ملف حكومة كركوك أولوية عراقية بعد تفكيك عقدة ديالى

05 اغسطس 2024
من انتخابات المحافظات في كركوك، 18 ديسمبر 2023 (علي مكرم غريب/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **قرب حسم أزمة تشكيل حكومة كركوك**: بعد تسعة أشهر من الانتخابات، تقترب كركوك من تشكيل حكومتها المحلية بفضل تدخل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي يسعى لتحقيق الاستقرار وتحسين الخدمات.

- **توزيع مقاعد مجلس محافظة كركوك**: المجلس يتكون من 16 عضواً موزعين بين العرب، الأكراد، التركمان، والمسيحيين. يتطلب انتخاب المحافظ غالبية تسعة أصوات، والسوداني يقود حوارات لتفاهمات بين الأطراف السياسية.

- **التحديات والخلافات المستمرة**: رغم التفاؤل، يشير المحلل أحمد الشريفي إلى أن الخلافات في كركوك تتعلق بالصراع بين المكونات والأحزاب، ويقترح اختيار محافظ من خارج القوى المتصارعة لتجنب تعطيل المشاريع.

كشفت تعليقات سياسية وحكومية مختلفة في العاصمة العراقية بغداد عن قرب حسم أزمة تشكيل حكومة كركوك العراقية، المحافظة الغنية بالنفط، بعد أكثر من تسعة أشهر على الانتخابات المحلية، وذلك بعد تعطل الخطوة بسبب خلافات حادة بين الكتل والأحزاب العربية والكردية والتركمانية، التي تصدّرت نتائج الانتخابات بنسب متقاربة.

وأتت التأكيدات الجديدة بعد أيام قليلة من حل عقدة تشكيل الحكومة المحلية في محافظة ديالى، شرقي العراق، التي استمر الخلاف حولها لأشهر طويلة، لتبقى كركوك المحافظة الأخيرة التي يُنتظر حسم حكومتها المحلية. وفي ساعة متأخرة من ليل الخميس ـ الجمعة الماضي، تم انتخاب عمر الكروي رئيساً لمجلس محافظة ديالى، وعدنان الجاير التميمي محافظاً، فتمّ طي صفحة الأزمة التي كانت محفوفة بمخاطر تمدّدها أمنياً داخل المحافظة الواقعة على الحدود العراقية الشرقية مع إيران.


عباس البياتي: ستكون رئاسة حكومة كركوك دورية

نتائج انتخابات محافظة كركوك

وأفرزت الانتخابات الخاصة بمجلس محافظة كركوك مجلساً مكوناً من 16 عضواً موزعين على ستة للعرب، وسبعة للأكراد، واثنين للتركمان، ومقعد واحد للمكون المسيحي. ووفق القانون، فإن انتخاب المُحافظ يتم بغالبية النصف زائد واحد، وهو ما لا يمكن توفيره حالياً بخريطة توزيع مقاعد كركوك، أي أن الفائز يجب أن يحصل على تسعة أصوات من أعضاء مجلس محافظة كركوك، من أصل 16.

في السياق، اعتبر نائب رئيس الحركة القومية التركمانية عباس البياتي، لـ"العربي الجديد"، أن "القوى السياسية في محافظة كركوك اقتربت جداً من تشكيل الحكومة المحلية، التي كان من المفترض تشكيلها الأسبوع الماضي، لكن بطلب من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أجّلت إلى الأسبوع الحالي، لغرض الوصول إلى تفاهمات ما بين كل الأطراف السياسية". وأوضح البياتي أن "السوداني يريد تشكيل حكومة محلية في كركوك بمشاركة كل الأطراف السياسية الفائزة، ولا يريد تهميش أو إقصاء أي طرف، ولهذا طلب التأجيل لهذا الأسبوع، وهو الآن يخوض جولة من الحوارات بين كل الأطراف السياسية في كركوك، في بغداد، وأعضاء المجلس ورؤساء الكتل في العاصمة يجرون جولة الحوار الأخيرة مع السوداني".

