اعتبر فريق "منسقو استجابة سورية" أن العمليات الإغاثية التي تقوم بها الدول المختلفة العربية والغربية، إثر الزلازل التي ضربت جنوب تركيا وشمال سورية في 6 فبراير/شباط الحالي، أصبحت البوابة المجانية للتطبيع مع النظام السوري، بعد سنوات من التهديد بالمحاكم والعقوبات.
ولفت إلى أن أكثر من عشرة أيام ومنظمات المجتمع المحلي تناشد المجتمع الدولي دخول المساعدات الإنسانية والمعدات الثقيلة إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية في الشمال السوري لإغاثة المنكوبين ورفع الأنقاض، من دون جدوى.
وأكد الفريق في بيانٍ له، اليوم الجمعة، أن أكثر من 28 دولة أرسلت مساعدات تحت مسمّى مساعدات إنسانية للمتضررين في مناطق النظام السوري، من بينها إيران التي تستمر بنقل المعدات العسكرية تحت مسمّى مساعدات إنسانية للمتضررين من الزلزال.
وأشار الفريق إلى أن أكثر من 223 طائرة وصلت إلى مطارات حلب ودمشق واللاذقية، وجرت السيطرة عليها من قبل قوات النظام السوري وتحويلها إلى مخازن ومستودعات لتباع فيما بعد ضمن الأسواق المحلية.
وبيّن "منسقو الاستجابة" أن كل ما يحصل الآن هو بعلم وموافقة الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا، الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي الذين كانوا أحد أسباب معاناة السوريين على مدار الأعوام السابقة، إلى جانب روسيا والصين، من حيث التلاعب بقرارات مجلس الأمن على صعيد الملف الإنساني السوري.
وأشار الفريق إلى أن الولايات المتحدة الأميركية ادعت أنها فصلت مسار المساعدات الإنسانية عن العقوبات، ويمكن القول إن العقوبات أصبحت ضد الشعب السوري فقط، وليس ضد النظام السوري.
وفي هذا السياق، قال النازح السوري سامر حموية (42 عاماً)، في حديث لـ"العربي الجديد": "أنا أعيش مع عائلتي في مخيمات أطمة، لم نكن من المتضررين بسبب الزلزال، لكننا نعيش في خيمة أيضاً، ونعاني من نقص المساعدات الإنسانية بشكل كبير. نحن نعلم جيداً أن مناطق سيطرة النظام لم تتضرر كما مناطقنا، ولم يشرّد الآلاف منهم بسبب الزلزال، لكن رأينا كافة الدول تغدق مساعداتها عليها".
وسأل: "لماذا لم يحدث هذا في الشمال؟ يعطوننا الفتات فقط، وفي كل عام يخفضون من قيمة السلة الغذائية، هنا لدينا مثل يطابق هذا الأمر وهو "قوت الذي لا يموت"، أي يعطونا ما يبقينا على قيد الحياة نحن وأطفالنا. الأمم المتحدة وكل ما تصرفت به هو كذبة بالنسبة لي أنا كنازح مبعد عن مدينتي بريف حماة الشمالي منذ 9 سنوات".
وتابع: "لن نطالب بمساكن، إنما فقط بخيام جديدة ومواد تدفئة لنا ولأطفالنا، المساكن التي كنا نحلم بها حتى الزلزال حرمنا من التفكير بالحصول عليها، اعتدنا الحياة في الخيمة رغم قسوتها ورغم المعاناة، لكن نتمنى أن نحصل على أدنى متطلبات الحياة الكريمة فقط، أو أن نعود إلى بيوتنا آمنين، فالموت تحت أنقاضها أهون من الجوع والتشرد وطلب المساعدات".
وكانت طائرة مساعدات قادمة من ألمانيا وصلت، أمس الخميس، إلى مطار دمشق الدولي، مقدمة من الصليب الأحمر الألماني لمساعدة المتضررين من الزلزال، تحمل 40 طناً و239 كيلوغراماً من المواد الإغاثية.
وكان فريق "منسقو الاستجابة" قد شدد، في بيانٍ له يوم أمس الخميس، على أن مناطق سيطرة المعارضة السورية، شمال غربي سورية، بحاجة مُلحة إلى 20 ألف خيمة لامتصاص موجة النزوح الحالية، وتقديم مواد المأوى لـ25,743 عائلة كمرحلة أولى، بالإضافة إلى تقديم سلال غذائية (ناشفة) لأكثر من 28,743 عائلة، وتأمين سلال طوارئ جاهزة للأكل بشكل عاجل لأكثر من 60 ألف عائلة، لضمان الاستقرار الغذائي.
وبيّن أن الخسائر الاقتصادية وقيمة الأضرار العامة الأولية، سواء في القطاع الخاص أو في القطاع العام، أو في منشآت أخرى، وصل في المنطقة إلى أكثر من 511 مليون دولار، مشيراً إلى أن هناك مخاوف كبيرة من انتشار الأمراض والأوبئة نتيجة العديد من العوامل، أبرزها الكوليرا، والأمراض الجلدية، وأمراض أخرى مزمنة، وسقوط الأبنية الآيلة للسقوط، علماً أن العديد من الأبنية تكون قابلة للسقوط ولا يظهر عليها أي نوع من الأضرار، بالإضافة إلى تلوث المياه الصالحة للشرب من الآبار وغيرها نتيجة التحركات الأرضية في مناطق الزلزال.