قالت مصادر أمنية رسمية في مدينة أربيل، مركز إقليم كردستان العراق، اليوم الجمعة، إنّ سائحاً دنماركياً قُتل وأُصيب زميله بجروح متفاوتة الخطورة، جراء انفجار لغم أرضي لدى دخولهما إلى إحدى مناطق أنشطة مسلحي حزب العمال الكردستاني شمالي محافظة دهوك الحدودية مع تركيا، مؤكدة أنّ اللغم ضمن سلسلة فخاخ نصبها مسلحو الحزب بمناطق تواجدهم وسبق أن تسببت بمقتل مدنيين عراقيين سابقاً بنفس الطريقة.
وأبلغ مسؤول بوزارة داخلية إقليم كردستان العراق مراسل "العربي الجديد"، بأنّ سائحين دنماركيين من هواة ركوب الدراجات ودخلا البلاد رسمياً بتأشيرة سياحية، تعرّضا لانفجار لغم أرضي محلي الصنع لدى دخولهما قرية باروخ التابعة لمدينة العمادية (70 كيلومتراً) شمالي دهوك.
وأضاف أنّ متطوعين تمكّنوا من نقل السائحين اللذين كانا يستقلان دراجتيهما خلال الحادث إلى مستشفى بلدة كاني ماسي القريب، غير أنّ أحدهم فارق الحياة، مساء أمس الخميس، داخل المستشفى، والآخر ما زال بالعناية المركزة، حيث أصيب بجروح هو الآخر متفاوتة الخطورة بفعل الانفجار.
وأكد المسؤول الذي فضّل عدم الكشف عن هويته أنّ اللغم من ضمن ألغام يزرعها مسلحو حزب العمال الكردستاني في المنطقة، وسبق أن خلّف خسائر في صفوف المدنيين بالأشهر الماضية.
ويعمد مسلحو حزب العمال الكردستاني، الذي ينشط في المناطق العراقية الحدودية ضمن شرقي أربيل وشمالي دهوك ويتخذها منطلقاً لشن اعتداءات متكررة على الأراضي التركية المجاورة لها، إلى زرع الألغام والعبوات الناسفة والمتفجرات في تلك المناطق، ضمن مساعي تأمين مقراته ومناطق تواجده، ما يشكل خطراً على حياة المدنيين بشكل رئيس.
وفي وقت سابق، قال رزكار صدقي، سكرتير مجلس محافظة دهوك، إنّ حوالي 400 قرية في محافظة دهوك هجرها سكانها بسبب وجود مسلحي حزب العمال الكردستاني، كما أنّ الحكومة لا تستطيع إيصال الخدمات إلى تلك المناطق لنفس السبب، و"بهذا يكون المدنيون هم أكثر المتضررين من مسلحي حزب العمال"، وفق قوله.
وكشف صدقي عن مقتل 34 مدنياً خلال الفترة الماضية بمنطقة العمادية فقط، جراء أنشطة مسلحي "العمال الكردستاني" في تلك المنطقة.
في السياق ذاته، قال مسؤول بالخارجية العراقية في بغداد، إنّ "أعضاء في بعثة الاتحاد الأوروبي يتابعون مجريات التحقيق في الحادث مع المسؤولين العراقيين، وسيتم نقل المصاب إلى بلاده في وقت لاحق"، مؤكداً، لـ"العربي الجديد"، أنّ "السائحين دخلا مناطق غير مسيطرة عليها أمنياً من قبل حكومة الإقليم".
في السياق ذاته، نقل تلفزيون محلي كردي في أربيل عن مدير "مستشفى كاني ماسي"، أحمد أدني، تأكيده وفاة أحد السائحين الدنماركيين بعد ساعات من وصوله إلى المستشفى، مضيفاً أنّ "سائق الدراجة الأولى توفي متأثراً بجروحه جراء انفجار اللغم، ورفيقه السائح الآخر يخضع للعلاج حالياً داخل المستشفى"، لافتاً إلى أنّ الانفجار "وقع بطريق مهجور".