استمع إلى الملخص
- الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية نفت طلب المساعدة من تركيا، مؤكدة أن المسيّرات الإيرانية هي التي وجدت المكان، بينما تركيا تدعي نجاح مسيّرة أقينجي في العثور على الحطام.
- الحادثة أثارت انتقادات في إيران حول طلب المساعدة من دولة عضو في الناتو وحول قدرات المسيرات الإيرانية، مع دفاع البعض عن التعاون بين الجيران والإشادة بالمساعدات الإيرانية لتركيا خلال زلزال 2023.
أشعل دخول مسيّرة أقينجي التركية إلى الأجواء الإيرانية، ليل الأحد/الاثنين الماضي، للقيام بعمليات البحث عن مكان سقوط طائرة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، ورفاقه، سجالاً وانتقادات على شبكات التواصل ووسائل إعلام إيرانية ما زالت مستمرة، فضلاً عن تساؤلات متواصلة عما إذا كانت المسيّرة التركية عثرت على موقع السقوط أم مسيّرات إيرانية، وسط روايات متضاربة من الدولتين بشأن ذلك.
في خضم هذه الأجواء الضاغطة على السلطات الإيرانية، أصدرت الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اليوم الأربعاء، بياناً توضيحياً، روت فيه روايتها المختلفة عن الرواية التركية، قائلة إنه إثر وقوع الحادث، الأحد الماضي، اضطرت طواقم الإغاثة إلى بدء عمليات البحث عن طائرة الرئيس الإيراني والوفد المرافق له عبر الطرقات البرية، وذلك بسبب الظروف الجوية الصعبة والتعقيدات الجغرافية والجبلية للمنطقة التي سقطت فيها، وكذلك "في ظل تواجد المسيّرات الإيرانية المتطورة المزودة برادار (سار) في شمال المحيط الهندي في مهمة، والمسافة الطويلة بينها وبين مكان سقوط المروحية".
ونفت الأركان الإيرانية بشكل غير مباشر أن تكون إيران هي التي طلبت المساعدة من تركيا أولاً، حيث ذكرت في بيانها أنها "بعد إعلان الدول الصديقة استعدادها للتعاون تمت الموافقة على مقترح أقرب دولة (جغرافياً إلى مكان الحادث) أي تركيا"، إلا أن هيئة إدارة الطوارئ والكوارث التركية "آفاد"، كانت قد أعلنت، الأحد الماضي، أنّ إيران طلبت عبر وزارة الخارجية التركية طائرة مروحية للبحث والإنقاذ للرؤية الليلية.
ولا تعد نقطة من طلب أولاً، هي الوحيدة في تضارب الروايتين الإيرانية والتركية، بل يتعداها إلى نقطة خلاف وتضارب أخرى، ربما هي الأبرز، بشأن الجهة التي نجحت في العثور على المروحية المنكوبة، وإن كانت مسيّرة أقينجي التركية أم مسيّرات إيرانية، لما يتضمن ذلك من دلالات بشأن قدرات البلدين الجارين المنافسين العسكرية.
وفي السياق، تؤكد الرواية الإيرانية، سواء من الهلال الأحمر أو الأركان العامة للقوات المسلحة أن المسيّرات الإيرانية هي التي وجدت المكان، وليست التركية، إذ قالت الأركان الإيرانية في بيانها إنه "رغم إرسال تركيا مسيّرة حرارية مزودة بكاميرات الرؤية في الليل إلى المنطقة، لكنها لم تنجح في تحديد دقيق لمكان سقوط المروحية بسبب عدم امتلاكها معدات التشخيص والسيطرة لأماكن تحت السحاب فعادت إلى تركيا في نهاية المطاف".
وأضافت الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، أن طواقم الإغاثة البرية والمسيّرات التابعة لهذه القوات بعد عودتها من مهمة شمال المحيط الهندي اكتشفت "المكان الدقيق" لسقوط طائرة الرئيس الإيراني في الساعات الأولى من صباح الاثنين.
رواية تركيا تعارض إيران: أقينجي وجدتها
لكن في رواية تتعارض مع الرواية الإيرانية، قال سلجوق بيرقدار، رئيس مجلس إدارة شركة بايكار التركية للصناعات الدفاعية، أمس الثلاثاء، إنّ المسيّرة أقينجي نفذت عملية ناجحة في إيران وعثرت على حطام طائرة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، وفق ما أوردته وكالة الأناضول. وأضاف بيرقدار أنّ مسيّرة أقينجي تركت بصمتها في العالم، وأدت المهمة عبر دخولها الوديان في ظروف جوية شديدة السوء وجغرافية صعبة، وأنه "لا يمكن لأي طائرة مأهولة أن تنفذ المهمة في هذه الظروف القاسية والخطيرة".
كما تناول البعض وخاصة منتقدي إيران ومعارضيها في الخارج مستوى قدرات المسيرات الإيرانية بلغة مشفوعة بالتجريح والاستهزاء، فيما دافع عنها أنصار الحكومة معتبرين أن المساعدة المتبادلة بين الجيران في هذه الحالات أمر طبيعي مع الإشارة إلى المساعدات الإيرانية لتركيا خلال زلزال عام 2023، لكن هناك من المدافعين أيضاً من انتقد طريقة إدارة الأزمة وتحدثوا عن تخبط في هذه الإدارة.
إلى ذلك، وجه آخرون في إيران انتقادات لطلب المساعدة من الخارج وخاصة دولة عضو بحلف شمال الأطلسي (ناتو)، الأمر الذي شكل إحراجاً للسلطات الإيرانية. وفي السياق، علّق البعض من منطلقات أمنية، متسائلاً عن سبب الموافقة على دخول مسيّرة من هذه الدولة وقيامها بتصوير مساحات واسعة بشمال غرب إيران. وقابل أجواء الاحتفاء في تركيا لما اعتبروه نجاح مسيرتها في العثور على مكان سقوط رئيس دولة جارة، أجواء مختلفة في إيران، عكستها التعليقات على شبكات التواصل، خاصة في ظل حديث البعض عن قيام مسيّرة أقينجي برسم علم تركيا في أجواء بحيرة فان بعد عودتها إلى بلدها.