مودي يبدأ ولايته الثالثة بعد تحالف اضطراري وصعوبات سياسية

07 يونيو 2024
مودي في نيودلهي يعرض رسالة تكليفه بتشكيل حكومة جديدة 7 يونيو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- ناريندرا مودي يبدأ ولايته الثالثة في ظروف تتطلب التعاون مع شركاء ائتلافيين بعد فشل حزبه في تحقيق فوز ساحق، مما يضعه أمام تحديات في التفاوض لتأمين الأغلبية البرلمانية.
- حلفاء جدد يطالبون بتنازلات مثل حقائب وزارية ومراجعة خطط سياسية، مما يهدد بنشوء نزاعات داخل التحالف الجديد، رغم محاولات مودي لتعزيز موقفه بدعم من الائتلاف.
- مودي يعلن عن بدء ولايته الثالثة بقرارات كبيرة وتنمية جديدة، فيما تستمر الضغوط على المعارضة، مع إفراج بكفالة عن راهول غاندي في قضية تشهير، ما يعكس استمرار استهداف الخصوم السياسيين.

بدأ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي رسمياً ولايته الثالثة، اليوم الجمعة، ولكن بظروف جديدة وتحديات غير متوقعة. فبعد عقد من الزمن قاده فيه حزبه "بهاراتيا جاناتا" الهندوسي القومي منفرداً، واجه هذه المرة نتائج انتخابية غير متوقعة أجبرته على السعي إلى دعم شركاء في إطار ائتلاف لضمان استمرار حكمه.

ولم يحقق حزب مودي هذا العام الفوز الساحق الذي حققه مرتين من قبل، مما خالف توقعات المحللين واستطلاعات الرأي. ونتيجة لذلك، وجد مودي نفسه مضطراً للتفاوض مع "التحالف الوطني الديمقراطي" لتأمين الأغلبية البرلمانية الضرورية للحكم، مما يثير التساؤلات حول التنازلات التي قد يتعين عليه تقديمها للحلفاء.

وفي خطوة لتعزيز موقفه، قدم مودي رسائل دعم تؤكد امتلاكه للأغلبية إلى الرئيسة دروبادي مورمو التي دعته لتشكيل الحكومة المقبلة. وعبّر في خطاب ألقاه أمام البرلمان عن امتنانه للشعب ولأعضاء الائتلاف البالغ عددهم 300 نائب لدعمهم قيادته.

تقارير دولية
التحديثات الحية

تحديات وتنازلات

ويسيطر تحالف مودي الجديد على 293 مقعداً في مجلس الشعب الهندي المؤلف من 543 مقعداً. وبينما لم يتم الكشف عن التنازلات التي طلبها شركاء مودي مقابل دعمهم، تشير التقارير الإعلامية إلى أن هناك مطالب بالحصول على حقائب وزارية هامة. فعلى سبيل المثال، يسعى حزب "تيلو غو ديسام" إلى إحياء خطط لبناء عاصمة تشريعية جديدة، فيما يضغط حزب "جاناتا دال" لإجراء مراجعة لخطة التجنيد العسكرية المثيرة للجدل.

ورغم الدعم الظاهري من الحلفاء، تحذر المحللة السياسية زويا حسن من جامعة جواهر لال نهرو، في حديث لوكالة "فرانس برس"، من أن التحالفات الجديدة قد تؤدي إلى نزاعات داخلية بسبب خبرة السياسيين المخضرمين مثل تشاندرابابو نايدو ونيتيش كومار الذين يتمتعون بعلاقات مع السلطة والمعارضة.

فصل جديد

وأعلن مودي أنه سيتم تنصيبه رئيسا للوزراء مساء الأحد. وأعلن قادة إقليميون بينهم رئيسة وزراء بنغلادش الشيخة حسينة واجد والرئيس السريلانكي رانيل ويكرمسينغ أنهم سيحضرون المراسم.

وشدد مودي، الثلاثاء، على أن نتائج الانتخابات تُعتبر انتصاراً يضمن قدرته على مواصلة برنامجه.

وقال مودي أمام حشد من أنصاره في العاصمة نيودلهي بعد فوزه: "ستشتمل ولايتنا الثالثة على قرارات كبيرة وستكتب البلاد فصلا جديدا من التنمية".

توقّع مراقبون واستطلاعات فوزاً ساحقاً لمودي الذي يتهمه معارضون بالوقوف وراء سجن شخصيات معارضة والقضاء على حقوق المسلمين في الهند الذين يتجاوز عددهم 200 مليون.

لكن "بهاراتيا جاناتا" لم يحصل سوى على 240 مقعداً في البرلمان، وهو عدد أقل بكثير من 303 مقاعد حصل عليها قبل خمس سنوات. وكان يحتاج تاليا إلى 32 مقعدًا لنيل الغالبية بمفرده.

استمرار الضغط على المعارضة

في سياق متصل، أفرجت محكمة هندية عن زعيم المعارضة راهول غاندي بكفالة في قضية جديدة ضمن سلسلة من قضايا التشهير المرفوعة ضده. ورغم اتهامه وحزبه "المؤتمر" بتوجيه اتهامات فساد إلى مودي وحزبه، لم يقض غاندي أي وقت في السجن.

وأُفرج عن غاندي بكفالة في جلسة إجرائية استمرت خمس دقائق عقدت لتحديد إن كان ينبغي أن يبقى طليقاً، وفق ما أفاد به الناطق باسم حزب "المؤتمر" رانديب سورجيوالا "فرانس برس".

وأُفرج عن عضوين بارزين آخرين في حزب "المؤتمر" في ولاية كارتاتاكا، الأسبوع الماضي، علماً بأن أيا منهما لم يدخل السجن قبل قرار الإفراج عنهما بكفالة.

حُكم على غاندي بالسجن عامين سنة 2023 في قضية منفصلة في غوجارات، لكنه لم يُسجن بعدما طعن في الحكم لدى أعلى محكمة هندية.

لكن تم تعليق مشاركته في البرلمان لمدة وجيزة على خلفية الإدانة إلى أن ألغتها المحكمة العليا.

وجاءت هذه القضية بعد أيام قليلة من الانتخابات التي أجبرت مودي على الاعتماد على شركاء ائتلافيين، وسط اتهامات للحكومة باستخدام النظام القضائي لاستهداف الخصوم السياسيين. وقد أشار مركز أبحاث "فريدوم هاوس" إلى أن حزب "بهاراتيا جاناتا" قد استخدم المؤسسات الحكومية بشكل متزايد لملاحقة المعارضين.

(العربي الجديد، فرانس برس)