تتواصل المواجهات العنيفة، منذ عصر اليوم الأحد، في كل من مخيم شعفاط، وضاحية السلام، وبلدة عناتا، بين قوات الاحتلال وفلسطينيين في تلك المناطق التي ما زالت تخضع منذ الليلة الماضية لحصار مشدد.
يأتي هذا الاستهداف للمناطق المذكورة بعد عملية إطلاق النار التي استهدفت جنود الحاجز العسكري المقام على مدخل مخيم شعفاط، والتي أسفرت عن مقتل مجندة وإصابة جنديين آخرين، وصفت جراح أحدهما بالخطيرة.
وأفادت مصادر محلية في مخيم شعفاط "العربي الجديد"، بإطلاق جنود الاحتلال العيارات المطاطية والغاز السام المسيل للدموع بكثافة في اتجاه المواطنين ومنازلهم، فيما يرد الشبان بإطلاق المفرقعات النارية وإلقاء الحجارة والمقذوفات الحارقة في اتجاه الجنود، ما أسفر عن عشرات حالات الاختناق، إضافة إلى 5 إصابات بالرصاص المعدني، عولجت جميعها ميدانياً.
وأشارت المصادر إلى أنّ مواجهات مماثلة شهدها حي رأس خميس، من أحياء مخيم شعفاط، حيث سجلت هناك عدة إصابات، ومنعت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف من الدخول إلى هناك لتقديم الإسعافات للمصابين.
وتصف المصادر ما يجري في مخيم شعفاط منذ فجر اليوم، بأنه أشبه بانتفاضة شعبية.
وفي بلدة عناتا القريبة من مخيم شعفاط، أطلق جنود الاحتلال الغاز المسيل للدموع على المواطنين المتجمهرين على مدخل البلدة الشمالي، الذي أغلقته قوات الاحتلال بدورياتها العسكرية، ومنعت الأهالي من التنقل، وهو ذات الإجراء الذي فرضته على أهالي مخيم شعفاط، وهي سياسة عقاب جماعي يتبعها الاحتلال ضد أهالي هاتين المنطقتين إضافة لضاحية السلام، حيث يقطن هناك 150 ألف نسمة.
وفي حديث لـ"العربي الجديد"، قال المحامي مدحت ديبة، وهو من أهالي مخيم شعفاط، إن الحصار المضروب على المخيم وعلى بلدة عناتا وضاحية السلام، ألحق أضراراً كبيرة بمصالح المواطنين، إذ تعطلت الدراسة في المدارس هناك، ومنع مئات من الطلبة من الالتحاق بمدارسهم خارج المخيم؛ إضافة إلى مئات العمال والموظفين الذين انتظروا مطولاً ولساعات على الحاجز، ثم عادوا أدراجهم إلى منازلهم.
وقال ديبة، إن "ما يمارسه الاحتلال هو عقاب جماعي ضد عشرات آلاف المواطنين، ما يتوجب وقفه في الحال، وإلا ازدادت الأوضاع سوءاً وتدهوراً".
وكان عشرات الشبان من أهالي مخيم شعفاط وبلدة عناتا قد تطوعوا وقدموا مياه الشرب والأطعمة للمواطنين الذين تقطعت بهم السبل بسبب الحصار المضروب عليهم، ومنعهم من الخروج من مناطق سكناهم، قبل أنّ يجدوا أنفسهم محتجزين من قبل قوات الاحتلال.
من ناحية أخرى، لا تزال قوات الاحتلال تحتجز حتى عصر اليوم، والدي وشقيق وابن عم المتهم بتنفيذ الهجوم على الحاجز العسكري المقام على مدخل مخيم شعفاط.
وأفاد شهود عيان، بأن الاحتلال ما زال يلاحق المتهم بتنفيذ العملية، والذي تمكن من الفرار والاختفاء بعد تنفيذه الهجوم، حيث تستعين قوات الاحتلال بطائرات شرطية في عمليات التمشيط بحثاً عن المهاجم، وتتركز جميعها في المنطقة الممتدة من حي البحيرة في ضاحية السلام ومحيط مخيم شعفاط.
على صعيد آخر، انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من بلدة أبو شخيدم شمالي غرب رام الله وسط الضفة الغربية، مساء اليوم الأحد، بعد اعتقال الشاب ادهم قنداح، ومحاصرة منزله، من قبل قوات الاحتلال ووحداتها الخاصة، فيما اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي خلال انسحابها من بلدتي بيرزيت وأبو شخيدم شمالي غرب رام الله.
في سياق آخر، منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، المزارعين من قطف ثمار الزيتون في أراضي حارس غربي سلفيت شمالي الضفة الغربية.
على صعيد منفصل، نفذ مستوطنون، اليوم الأحد، أعمال عربدة في بلدة حوارة جنوب نابلس، وحاولوا مهاجمة المركبات الفلسطينية بحماية جنود الاحتلال، كما هاجم مستوطنون بالحجارة مركبات الفلسطينيين بالقرب من المدخل الشمالي لمدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله، ما أدى لتكسير زجاج عدد منها.
وهاجم مستوطنون، مساء اليوم، منزلاً بالقرب من قرية رأس كركر شمالي غرب رام الله، فيما هاجم مستوطنون آخرون مركبات الفلسطينيين قرب قريتي النبي صالح ودير نظام، شمالي غرب رام الله.
واعتدى مستوطنون، اليوم الأحد، على مركبات الفلسطينيين عند مفرق عين الحلوة بالأغوار الشمالية بالضفة الغربية، ووضعوا الحجارة وسط الشارع، فيما هاجم مستوطنون مركبات فلسطينية بالحجارة على مفترق "بيت عينون" شمالي الخليل جنوبي الضفة الغربية، ما أدى لتضرر عدد منها.
إلى ذلك، أطلق مستوطن النار باتجاه الفلسطينيين، مساء اليوم الأحد، في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، دون وقوع إصابات.