موسكو تستبعد تسوية في أوكرانيا وفق نموذج تقسيم ألمانيا

31 أكتوبر 2024
تضرّر مبنى في كييف بعد هجوم بمسيّرة روسية، 30 أكتوبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استبعد سفير المهام الخاصة في وزارة الخارجية الروسية روديون ميروشنيك قبول موسكو سيناريو قاضياً بتنازل أوكرانيا عن المطالب باسترداد الأراضي التي ضمتها روسيا في عام 2022، مقابل عضوية في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وفق سيناريو تقسيم ألمانيا على أثر هزيمتها في الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945).

ونقلت صحيفة إزفيستيا الروسية في عددها الصادر اليوم الخميس عن ميروشنيك قوله: "انضمام أي جزء من أوكرانيا إلى الناتو غير مقبول ولا مجال للنظر إليه سوى على أنه محاولة مواصلة تصعيد النزاع. لقد شكل توسع الناتو بضم بلدان أوروبا الشرقية سبباً للنزاع الحالي على الأراضي الأوكرانية، ولذلك لا يمكن اعتبار محاولات زحف جديدة خياراً للتسوية". وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية، انضم الشطر الغربي من ألمانيا، أي جمهورية ألمانيا الاتحادية، إلى الناتو في عام 1955، بينما أصبحت ألمانيا الشرقية (جمهورية ألمانيا الديمقراطية) عضواً في حلف وارسو تحت قيادة موسكو السوفييتية.

ومع ذلك، أقر ميروشنيك بأن واشنطن والناتو ينأيان بنفسيهما عن الضلوع المباشر في النزاع الأوكراني، مضيفاً: "تفضل الولايات المتحدة استخدام أوكرانيا للحرب بالوكالة، وتبحث عن خيارات هجينة تظهر للجميع بوضوح أن هذه أعمال أميركية، ولكن بلا ذريعة مباشرة للرد العسكري ضد الولايات المتحدة. يفضل الأميركيون استنفاد كافة موارد أوكرانيا (حتى آخر أوكراني) ثم النظر في خيارات أخرى قد تكون بولندا ودول البلطيق، على أن تركز الولايات المتحدة على تقديم الدعمين المالي والعسكري - التقني".

من جهته، اعتبر الخبير في الجامعة المالية التابعة للحكومة الروسية دينيس دينيسوف أن نشر عناصر للبنية التحتية للناتو على الأراضي الأوكرانية سيصبح أمراً "حتمياً" في حال تحقق السيناريو الألماني، ما سيشكل تهديداً عسكرياً مباشراً لروسيا. وقال دينيسوف لـ"إزفيستيا": "نعلم أن تحييد سلاح أوكرانيا هو من أهم أهداف العملية العسكرية الخاصة (التسمية الرسمية الروسية للحرب المفتوحة مع أوكرانيا)، ومن هذه الجهة، يتعارض الانضمام إلى الناتو معه تعارضاً كاملاً. ربما ليس فوراً، ولكن مع مرور الزمن، ستُنشر قواعد للناتو وأسلحة تشكل تهديداً لبلادنا".

وكان رئيس الوزراء الأوكراني الأسبق الموالي لروسيا نيكولاي آزاروف قد حذر من أن "خطة النصر" التي يروج لها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تقتضي في جوهرها نشر قواعد عسكرية غربية، متسائلاً: "ماذا يعني بند نشر حزمة ردع غير نووية ضمن خطة النصر لزيلينسكي؟ يعني ذلك حتماً نشر قوات أجنبية، أي قواعد عسكرية أميركية في مقاطعتي خاركيف وسومي وبكافة النقاط الحدودية".

المساهمون