استمع إلى الملخص
- **انتقادات من أعضاء الكونغرس**: رفعت النائبة رشيدة طليب لافتة مكتوب عليها "مجرم حرب"، وانتقدت نانسي بيلوسي الخطاب ووصفته بأنه "أسوأ عرض أجنبي"، بينما وصف السيناتور بيرني ساندرز نتنياهو بأنه "كاذب" و"مجرم حرب".
- **مواقف متباينة**: وصف النائب ستيني هوير الخطاب بأنه "جيد" مع بعض الأجزاء غير الضرورية، بينما طلب النائب براد شنايدر من نتنياهو إعادة الرهائن وانتقد عدم تقديره للملحق الأمني.
لم يكد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يكمل دقيقة كاملة خلال خطابه المليء بالمزاعم أمام الكونغرس الأميركي أمس الأربعاء، حتى قاطعه الأعضاء الحاضرون بتصفيق حار.
وبدا خطاب نتنياهو، المطلوب المحتمل بـ"جرائم حرب" بحق الفلسطينيين في قطاع غزة من قبل المحكمة الجنائية الدولية، أمام الكونغرس، أشبه بـ"مهرجان تصفيق" من قبل أعضائه، إذ بلغ عدد المرات التي صفق بها أعضاء الكونغرس خلال الخطاب الذي استغرق 53 دقيقة، بحسب ما أحصاه "العربي الجديد" 80 مرة، منها 58 وهم يصفقون وقوفاً، ويشمل ذلك التصفيق له مطولاً حتى قبل أن يبدأ خطابه، من دون احتساب المرتين التي صفق بها أحد الأعضاء الذي كان يجلس خلف نتنياهو بشكل فردي.
وهذه رابع مرة يتاح فيها لنتنياهو أن يخطب أمام الكونغرس بغرفتيه (النواب والشيوخ)، ليكون أول مسؤول أجنبي يفعل ذلك، وكان خطاب أمس الأربعاء نسخة كربونية من حيث حفاوة التصفيق عن خطاب ألقاه نتنياهو في الكونغرس عام 2015، إبان عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما.
انتقادات من أعضاء الكونغرس نفسه لخطاب نتنياهو
وخلال الخطاب، رفعت عضو الكونغرس النائبة الديمقراطية من أصل فلسطيني رشيدة طليب لافتة باللونين الأبيض والأسود خلال خطاب نتنياهو، مكتوب عليها على أحد الجانبين: "مجرم حرب"، بينما كُتب على الجانب الآخر: "مذنب بارتكاب جرائم إبادة جماعية"، وظلت جالسة طوال الخطاب. في حين ذهبت النائبة الجمهورية آنا باولينا لونا، عضو الكونغرس اليمينية المتشددة، وجلست بجانب طليب وتفاعلت معها لفترة وجيزة خلال الخطاب، بحسب ما أوردته شبكة "سي أن أن" الأميركية.
النائبة الأميركية من أصل فلسطيني #رشيدة_طليب ترفع لافتة "مجرم حرب" في وجه رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثناء خطابه في الكونغرس pic.twitter.com/D7LbxuPlzY
— العربي الجديد (@alaraby_ar) July 24, 2024
وانتقدت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي نتنياهو بعد خطابه أمام الكونغرس الذي غابت عن حضوره، وكتبت عبر حسابها على منصة إكس إنّ خطاب نتنياهو هو أسوأ عرض أجنبي أمام الكونغرس. وقالت: "خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أسوأ عرض قدمته شخصية أجنبية حظيت بشرف مخاطبة الكونغرس". وأضافت: "عائلات الأسرى تطالب بصفقة لوقف إطلاق النار وإعادة أبنائها ونأمل أن يخصص نتنياهو وقته لتحقيق ذلك".
Benjamin Netanyahu’s presentation in the House Chamber today was by far the worst presentation of any foreign dignitary invited and honored with the privilege of addressing the Congress of the United States.
— Nancy Pelosi (@SpeakerPelosi) July 24, 2024
Many of us who love Israel spent time today listening to Israeli…
بدوره، قال السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز، في تدوينة على "إكس"، إن "نتنياهو ليس فقط مجرم حرب بل هو كاذب أيضاً". وأضاف أن "كل المنظمات الإنسانية تؤكد أنّ عشرات آلاف الأطفال يواجهون المجاعة لأن حكومته المتطرفة تمنع المساعدات". وتابع: "الإسرائيليون لا يريدون نتنياهو في منصبه ولذلك جاء إلى الكونغرس للقيام بحملة انتخابية".
Netanyahu is not only a war criminal. He is a liar.
— Bernie Sanders (@BernieSanders) July 24, 2024
All humanitarian organizations agree: Tens of thousands of children face starvation because his extremist government continues to block aid.
Israelis want him out of office. So he came to Congress to campaign.
وذكر مراسل موقع أكسيوس أنّ نحو 100 من أصل 212 عضواً ديمقراطياً في مجلس النواب، و27 من أصل 51 عضواً ديمقراطياً في مجلس الشيوخ، والمستقلين فقط كانوا في القاعة لحضور خطاب نتنياهو. وتعليقاً على هذه الأرقام، قالت عضو الكونغرس النائبة الديمقراطية ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، في منشور على "إكس" أمس الأربعاء: "لنكن واضحين، نتنياهو خسر الكثير من الناس لدرجة أنه أصبح يخاطب حفنة فقط من أعضاء الكونغرس. وعندما حدث هذا، ملأوا المقاعد بأناس ليسوا أعضاء، كما يفعلون في احتفالات توزيع الجوائز، من أجل إظهار الحضور الكامل والدعم".
