حضّ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ روسيا، اليوم الثلاثاء، على وضع حدّ لحشد قواتها "غير المبرَّر" حول أوكرانيا، فيما اتّهمت موسكو الولايات المتحدة، وغيرها من الدول المنضوية في حلف شمال الأطلسي، بتحويل أوكرانيا إلى "برميل بارود".
وقال ستولتنبرغ إنّ "على روسيا وضع حدّ لحشد قواتها داخل أوكرانيا وحولها ووقف استفزازاتها وخفض التصعيد فوراً".
من جهتها، اتّهمت موسكو، اليوم الثلاثاء، الولايات المتحدة وغيرها من الدول المنضوية في حلف شمال الأطلسي، بتحويل أوكرانيا إلى "برميل بارود"، بعدما دقّ الغرب ناقوس الخطر حيال حشد الجنود الروس على الحدود الأوكرانية.
ونقلت وكالات إخبارية روسية عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، قوله إن "الولايات المتحدة ودولاً أخرى في حلف شمال الأطلسي تحوّل أوكرانيا عمداً إلى برميل بارود"، مضيفاً أن الدول الغربية تزيد إمداداتها من الأسلحة إلى أوكرانيا.
وتأتي هذه المواقف على خلفية جولة جديدة من التصعيد حول جنوب شرقي أوكرانيا، وسط مخاوف من تجدد الأعمال القتالية واسعة النطاق بين قوات حكومة كييف وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين ذاتياً.
وأعلنت أوكرانيا، أمس الاثنين، أن روسيا حشدت أكثر من 40 ألف جندي على الحدود الشرقية لأوكرانيا، وأكثر من 40 ألفاً آخرين في شبه جزيرة القرم.
وقالت متحدثة باسم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنّه لم يتمكّن بعد من التحدث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة الصراع المتصاعد في شرق أوكرانيا، على الرغم من تقديم طلب لذلك.
وأوضحت المتحدثة يوليا ميندل لـ"رويترز"، اليوم الاثنين، أنّ الزعيم الأوكراني حاول التحدث مع بوتين حول المسألة وفشل، مشيرة إلى أن مكتب الرئيس قدّم بالطبع طلباً للحديث مع بوتين، لكنه لم يتلقّ جواباً بعد، آملةً ألا يكون هذا عبارة عن رفض للحوار.
وبين الفينة والأخرى، تندلع اشتباكات في دونباس شرقي أوكرانيا، بين القوات الحكومية والانفصاليين الموالين لروسيا، الذين أعلنوا استقلالهم عام 2014، ما أدى إلى مقتل أكثر من 13 ألف شخص منذ ذلك الحين وحتى الآن.
وتوصلت الأطراف المتحاربة شرقي أوكرانيا، في فبراير/ شباط 2015، في عاصمة بيلاروسيا، مينسك، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يقضي بسحب الأسلحة الثقيلة والقوات الأجنبية من أوكرانيا، بالإضافة إلى سيطرة أوكرانيا على كامل حدودها مع روسيا بحلول نهاية 2015، وهو ما لم يتحقق بعد.