؤولية، حيث تتهم العائلة قناصًا من أجهزة أمن السلطة بقتلها عمدًا، بينما تنفي السلطة ذلك وتتهم "كتيبة جنين".
- أصدرت قوى الأمن الفلسطيني بيانًا ينفي وجودها في موقع الحادثة ويدعو للتعاون لكشف ملابساتها، في سياق حملة أمنية مستمرة في المخيم.
- طالبت عائلة شذى بالتحقيق ومحاسبة المسؤولين، ووصفت حركة حماس الحادثة بأنها عمل إجرامي، داعية لوقف الحملة الأمنية.

قُتلت الصحافية الفلسطينية شذى الصباغ، مساء السبت، جراء إصابتها بالرصاص في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، حيث تواصل قوات السلطة الفلسطينية حملة أمنية وحصاراً على المخيم منذ أكثر من 20 يوماً. واتهمت عائلة الصحافية عناصر من السلطة الفلسطينية بقتل ابنتها شذى، في حين نفى الناطق باسم الأمن مسؤولية أفراد الأمن، واتهم "كتيبة جنين" بالوقوف وراء الحادثة.

وقال صهيب المرعي، زوج أخت الصباغ، لـ"العربي الجديد"، إن قناصا من عناصر أمن السلطة قتل شقيقة زوجته شذى الصباغ بعد أن خرجت من بيته بصحبة أطفاله وأمها وأخته، مشيراً إلى أن القوة الأمنية كانت تتمركز في منزل يزيد جعايصة الذي حوّلته السلطة إلى نقطة عسكرية بعد قتلها صاحبه، وهو أحد قيادات كتيبة جنين.

وأضاف: "تقيم شذى وأمها في بيتي لأن بيتهما تعرض لإطلاق نار شديد خلال الاشتباكات ولا تستطيعان العيش فيه". وتابع: "بيتي مقابل بيت عائلة يزيد جعايصة ويبعد عنه 20 مترا هوائياً. خرجت شذى من منزلي وهي تحمل طفلين، الأول عمره عام ونصف عام والثاني عامان، ومعها أمها والدة الشهيد معتصم الصباغ، ووراءها أختي، وجميعهن يلبسن ملابس الصلاة، والعسكري يشاهدهن من شباك منزل جعايصة".

ومضى قائلاً: "هناك إنارة في الشوارع، والحارة كلها واضحة والعسكري أمامهن مباشرة، خرجن من بيتي، وتوجهن إلى البقالة. ثم فتح العسكري النار عليهن من شباك الطابق الأول في منزل جعايصة بشكل مقصود ومن دون أي سبب".

وأكمل: "صرخت أختي للعسكري أن يوقف إطلاق النار، لكنه استمر بفتح النار وهو أمامهن بشكل مباشر وجها لوجه، ولم يسمحوا لنا بسحب شذى عن الأرض رغم أن إصابتها كانت واضحة في الرأس، حتى بعد أن بدأ الجيران بالصراخ على العسكري ليوقف إطلاق النار". وأشار إلى أن أطفاله أصيبوا "بأذى وهلع". وحول ما إذا كانت المنطقة تشهد اشتباكات بين كتيبة جنين وعناصر السلطة، قال المرعي: "الحارة هذه لا توجد فيها أي اشتباكات ولا يوجد أي شباب في الحارة لأن المنطقة كلها تخضع لسيطرة السلطة".

وتعمل شذى الصباغ (22 عاماً) مراسلة حرة ونشرت، يوم السبت، على حسابها الشخصي على إنستغرام، مقابلة مع مواطن في مخيم جنين جرى حرق منزله.

بدوره، أصدر الناطق الرسمي لقوى الأمن الفلسطيني العميد أنور رجب بعد نحو 40 دقيقة على مقتل الصباغ بيانا جاء فيه: "وفقًا للتحقيقات الأولية وشهادات شهود العيان، فإن قوى الأمن لم تكن موجودة في المكان". وأضاف: "تدين قوى الأمن الفلسطيني بأشد العبارات الجريمة البشعة التي ارتكبها خارجون عن القانون مساء اليوم السبت في شارع مهيوب داخل مخيم جنين، والتي أسفرت عن مقتل الصحافية شذى صباغ بعد إصابتها برصاصة في رأسها، وإلحاق أضرار مادية جسيمة بأحد المنازل الذي تم حرقه وإطلاق النار عليه بشكل عشوائي". ودعا البيان "جميع المواطنين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية للإبلاغ عن أي معلومات قد تُساهم في كشف ملابسات الحادث وضبط المتورطين".

والصباغ هي القتيلة المدنية الخامسة في مخيم جنين منذ أن بدأت الحملة الأمنية للسلطة الفلسطينية، إضافة إلى قتيل من قادة كتيبة جنين، وخمسة من عناصر أمن السلطة.

عائلة شذى الصباغ تطالب بالتحقيق ومحاسبة المتسببين في قتلها

من جانبها، قالت عائلة الصباغ في بيان لها إن ابنتها "قتلت برصاصة قناص من أجهزة أمن السلطة في جريمة مكتملة الأركان"، مطالبة بالتحقيق في ما جرى ومحاسبة المتسببين. وحملت عائلة الصحافية "السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية المسؤولية المباشرة عن هذه الجريمة"، مؤكدة أن "هذا التصعيد الخطير يعكس تحول هذه الأجهزة إلى أدوات قمعية تُمارس الإرهاب ضد أبناء شعبها بدلاً من حماية كرامتهم والوقوف في وجه الاحتلال".

