تلتقي النخب السياسية والاقتصادية العالمية في دافوس للمرة الأولى منذ جائحة كوفيد-19 مع تركيز النقاشات، اليوم الثلاثاء، على الحرب في أوكرانيا ومستقبل التجارة العالمية بعد رفع القيود المرتبطة بالوباء في الصين.
ومن بين أبرز المتحدّثين في اليوم الأول من مناقشات المنتدى، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ونائب رئيس الوزراء الصيني ليو هي.
وبعد مرور عام تقريباً على الغزو الروسي لأوكرانيا، ومع مواصلة ارتفاع حصيلة قتلى هجوم دنيبرو، ستكون الحرب حاضرة بقوة. ويُتوقع أن يصل وفد أوكراني كبير إلى منتجع التزلج السويسري تترأسه السيدة الأوكرانية الأولى أولينا زيلينسكا، التي ستلقي كلمة خاصة أمام المنتدى خلال الجلسة العامة اليوم.
من جهته، سيشارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مداخلات عبر الفيديو على هامش المنتدى اعتباراً من الأربعاء.
وستكون عواقب الصراع على إمدادات الطاقة العالمية والأمن الغذائي والأمن عموما، خصوصا في أوروبا، على أجندة هذا الأسبوع أيضا، مع مشاركة المستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، بالإضافة إلى رؤساء وزراء آخرين.
وإن كان الروس وبعض الشخصيات البارزة في دافوس مثل الملياردير جورج سوروس سيغيبون عن المنتدى، سيشهد الأخير مشاركة أكبر للصين بعدما ألغت بكين القيود الصارمة التي فرضتها على السفر لمكافحة الوباء.
وتتجه الأنظار إلى ماذا سيقول ممثل الصين ليو هي الذي قاد المفاوضات خلال الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، والذي من المقرر أن يجتمع في وقت لاحق هذا الأسبوع في زيورخ مع وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين لمناقشة وضع التجارة العالمية.
وقدّم الرئيس شي جينبينغ عندما جاء إلى دافوس في العام 2017 نفسه كبطل للعولمة، لكنّ هذا المفهوم أصبح موضع تساؤل متزايد مع تصاعد السياسات الحمائية.
شبح حرب باردة جديدة
تعرّض الرئيس الأميركي جو بايدن لانتقادات بسبب قانون خفض التضخم الذي ينص على مساعدة واسعة النطاق للشركات العاملة في قطاع السيارات الكهربائية أو الطاقات المتجددة، والتي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، ما أثار حفيظة الأوروبيين.
وقد حذّرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا الإثنين، من أن "التدخلات العامة التي يجري تبنيها باسم الأمن الاقتصادي أو القومي" قد تؤدي إلى "عواقب غير متوقّعة" أو "قد تُستغل لتحقيق مكاسب اقتصادية على حساب الآخرين".
وبحسب الحكومة السويسرية، نُشر حوالي خمسة آلاف جندي وفُرضت قيود على الطيران في المنطقة لضمان سلامة مئات رؤساء الدول والحكومات والوزراء وممثلي المنظمات الدولية ورؤساء الشركات المشاركين في الاجتماع.
وتمثل دافوس هذا الأسبوع أيضاً نقطة تجمع لمنظمات غير حكومية. فقد تظاهر حوالي 200 شخص هناك الأحد احتجاجاً على انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي.
ونددت منظمة أوكسفام، الإثنين بـ"المستويات الخطيرة" التي وصلت إليها التفاوتات الاقتصادية في العالم، داعية إلى خفض عدد المليارديرات في العالم إلى النصف بحلول العام 2030 عن طريق الضرائب.
من جهتها، تحدّثت منظمة غرينبيس عن "نفاق" نخب العالم الذين يأتون للتكلّم عن مسألة المناخ في دافوس، مشيرة إلى أنه خلال نسخة مايو/أيار الماضي، سجّلت 500 رحلة لطائرات خاصة مغادرة أو قادمة إلى مطارات قريبة من المنتجع السويسري، وفقا لدراسة أجرتها المنظمة غير الحكومية لصالح شركة الاستشارات الهولندية سي إي ديلفت (CE Delft).
(فرانس برس)