أكد ممثلو الادعاء الاتحاديون، الأربعاء، أن الطيار الأميركي جاك تيكسيرا، مسرّب الوثائق الأميركية أخيراً، ربما ما زال قادراً على الوصول إلى مواد حساسة يمكن أن تساعد الخصوم، وذلك ضمن ملفات قدّموها للمحكمة، للمطالبة بالاستمرار باحتجازه.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال الأميركية"، الأربعاء، نقلاً عن الملفات، أن تيكسيرا تمكّن من الوصول، وربما لا يزال بإمكانه الوصول إلى مجموعة من المعلومات السرية التي ستكون ذات قيمة هائلة للدول القومية المعادية التي يمكن أن توفر له ملاذاً آمناً، وتحاول تسهيل فراره من الولايات المتحدة.
وذكر الملف أن المحققين ما زالوا يحاولون تحديد ما إذا كان تيكسيرا يحتفظ بأي معلومات سرية لم تظهر إلى العلن. وكتب المدّعون أنه في هذا الجهد، يكون المدّعى عليه متقدّماً على الحكومة، فهو يعرف مكان تواجد المعلومات، وكيفية الوصول إليها، ووفق مهاراته في تكنولوجيا المعلومات، فهو من المفترض أنه يعرف كيفية نشرها دون أن يلاحظ أحد ذلك على الفور.
Jack Teixeira, the Massachusetts Air National Guardsman charged with taking and sharing highly classified documents, might still have access to sensitive material that could aid foreign adversaries https://t.co/IoMlSRxwKo
— The Wall Street Journal (@WSJ) April 27, 2023
وحدّدت الوثيقة المكوّنة من 18 صفحة، الحجج التي يعتزم المدّعون تقديمها خلال جلسة اليوم الخميس بشأن تيكسيرا (21 عاماً)، في محكمة اتحادية في ورسستر في ماساتشوستس.
ولم يردّ محامو الدفاع العامون عن تيكسيرا على الفور على طلبات للتعليق، فيما أشار محامو الدفاع إلى أنهم سيسعون لإطلاق سراحه إلى منزل والده، وفق ممثلي الادعاء.
ووصف المدّعون تيكسيرا، بأنه خطر على الأمن القومي، وقالوا إنه اتخذ خطوات لإخفاء نطاق المواد التي حصل عليها، والأشخاص الذين شاركهم إياها. ولفت المدّعون إلى أن تيكسيرا دمّر جهازاً لوحياً وحاسوباً محمولاً ووحدة تحكم بالألعاب، وطلب من أشخاص في غرفة دردشة عبر الإنترنت حيث يُزعم أنه نشر المستندات السرية، حذف كلّ الرسائل، والتزام الصمت.
ونقلت الصحيفة عن المدّعين حديثهم عن أن طبيعة المواد التي اطلع عليها المدّعى عليه، والتي لم تظهر كلّها إلى العلن، لها القدرة على إحداث أضرار جسيمة إضافية استثنائية للأمن القومي للولايات المتحدة إذا تمّ الكشف عنها.
وتشير لائحة الاتهام، إلى أن تيكسيرا بدأ بنشر مواد حساسة عبر الإنترنت في وقت مبكر من ديسمبر/كانون الأول 2022، وأنه بدأ في الوصول إلى مئات الوثائق السرية في فبراير/شباط 2022، مؤكدين أن المعلومات التي تمكّن من الوصول إليها تتجاوز بكثير ما تمّ الكشف عنه عبر الإنترنت حتى الآن.
ويؤكد الملف الجديد أن تيكسيرا أقرّ في منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أنه كان يشارك معلومات سرية من وكالات الاستخبارات، وشجّع المستخدمين الآخرين على طلب المعلومات التي يريدون رؤيتها، مشيراً إلى أنه مع اقتراب السلطات هذا الشهر من توقيفه، قام بإنشاء اسم مستخدم جديد، وطلب من المستخدمين الآخرين عدم الإفصاح عن أي شيء.
وفي 13 إبريل/نيسان الحالي، أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف.بي.آي)، أنه "نفذ عملية اعتقال" على خلفية تسريب وثائق سرية وحسّاسة، بعد تحقيق استمر أسبوعاً في واحدة من أكبر قضايا تسريب الوثائق، منذ أن سرّب إدوارد سنودن وثائق تابعة لوكالة الأمن القومي عام 2013.
وفي اليوم التالي، وجّهت محكمة فيدرالية، إلى تيكسيرا لائحة اتّهام، لتسريبه سلسلة وثائق دفاعية سرّية للغاية تتعلّق خصوصاً بالحرب في أوكرانيا سبّب انكشافها حرجاً كبيراً لواشنطن.