قضت امرأة وأُصيب مدنيون، اليوم الاثنين، إثر تجدد الاشتباكات بين "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) وقوات العشائر العربية في ريف محافظة دير الزور الشرقي، فيما سجلت بلدة ذيبان نزوح عشرات العوائل باتجاه القرى الآمنة نسبياً، نتيجة المعارك الدائرة في المنطقة.
وقال الناشط وسام العكيدي، وهو من أبناء ريف محافظة دير الزور، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ امرأة تدعى شهناز عايد الحسين، قضت اليوم الاثنين، إثر استهدافها برصاص عناصر "قسد"، نتيجة الاشتباكات الدائرة مع مجموعة من أبناء العشائر العربية، في بلدة حوايج بريف محافظة دير الزور الشرقي، شرق البلاد.
وأكد العكيدي أن أربعة مدنيين أُصيبوا بجروح تراوحت بين المتوسطة والخطيرة، وذلك إثر استهداف قوات "قسد" بعدة قنابل، عبر طائرة مُسيرة، منزلاً مدنياً في بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي.
وأشار إلى أن الشاب همام علي الحسين الدريعي، المنحدر من بلدة الجرزي بريف دير الزور الشرقي، وهو أحد مقاتلي أبناء العشائر العربية، قُتل اليوم الاثنين، بالإضافة إلى مقتل ستة عناصر من قوات "قسد" وتدمير عدة سيارات عسكرية، وذلك خلال المعارك الدائرة في بلدتي ذيبان والطيانة بريف دير الزور الشرقي.
ولفت الناشط إلى أن أبناء العشائر العربية تمكنوا من السيطرة على أجزاء واسعة من بلدة ذيبان (مسقط رأس شيخ قبيلة العكيدات إبراهيم جدعان الهفل)، وذلك بعد معارك عنيفة اندلعت فجر اليوم الاثنين، بعد هجوم واسع على عدة نقاط لـ"قسد" داخل البلدة، فيما لا تزال الاشتباكات مستمرة بين الطرفين، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع التابعة لقوات "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في أجواء المنطقة.
في السياق، طوقت قوات "قسد" بلدة أبو النيتل بريف دير الزور الشمالي، من خلال فرض حزام أمني على كامل البلدة، وفرضت حظراً للتجول، وذلك بعد تعرّض إحدى سياراتها لهجوم مُسلح، ظهر اليوم الاثنين، وبدأت بحملة تفتيش ودهم واعتقال بحثاً عن منفذي الهجوم داخل البلدة.
كما فرضت "قسد" حظراً للتجول في بلدة الحريجة بريف دير الزور الشمالي، وذلك بُغية تنفيذ حملة اعتقالات في المنطقة، لاسيما أن ذلك جاء بعد فرضها حظراً للتجول بدءًا من منطقة المعامل بريف دير الزور الشمالي، وصولاً إلى بلدة الباغوز أقصى شرق محافظة دير الزور.
إلى ذلك، نزحت عشرات العوائل من بلدة ذيبان على إثر تجدّد الاشتباكات الدائرة بين أبناء العشائر العربية وقوات "قسد" في البلدة، وجميع هذه العائلات فرت إلى بلدتي هجين والبحرة بريف دير الزور الشرقي، فيما لم تنزح أي عائلة إلى مناطق سيطرة النظام السوري عبر المعابر النهرية.
وكان شيخ قبيلة "العكيدات"، إبراهيم جدعان الهفل، قد أعلن اليوم الاثنين، من خلال كلمة صوتية قصيرة، عن شن هجوم لـ"جيش قوات العشائر" على مواقع قوات "قسد" في بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي، وطالب أبناء العشائر العربية بالالتحاق بالمهاجمين، متوعداً باستمرار العمليات حتى تحقيق النصر وإعادة الحقوق للمكون العربي، وفق تعبيره.
وكان الهفل قد أعلن، الخميس الماضي، عن تشكيل "جيش قوات العشائر العربية" مهمته القتال ضد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، طالباً الدعم من أبناء القبائل العربية لطرد قوات "قسد" من منطقة الفرات.