استمع إلى الملخص
- قُبض عليه في 2003 بعد أن أبلغ عنه ابن عمه، وتعرض لتعذيب شديد في السجون السرية لوكالة الاستخبارات الأميركية، ونُقل إلى غوانتانامو في 2006.
- في 2021، توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق إقرار بالذنب معه ومع متهمين آخرين، مقابل عدم الحكم عليهم بالإعدام.
في صباح الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، كان خالد شيخ محمد يجلس في مقهى في كراتشي بدولة باكستان، عندما شاهد الطائرة الأولى تصطدم ببرج التجارة العالمي في مدينة نيويورك. كانت هذه اللحظة واحدة من أجمل لحظات حياته، وكانت في الوقت ذاته واحدة من أكثر اللحظات المؤلمة في التاريخ الأميركي، لاحقا اتهمت الولايات المتحدة خالد شيخ محمد بأنه العقل المدبر للحادث وأنه صاحب الفكرة الرئيسية.
وولد الباكستاني خالد شيخ محمد، في إبريل/ نيسان 1964، ونشأ في الكويت، ودرس الهندسة في كارولينا الشمالية بالولايات المتحدة، وتخرج في 1986، قبل أن ينتقل إلى أفغانستان مقاتلا في صفوف القاعدة في ثمانينيات القرن الماضي ضد الاتحاد السوفيتي آنذاك.
وتعود علاقته القوية مع أسامة بن لادن إلى 1996، عندما طلب مقابلته في جبال تورا تورا الأفغانية، عارضا أفكارا لهجمات ضد أهداف أميركية. وبدأت مكتب التحقيقات الفيدرالي تعقب شيخ محمد، قبل سنوات من 11 سبتمبر، وذلك عندما ارتبط اسمه بتفجير مركز التجارة العالمي عام 1993، بعد تحويله الأموال لأحد الضالعين في الهجوم، ومؤامرة لتفجير عدة طائرات ركاب دولية فوق المحيط الهادئ في منتصف التسعينات. وقال ضمن اعترافاته إنه ساعد وخطط لـ31 عملية على الأقل، من بينها تفجير ملهى ليلي في بالي أسفر عن مقتل 202 شخص.
القبض على خالد شيخ محمد وتعذيبه
في 2003، مقابل مكافأة أميركية قدرها 25 مليون دولار، أبلغ ابن عمه عنه، وتم القبض على خالد شيخ محمد، في باكستان بتهمة تورطه في هجمات الحادي عشر من سبتمبر. وبدلا من محاكمته طبقا للائحة الاتهام التي كانت مجهزة من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي، اختفى ونقلته وكالة الاستخبارات الأميركية إلى أحد السجون السرية، وتعرض لمختلف أنواع التعذيب، منها إيهامه بالغرق 183 مرة خلال بضعة أسابيع، والحرمان من النوم، والعري القسري، والتعذيب بالتغذية من فتحة الشرج (عن طريق أنابيب يتم توصيلها من فتحة الشرج للتغذية العسكية)، وبعد الكشف عن تفاصيل برنامج الاعتقال، تم نقله إلى معتقل غوانتانامو بكوبا في 2006، وفي 2008 وجهت إليه تهم من بينها التآمر والقتل انتهاكا لقانون الحرب والإرهاب ومهاجمة المدنيين وأهداف مدنية والتسبب في إصابات بدنية خطيرة وتدمير الممتلكات.
أطول المحاكمات في تاريخ أميركا
ولم يصدر حكم حتى الآن في قضية خالد شيخ محمد رغم القبض عليه منذ أكثر من 20 عاما، وتعد واحدة من أطول المحاكمات، كما توصف بأنها أكبر قضية جنائية في تاريخ الولايات المتحدة، والأكثر إثارة للجدل، خاصة بعد تعريض المتهمين للتعذيب القسري، والجدل الذي دار حول عملية التعذيب التي تمت خارج الولايات المتحدة، وتشهد قضية المحاكمة أمام القضاء العسكري الأميركي الممتدة منذ 2008 عملية بطء شديد في ظل مذكرات الدفاع، والصعوبات اللوجستية في نقل القضاة والمحامين والموظفين على القاعدة الأميركية في كوبا، بالإضافة للتشكيك في مصداقية الأدلة والاعترافات نتيجة تعذيبهم في السجون السرية.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أمس الأربعاء، أن الولايات المتحدة توصلت لاتفاق إقرار بالذنب مع العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر/أيلول خالد شيخ محمد واثنين من المتهمين الآخرين. وظلت محاكمة المتهمين الخمسة في أحداث 11 سبتمبر عالقة في تأخير قانوني لفترة طويلة جدا، مع اتهامات باستخدام وسائل غير قانونية وتعذيب للمتهمين. وفي سبتمبر/أيلول الماضي، تحدثت وسائل إعلام أن الرئيس الأميركي جو بايدن رفض مجموعة من المطالب لتشكيل أساس لمفاوضات الإقرار بالذنب التي قدمها المتهمون الخمسة. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية، أن المتهمين الآخرين الذين وافقا على الإقرار بالذنب هما وليد محمد صالح مبارك بن عطاش ومصطفى أحمد آدم الهوساوي.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز، الأربعاء أن مسؤولا كبيرا في البنتاغون وافق على الاتفاق الذي يقضي باعتراف خالد شيخ محمد ووليد بن عطاش ومصطفى الهوساوي بالذنب في مقابل عدم الحكم عليهم بالإعدام. وكان خالد شيخ محمد من أعضاء تنظيم القاعدة وتتهمه الولايات المتحدة بأنه المخطط الرئيسي لهجمات 11 سبتمبر على مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى البنتاغون على أطراف واشنطن. وذكرت الصحيفة أن المدعي العام الرئيسي آرون روج قال في رسالة إلى أفراد أسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر "في مقابل إلغاء احتمال توقيع عقوبة الإعدام، وافق المتهمون الثلاثة على الاعتراف بالذنب في جميع الجرائم المنسوبة إليهم، بما في ذلك قتل 2976 شخصا كما هو المدرج في لائحة الاتهام". وأضافت الصحيفة أن الرسالة جاء فيها أن الثلاثة يمكنهم تقديم إقرارهم بالذنب في جلسة علنية في وقت مبكر من الأسبوع المقبل.