اندلعت مواجهات بين أهالي الجولان المحتل والشرطة الإسرائيلية، بعد تصدّيهم لإقامة المراوح الهوائية (التوربينات)، مما أدى إلى وقوع إصابات في صفوفهم.
واحتشد المئات من أهالي مجدل شمس، ومسعدة، وعين قنيا في الجولان، للدفاع عن أراضيهم الزراعية، واشتبكوا مع قوات الشرطة، لمنع شركة مراوح هوائية من بناء المراوح في المنطقة الزراعية الشرقية، والتي تقع بين قرى المجدل، ومسعدة، وعين قنيا.
وسيؤدي هذا المشروع إلى مصادرة سلطات الاحتلال الإسرائيلية لـ4500 دونم من الأراضي الزراعية في القرى الثلاث التي يقطنها الآلاف، من بين نحو 27 ألف نسمة يعيشون في الجولان المحتل. وتعتمد المئات من العائلات على الزراعة كمصدر رزق، منها زراعة التفاح، والكرز، والفواكه الأخرى.
مصادر إعلامية: مواجهات بين أبناء الجولان وقوات الاحتلال الإسرائيلي التي تمنعهم من دخول أراضيهم pic.twitter.com/teALYktATk
— Newpress | نيو برس (@NewpressPs) June 20, 2023
وفي حديث مع الشيخ سلمان عواد الذي تواجد في المكان، قال: "اليوم دخلوا إلى أراضي هضبة الجولان بالقوة، رغماً عن الأهالي، في وقت قدمنا اعتراضاتنا بشكل قانوني"، لافتاً إلى أن "غالبية سكان الجولان، والذين يصل عددهم إلى 27 ألفاً، يرفضون المشروع، ما عدا قلة من الأشخاص الذين استلموه".
وتابع: "دخلوا رغماً عن أهل الجولان، ودارت معهم اشتباكات، ما أوقع إصابات عدة، لكن الأمور تتجه إلى الخير".
وأشار عواد إلى أن القوات الإسرائيلية حوّلت المنطقة إلى منطقة عسكرية، وهي ما زالت تتواجد في المكان، لافتاً إلى أن الوضع متوتر، "ولن يستطيعوا بناء المراوح إلا على جثثنا وأجسادنا فقط".
وفي الموازاة، يتصدّى الأهالي والمزارعون في الجولان السوري المحتل للمشروع أيضاً على المسار القضائي، احتجاجاً على مصادرة أراضيهم الزراعية لصالح المشروع، وذلك بعد رفض اعتراضاتهم القانونية المقدمة إلى لجنة التخطيط في القدس.
وما زال ملف الاعتراضات يُتداول في أروقة القضاء ضد بناء مراوح الهواء على الأراضي الزراعية. وفي هذا السياق، قال المواطن إميل مسعود من الجولان: "الملف القضائي لم ينتهِ. حالياً يوجد 184 مزارعاً، بالإضافة إلى خمس جمعيات زراعية"، لافتاً إلى أن آخر محاولات الشرطة كانت بفصل القضايا، والاستفراد بالمزارعين كلّ على حدة، و"رفضنا هذا الطلب"، مؤكداً أن "القضية مستمرة ككتلة واحدة ما زالت تتداول في القضاء".
وأوضح أنه توجد 18 جمعية زراعية في الجولان، وقد عقد رؤساء جمعيات اجتماعات عدة منذ سنة 2017 لمحاربة المشروع، وجميعهم متفقون على أن المنطقة ستصاب بالشلل التام إذا قررت حكومة الاحتلال تنفيذ المشروع، "وسوف نحافظ على أرضنا، ولن نفرط في سوريتنا"، وفق قوله.