وبحسب العائلة، فإن "الشهيدة شذى كانت برفقة والدتها، والدة الشهيد معتصم الصباغ، وتحمل في حضنها أطفالاً صغاراً، في حيٍّ مضاء بالكامل وخالٍ من أي اشتباك أو تهديد أمني، وعلى الرغم من ذلك، أصرّ قناصة الأجهزة على إطلاق النار المباشر عليها، مُستبيحين دماء بريئة ومُتناسين كل القيم الوطنية والإنسانية".

وقالت العائلة: "إن هذه الجريمة النكراء هي دليلٌ صارخ على الانحراف الخطير لأجهزة السلطة الأمنية، التي باتت توجه سلاحها نحو صدور أبناء شعبها بدلاً من مواجهة الاحتلال الغاشم. ونحن، عائلة الشهيدة الصحافية شذى الصباغ، نحمل السلطة وأجهزتها الأمنية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الشنيعة".

ودعت العائلة كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية، المحلية والدولية، إلى "التحرك الفوري للتحقيق في هذه الجريمة ومحاسبة كل من تورط في التخطيط والتنفيذ، كما طالبت بالعمل الجاد لحماية الشعب الفلسطيني من تغوّل هذه الأجهزة التي باتت تشكل خطراً على أبناء الوطن"، بحسب البيان.

وتابعت: "إن دماء شذى الطاهرة لن تضيع هدراً، وستظل شاهداً على مظلومية شعبنا الفلسطيني وعلى الانتهاكات المستمرة التي تستهدف حريته وكرامته. وندعو جميع أبناء شعبنا إلى رصّ الصفوف ومواجهة كل من يسعى لإضعاف قضيتنا وتمزيق وحدتنا الوطنية".

حماس تنعى الصحافية شذى الصباغ

من جانبها، نعت حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) الشهيدة الصحافية شذى الصباغ "التي استشهدت بعد استهدافها بشكل مباشر ومتعمد من قبل عناصر أجهزة السلطة، التي كانت موجودة أمام منزل لأقاربها برفقة أطفال ونساء في مخيم جنين". وجاء في بيان حماس: "إن قتل أجهزة أمن السلطة الصحافية شذى، شقيقة الشهيد القسامي المجاهد معتصم الصباغ؛ بدم بارد وبشكل متعمد، هو عمل إجرامي مدان يضاف لسجل تلك الأجهزة الأسود بحق أبناء شعبنا من قتل واعتقال وتنكيل". مضيفاً: "لقد وصلت هذه العملية إلى مراحل خطيرة وغير مسبوقة، ومشاهد تحاكي ما يقوم به الاحتلال بحق شعبنا، وإن هذه الجريمة ليست حادثة عابرة، بل جزء من سياسة قمعية تستهدف مخيم جنين الذي يشكل رمزًا للصمود والمقاومة".

وتابع البيان: "نطالب السلطة وأجهزتها بالاستجابة إلى المبادرات الوطنية المختلفة لوقف هذه الحملة ضد مخيم جنين، كما ندعو الكل الوطني الفلسطيني لأن يتداعى إلى الضغط على السلطة بكل حزم لمحاسبة المتورطين في قتل الصحافية، ووقف هذه العملية الأمنية اللاوطنية، وتكثيف الحراك بكافة السبل لصدها عن ملاحقة المقاومين وأحرار وحرائر شعبنا، والإفراج عن كافة المعتقلين، والوقوف إلى صف شعبنا الذي يتعرض إلى الإبادة الجماعية ومخططات الضم والتهجير".

ذات صلة

الصورة
مكتب قناة الجزيرة في رام الله، 11 مايو 2023(الأناضول)

منوعات

أعلنت الحكومة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، قراراً بوقف بث فضائية الجزيرة في الأراضي الفلسطينية وتجميد جميع أنشطتها داخل فلسطين.
الصورة

سياسة

أعلنت الأجهزة الأمنية الفلسطينية، صباح اليوم السبت، عن مقتل أحد الضباط في حرس الرئيس خلال الحملة الأمنية على مخيم جنين شمالي الضفة الغربية.
الصورة
تظاهرة في رام الله تطالب بوقف الاقتتال في جنين، 24 ديسمبر 2024 (العربي الجديد)

سياسة

طالبت شخصيات سياسية ومجتمعية، مساء اليوم الثلاثاء، خلال وقفة ومسيرة جابت شوارع رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، بوقف الاقتتال الداخلي في جنين
الصورة
عنصر في أمن السلطة الفلسطينية يحمل "آر بي جي / جنين 23 ديسمبر 2024 (إكس)

سياسة

أفادت وسائل إعلام عبرية بأن دولة الاحتلال الإسرائيلي فوجئت، اليوم الاثنين، باستخدام أجهزة أمن السلطة الفلسطينية قذائف "آر بي جي" في حملتها المسلّحة ضد جنين.
المساهمون