أفادت مصادر أمنية عراقية في محافظة ديالى، شمال شرق العاصمة بغداد، اليوم الإثنين، بمقتل ما لا يقل عن 7 عراقيين بينهم امرأتان، وجرح آخرين، في هجوم مُسلح استهدف مزارعين كانوا داخل أراضيهم في قرية بضواحي بلدة الخالص، شمال شرقي مدينة بعقوبة. فيما لمح نائب في البرلمان العراقي إلى وقوف مليشيا مسلحة خلف الهجوم.
ونقلت وسائل إعلام محلية عراقية، عن مصادر أمنية قولها، إن "مسلحين مجهولين هاجموا بأسلحة رشاشة مزارعين في قرية (الجيايلة) التابعة لبلدة الخالص"، مبينةً أن "الهجوم أوقع 7 قتلى على الأقل بينهم امرأتان، وإصابة ثلاثة آخرين نقلوا إلى مستشفى الخالص، وفقاً للحصيلة الأولية".
وأشار موقع "شفق" المحلي، إلى أن "قوة أمنية من قيادة عمليات ديالى توجهت إلى مكان الحادث بحثاً عن منفذي الهجوم".
لكن عضو مجلس النواب عن محافظة ديالى رعد الدهلكي، أكد أن "مليشيات إرهابية مسؤولة عن مقتل المدنيين في قضاء الخالص"، داعياً رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، إلى "التدخل الفوري والعاجل لردع المليشيات".
وذكر الدهلكي في بيان نقلته وسائل إعلام عراقية، أن "المليشيات الإرهابية استباحت دماء الأبرياء في وضح النهار، دون خوف أو خشية من أي رادع أمني، وأمام أنظار الجميع، ما أدى إلى استشهاد عدد من المدنيين بينهم نساء وجرح آخرين (...) استهانة واضحة بالقانون والدولة والسلم المجتمعي".
وتابع: "إننا نستنكر هذا العمل الإرهابي من قبل المليشيات المنفلتة في محافظة ديالى، ونُحمل القوات الأمنية المسؤولية الكاملة، وندعوها إلى القيام بواجبها (...) والقصاص العادل من الجناة، وإرسال رسالة اطمئنان إلى العوائل المذعورة لضمان عدم تكرار هكذا أحداث مؤسفة".
ووصف عضو مجلس النواب قيام المليشيات بهذا الفعل، بـ"الظاهرة الخطيرة جداً"، معتبراً إياها "دليلا واضحا على خروج زمام السيطرة من يد الدولة، وهو تحد للدولة والقانون والسلم المجتمعي".
وفي حديثه مع "العربي الجديد"، قال قائد عمليات ديالى اللواء علي فاضل عمران، إن "الهجوم خلف لغاية الآن نحو 7 قتلى"، فيما رفض الحديث عن مسببات الهجوم. وبيَّن أنه "في الساعات المقبلة سيتم إبلاغ الصحافة بتطورات الحادث، والإعلان عن تفاصيل وافية عنه".
وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو توثق اللحظات الأولى لوصول الضحايا إلى المستشفى، وأكد ناشط مدني في المحافظة، لـ"العربي الجديد"، أن بعض الضحايا لا يرتبطون بأي علاقة مع بعضهم سوى أنهم كانوا في أرض زراعية واحدة عندما فتح المسلحون النار بشكل عشوائي عليهم.
وأوضح المتحدث، في اتصال هاتفي، طالباً عدم الكشف عن هويته، أن "ذلك يزيد من فرضية أن الهجوم جاء بدوافع انتقامية، والجيش يغلق المنطقة حالياً ويمنع أي أحد من الدخول إليها"، لافتاً إلى أن المهاجمين غادروا المكان بسيارتهم عبر طريق عام يخضع لسيطرة الجيش العراقي".
وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قُتل 6 مدنيين وجرح 8 آخرون، في هجوم مسلح نفذه مجهولون هاجموا سيارات مدنية، في قرية البو بالي في قضاء الخالص في ديالى، ولم تفض التحقيقات التي فتحتها الحكومة المحلية في المحافظة إلى أي نتائج.
يُذكر أن الملف الأمني في محافظة ديالى المرتبطة حدودياً مع إيران، يُدار من قبل مليشيا "بدر" وبعض الفصائل الأخرى، التي تسيطر أيضاً على المناصب السياسية بالمحافظة، الأمر الذي تسبب بقوة نفوذ المليشيات فيها.