وأضاف البياتي: "نتوقع أن يتم الاتفاق على أن تكون رئاسة حكومة كركوك دورية، ويكون الكل مشارك فيها، ويكون الضامن والمتعهد لتنفيذ هذا الاتفاق السوداني، وربما سيعلن عن ذلك الاتفاق بشكل رسمي خلال الساعات المقبلة، ونتوقع تشكيل الحكومة منتصف هذا الأسبوع، ولن يتعدى هذا الأسبوع بكل تأكيد، فهناك عزم سياسي على حسم الملف".

من جهته، قال عضو مجلس محافظة كركوك عن تحالف "العروبة"، محمد الحافظ، لـ"العربي الجديد"، إن "الأيام المقبلة ستكون حاسمة لانتخاب رئيس المجلس ونائبه وانتخاب المحافظ ونوابه، وهناك حراك سياسي مكثف يجري في العاصمة بغداد برعاية السوداني، الذي يعمل على تشكيل حكومة شراكة وتفاهم".

وبيّن الحافظ أن "حل عقدة تشكيل حكومة ديالى أصبح دافعاً حقيقياً لنا، لحل أزمة تشكيل حكومة كركوك، لأن لا أزمة سياسية بلا حل، خصوصاً إذا كان هناك حوار وتفاهم، والكل أصبح متفقاً على أن يكون الجميع مشاركا بالحكومة حتى نضمن الاستقرار في عموم المحافظة، ونعمل على توفير الخدمات وتحسين واقعها الاقتصادي والخدمي". وأضاف الحافظ أن "الكل متفق على تشكيل حكومة كركوك هذا الأسبوع، ولا نتوقع أن يمر الأسبوع بلا تشكيل الحكومة المحلية، والحوارات الجارية حالياً هي لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق تشكيلها برعاية السوداني".


محمد الحافظ: الكل متفق على تشكيل حكومة كركوك في هذا الأسبوع

عقدة حكومة كركوك

في المقابل، اعتبر المحلل السياسي أحمد الشريفي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "عقدة ديالى تختلف تماماً عن عقدة كركوك، فالخلافات في ديالى هي بين البيت السياسي الشيعي، والصراع منحصر على منصب المحافظ، لكن الخلاف في كركوك يختلف، فهذا الخلاف بين مكونات، وبين أحزاب تلك المكونات". ولفت الشريفي إلى أنه "رغم مساعي السوداني لحل عقدة كركوك، لكن الأمور ما زالت معقدة والخلافات مستمرة، وحتى مقترح أن يكون منصب المحافظ بشكل دوري بين الأطراف السياسية عليه اعتراضات، فكل جهة تريد أن يكون المنصب لها أولاً، ولهذا الخلافات ما زالت عميقة". وأضاف: "نعتقد أن الحل الأمثل لتشكيل حكومة كركوك هو اختيار محافظ من قبل السوداني من خارج القوى السياسية المتصارعة على المنصب، فلا يمكن بقاء المحافظة بلا حكومة محلية وبلا تسيير أمورها المالية والفنية، فهذا الأمر يُعطل تنفيذ الكثير من المشاريع الخدمية وغيرها".

وأخفق مجلس محافظة كركوك شمالي العراق، في حسم الملف في جلسته الأولى التي عقدت في 11 يوليو/تموز الماضي، بناء على تدخل ودعوة من السوداني، إذ تقرر الإبقاء على الجلسة مفتوحة إلى حين استكمال الحوارات بشأن المناصب. ومنذ تلك الجلسة لم تتمكن مكونات المحافظة من التوافق بشأن المناصب. يذكر أن محافظة كركوك أجرت أول انتخابات عام 2005، وفي 18 ديسمبر/كانون الأول 2023، شهدت إجراء انتخابات مجالس المحافظات، ونال الأكراد فيها سبعة مقاعد، وانضمت إليهم كتلة "بابليون" التي فازت بمقعد الكوتا، ليصبح مجموع المقاعد ثمانية، وفي المقابل نال العرب ستة مقاعد، فيما نال التركمان مقعدين.