اندلعت مواجهات مسلحة، اليوم الخميس، بين وحدات مشتركة من "اللواء الثاني حزم" التابع للانتقالي الجنوبي والمقاومة الجنوبية، ومسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في منطقة كرش التابعة لمديرية المسيمير، شمالي محافظة لحج، بالقرب من الحدود الإدارية مع محافظة تعز جنوبي البلاد.
وقال مصدر عسكري لـ"العربي الجديد" إن "مسلحي جماعة الحوثي حاولوا تنفيذ عملية تسلل إلى موقع تابع للقوات الجنوبية في سلسلة جبال المرخام، تحت غطاء من القصف المدفعي والطيران المسير"، وهو أول هجوم من نوعه منذ سنوات من الهدوء النسبي في الجبهة الجنوبية.
وأضاف المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن "قوات اللواء الثاني حزم (لواء يتبع الانتقالي الجنوبي المشارك في الحكومة المعترف بها والمطالب بانفصال جنوب البلاد) تمكنت من إفشال التسلل، وإيقاع ثلاثة قتلى من الحوثيين و7 جرحى". ولفت إلى إصابة عدد من أفراد القوات الحكومية، دون أن يحدد عددهم.
ولم يصدر عن الحوثيين أي تعليق بخصوص هذه المواجهات، حيث لا يعلنون عن ذلك في العادة في مثل هذه العمليات.
وأوضح المصدر ذاته أن جماعة الحوثيين استهدفت بالقصف المدفعي مواقع اللواء في السلسلة الجبلية، منذ ساعات الصباح، قبل أن تبدأ عملية التسلل، وبعد فشل العملية عاودت القصف المدفعي الذي تواصل حتى مغرب اليوم بالتوقيت المحلي، فيما ردت القوات الموالية للحكومة بقصف مماثل استهدف مواقع تمركز الحوثيين وثكناتهم.
في غضون ذلك قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن جماعة الحوثيين دفعت بتعزيزات عسكرية إلى مواقعها في المنطقة استعداداً ربما لعملية جديدة، فيما قال المصدر العسكري إن الجماعة تحاول إحداث اختراق في الجبهة والسيطرة على مواقع حاكمة لتحسين وضعها هناك، وهو ما يوحي به تكثيف الحوثيين القصف المدفعي خلال الأيام الأخيرة.
بلينكن يعبر عن قلقه حيال أفعال الحوثيين في اليمن
من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن اجتمع في الرياض، اليوم الخميس، مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي وعبر عن قلقه من أفعال الحوثيين التي تحول بين اليمنيين والموارد.
ووفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ"، تطرق لقاء بلينكن والعليمي إلى "مستجدات الأوضاع اليمنية، والدعم المطلوب لتعزيز الإصلاحات الاقتصادية والخدمية، والجهود الإقليمية والدولية لإحياء مسار السلام في ظل تعنت المليشيات الحوثية".
وأشار بلينكن إلى "حرص بلاده على دعم الجهود الجارية لإطلاق عملية سياسية شاملة تلبي تطلعات اليمنيين في استعادة مؤسسات الدولة، وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام".
وأكد "التزام الولايات المتحدة بدعم مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية، ومواصلة دعمها الإنساني والإنمائي على كافة المستويات".
وفي وقت لاحق، أفاد بيان صادر عن متحدث الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، أن "الجانبين أكدا الالتزام المشترك لحل النزاع اليمني وتخفيف الأزمات الإنسانية والاقتصادية التي تواجه اليمن".
وبحسب المصدر ذاته، أضاف بلينكن: "يجب على الأطراف اليمنية اغتنام هذه الفرصة الثمينة للسلام، والحوار للتوصل إلى اتفاق جديد أكثر شمولاً لإنهاء الحرب".
ورحب بلينكن "بدعم مجلس القيادة الرئاسي المستمر لجهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة وللتدابير الرامية إلى تقديم الإغاثة الفورية لليمنيين".
وأعرب عن قلقه "إزاء الإجراءات الحوثية التي تقطع الموارد الضرورية عن اليمنيين، وتعرقل إيصال البضائع إلى اليمن"، حسب البيان.
وبحسب وكالة "الأناضول" تتكثف منذ فترة مساعٍ إقليمية ودولية لتحقيق حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، شملت زيارات لوفود سعودية وعمانية إلى صنعاء، وجولات خليجية للمبعوثين الأميركي تيم ليندركينغ والأممي هانس غروندبرغ.
وتتصاعد بين اليمنيين آمال بإحلال السلام منذ أن وقَّعت السعودية وإيران بوساطة الصين في 10 مارس/ آذار الماضي، اتفاقاً لاستئناف علاقتهما الدبلوماسية، أنهى قطيعة استمرت 7 سنوات بين البلدين.