وصلت إلى مدينة البوكمال بريف دير الزور شرقي سورية خلال الساعات القليلة الماضية مجموعات من مليشيا جديدة تسمى "فوج الحاج قاسم سليماني"، قوامها شبان من مدينتي نبل والزهراء بريف حلب، وتمويلها من مليشيا "الحرس الثوري" الإيرانية.
وذكر المرصد السوري أن عشرات العناصر من المليشيا التي شُكّلت أخيراً وصلوا إلى مدينة البوكمال، بغية تعزيز نقاط المليشيات الموالية لإيران المنتشرة في بادية البوكمال وصولاً إلى الحدود السورية العراقية.
وتأتي هذه التعزيزات بعد القصف الأميركي-الإسرائيلي الذي استهدف مواقع المليشيات التي تتلقى دعماً إيرانياً في ريف محافظتي دير الزور وحمص، شرقي سورية ووسطها.
وقال الباحث في مركز جسور وائل علوان لـ"العربي الجديد": إن تشكيل هذه المليشيا يأتي في سياق سعي الحرس الثوري لتدعيم وجوده في سورية بعناصر محليين، وبخاصة بعد ارتفاع القلق من الوجود الإيراني على الصعيدين الأمني والعسكري، والوعود التي قدمتها روسيا لإسرائيل بتقليص نفوذ إيران في سورية، في إطار سعيها لإقامة محادثات بين دمشق وتل أبيب.
وأوضح علوان أن إيران بدأت بافتتاح مكاتب لتجنيد الشباب السوريين منذ يناير/ كانون الثاني عام 2020، وكان لمدينتي نبل والزهراء نصيب من هذه المكاتب.
وأشار إلى أن الهدف البعيد من إنشاء هذه المليشيات التي يتم تدريبها من قبل ضباط إيرانيين بشكل مباشر هو تغلغل حملة الفكر الموالي لإيران داخل سورية، ومؤسساتها ومجتمعاتها، ويهدف ذلك إلى تقليل النفقات على الحكومة الإيرانية في الوقت نفسه.
ولفت إلى أن الحرس الثوري فشل في تجنيد العشائر السورية شرقي سورية، فلجأ أخيراً إلى إنشاء منظمات إنسانية ومنظمات مجتمع مدني بالتوازي مع القوات العسكرية، وبخاصة في أرياف حلب وحمص.
وتعتبر مدينة البوكمال، الواقعة على الحدود العراقية السورية، من أكبر مقرات إيران داخل الأراضي السورية، وتشهد عمليات تشييع وتجنيد للشبان الذين يقبلون على الانضمام إليها هرباً من الخدمة في مناطق قوات النظام، فضلاً عن رواتبها المغرية بالنسبة إليهم، والتي تصل إلى نحو 200 دولار شهرياً.
وتنتشر العديد من المليشيات المدعومة من إيران والموالية للنظام السوري، ومن أبرزها الحرس الثوري الإيراني و"فاطميون" و"زينبيون"، في محيط مدينتي الميادين والبوكمال في ريف دير الزور. وكانت مواقعها قد تعرّضت لقصف من التحالف وجيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق، ما خلّف قتلى وجرحى في صفوف مقاتليها، وحدّ من تحركاتها نهاراً.
وفي تقرير أخير لمركز "جسور" رصد انتشار القوات الأجنبية في سورية، قال إن إيران ومليشياتها تتصدر أعداد المواقع والقواعد العسكرية في سورية، ضمن مناطق سيطرة قوات النظام، حيث بلغ العدد 247، منها 131 لإيران ممثلة بمليشيا الحرس الثوري و116 لـ"حزب الله" اللبناني.
وتتوزع قواعد إيران ونقاطها ضمن 10 محافظات سورية، هي: 38 في درعا، و27 في دمشق وريفها، و15 في حلب، و13 في دير الزور، و12 في حمص، وست في حماة، وست في اللاذقية، وخمس في السويداء، وخمس في القنيطرة، وأربع في إدلب.