Just so we’re clear, Netanyahu has lost so many people that he is addressing just a fraction of Congress.
— Alexandria Ocasio-Cortez (@AOC) July 24, 2024
When this happens, they fill the seats with non-members, like what they do at award ceremonies, in order to project the appearance of full attendance and support. https://t.co/CIboKUrkBq
وفي المواقف، وصف النائب الديمقراطي ستيني هوير، وهو مؤيد قديم لإسرائيل، خطاب نتنياهو أمام أمام الكونغرس بأنه "جيد"، لكنه اعترف بأنه يعتقد أن بعض الأجزاء لم تكن ضرورية. وقال هوير في بيان: "أعتقد أنه على حق في فرضيته الأساسية بأن الولايات المتحدة و(إسرائيل) حليفتان وثيقتان للغاية... فرضيته بأننا بحاجة إلى هزيمة حماس صحيحة تماماً"، ولم يوضح أياً من نقاط نتنياهو يمكن الاستغناء عنها.
في السياق، قال النائب الديمقراطي براد شنايدر، وهو نائب يهودي، لشبكة "سي أن أن" إنه "قدّم طلباً مباشراً لنتنياهو من أجل إعادة الرهائن إلى الوطن عندما كانا يلتقطان صورة معاً"، بينما رد عليه نتنياهو قائلاً: "إننا نقترب". وأضاف شنايدر: "لقد أتيحت لي الفرصة للتحدث مع رئيس الوزراء للحظة وجيزة بينما كنا نلتقط صورة. وقلت له بالنيابة عن عائلات الرهائن الأميركيين على وجه الخصوص، وأخرى تحدثت معها، هناك صفقة في متناول اليد. دعونا نغلق هذه الصفقة. أحضر الرهائن إلى المنزل الآن. بينما نقل عن نتنياهو قوله "نحن نقترب".
وقال شنايدر إنه دخل لحضور الخطاب وهو يحمل "الكثير من المخاوف بشأن كيفية سير الأمور"، لكنه فوجئ بسرور بالنبرة العامة لخطاب نتنياهو. وتابع شنايدر، بحسب "سي أن أن"، أنه "يتمنى أن يتحدث نتنياهو عن الملحق الأمني الذي أقره الكونغرس والذي يتضمن مخصصات لإسرائيل. وبدلاً من ذلك، قال نتنياهو للكونغرس: "أعطونا الوسائل بشكل أسرع، وسوف ننهي العمل بشكل أسرع". وأضاف شنايدر: "كنت أود أن أرى تقديراً وإشارة إلى ذلك".
وأكد أنه لا يتفق مع وصف نتنياهو إسرائيل بأنها "موطن الشعب اليهودي فقط"، مردفاً: "أنا لا أتفق مع نتنياهو في معظم الأمور. إسرائيل هي موطن الشعب اليهودي. عاش اليهود في أرض إسرائيل لمدة 3500 سنة. وهذا لا ينزع الشرعية أو ينفي التزام الفلسطينيين وارتباطهم بنفس الأرض.. لقد كان هذا هو الحال دائماً". وختم بأنه يعتزم الحكم على نتنياهو "بالأفعال وكذلك بالأقوال".
وخلال خطابه الذي سعى عبره إلى الحصول على دعم واشنطن للحرب المستمرة على غزة، دعا نتنياهو إسرائيل والولايات المتحدة إلى الوقوف معاً. وقال على وقع تصفيق الحاضرين: "أتيت لأؤكد لكم شيئاً واحداً هو أننا سننتصر، ومن أجل أن تنتصر قوى الحضارة، يجب أن تقف أميركا وإسرائيل معاً". وأضاف: "لن نرضى بأقل من انتصار كامل على حماس، والحرب في غزة يمكن أن تنتهي غداً إذا استسلمت حماس وألقت سلاحها وأعادت الرهائن".
وقال: "عالمنا يشهد اضطرابات. في الشرق الأوسط، يهدد محور الإرهاب، بقيادة إيران، أميركا وإسرائيل وأصدقاءنا العرب. هذا ليس صراع حضارات. إنه صراع بين الهمجية والحضارة". وادعى أنه "عندما نقاتل إيران، نقاتل العدو الأكثر تطرفاً وإجراماً للولايات المتحدة"، وأضاف: "نحن لا نحمي أنفسنا فقط. نحن نحميكم... أعداؤنا هم أعداؤكم، معركتنا هي معركتكم، وانتصارنا سيكون انتصاركم".
كما زعم نتنياهو أنّ إسرائيل لا تسعى لتهجير سكان قطاع غزة، لكنه قال إنه في المستقبل المنظور، ستحتاج إلى سيطرة أمنية مهيمنة على غزة. وتابع في مزاعمه: "بعد انتصارنا، بمساعدة شركائنا الإقليميين، فإن غزة منزوعة السلاح والخالية من المتطرفين يمكن أيضاً أن تفضي إلى مستقبل من الأمن والازدهار والسلام. تلك هي رؤيتي حيال غزة".