ناشطون في المغرب وتونس يتضامنون مع لبنان وفلسطين: أوقفوا المذابح

24 سبتمبر 2024
تظاهرة في تونس تضامناً مع لبنان وغزة، 24 سبتمبر 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

تنديداً بالعدوان الإسرائيلي الواسع على لبنان وحرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، شهد المغرب وتونس، اليوم الثلاثاء، تظاهرات مناهضة للاحتلال وداعمة للبنان وغزة وفلسطين. وندد ناشطون في المغرب في وقفة تضامنية نُظمت مساء اليوم الثلاثاء أمام مقر البرلمان في العاصمة الرباط، بجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة، وبالعدوان على لبنان.

ورفع المحتجون، خلال الوقفة التي دعت إليها "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" (غير حكومية)، شعارات متضامنة مع الشعبين الفلسطيني واللبناني، وأخرى تستنكر حرب الإبادة التي يمارسها الاحتلال في حق الفلسطينيين بقطاع غزة والضفة، والعدوان على لبنان الذي ذهب ضحيته مئات الشهداء والجرحى والمصابين.

ومن بين الشعارات التي رفعها المشاركون في الوقفة التضامنية "عاشت فلسطين"، المغرب أرضي حرة وصهيون يطلع برا"، "الشهيد خلى (ترك) وصية لا تنازل عن القضية"، "يا صهيوني يا جبان يا قاتل الصبيان"، "أبداً لن نخون فلسطين في العيون"، "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين". كما شجب المحتجون، خلال الوقفة التي نُظمت تحت شعار "أوقفوا مذابح رفح، أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة والضفة، والعدوان على لبنان ودول المنطقة"، الدعم الأميركي غير المحدود لدولة الاحتلال، والصمت العربي والدولي على قصف الأشقاء في لبنان، مطالبين المجتمع الدولي بتحمّل مسؤوليته في حماية المدنيين.

إلى ذلك، قال المنسق الوطني للجبهة المغربية محمد الغفري، لـ"العربي الجديد"، إن الوقفة التضامنية المنظمة أمام مقر البرلمان، تأتي في سياق دعم وإسناد الشعب الفلسطيني والمقاومة، وللمطالبة بوقف حرب الإبادة الجماعية المستمرة في غزة والضفة، والعدوان الصهيوني على لبنان. ولفت الغفري إلى أن الوقفة تأتي كذلك للتأكيد مرة أخرى على مطلب المغاربة بإسقاط كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، وطرد وإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالعاصمة الرباط.

من جهة أخرى، أبدى "منتدى الكرامة لحقوق الإنسان" غضبه مما يتعرض له الشعبان الفلسطيني واللبناني، من عدوان خطير وغير مسبوق يستهدف المدنيين، والأطفال، والنساء، والصحافيين، وتدمير البنيات التحتية، واستهداف الأماكن المحمية بموجب القانون الدولي الإنساني، مع استمرار الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، والإرهاب، والتهجير القسري، والتشريد، والتجويع، والحصار الذي يتعرّض له قطاع غزة منذ حوالي سنة، ومواصلة اقتحام المسجد الأقصى، من طرف جيش الاحتلال الاستيطاني الصهيوني، في انتهاكات فظيعة وجرائم تتجاوز كل الحدود، في ظل انهيار منظومة القانون الدولي، وإفلاس المنتظم الأممي، وعجزه عن اتخاذ أي خطوات عملية لوقف هذه الجرائم الوحشية.

وعبّر المنتدى، في بيان له اليوم، عن إدانته الشديدة لهجوم الكيان المحتل على أراضي لبنان ذات السيادة، وقتله المئات من المدنيين وآلاف الجرحى، مؤكداً أن ارتكاب الكيان "عشرات المجازر بشكل يومي، واستهدافه المدنيين ودور العبادة، والمستشفيات، وتسوية مبان بالأرض، واستخدام أسلحة محرّمة دولياً، يشكل تضارباً صارخاً مع اتفاقيات جنيف وميثاق الأمم المتحدة وقواعد حقوق الإنسان".

ويشارك المغاربة في فعاليات تضامنية مع قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، من بين أبرزها المسيرة المليونية التي نُظّمت في 15 من الشهر ذاته بالعاصمة الرباط. ويُنتظر أن تحيي هيئات في المغرب الذكرى الأولى لعملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي، من خلال مسيرة وطنية تُنظَّم في الرباط يوم الأحد في السادس من أكتوبر المقبل، لدعم الفلسطينيين، وإدانة جرائم الاحتلال، ورفض التطبيع.

تونس تتضامن مع لبنان

إلى ذلك، شهدت العاصمة التونسية وقفة تضامنية مع لبنان، مساء اليوم الثلاثاء، حيث أكدت تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، دعمها للشعب اللبناني، إثر العدوان الإسرائيلي، مؤكدة أنها مع المقاومة في لبنان وفي فلسطين. ورفعت شعارات: "وقف العدوان وقف المجازر واجب"، "الموت لإسرائيل"، "خط المقاومة واحد"، "القضية لا تتجزأ من بيروت إلى غزة". وقال عضو الشبكة التونسية للتصدي للتطبيع، صلاح المصري في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "تحرك اليوم يتنظم من أجل لبنان وفلسطين، خاصة أن المجازر الصهيونية مستمرة، إذ يواصل الكيان الإسرائيلي احتلال غزة ويرفض الانسحاب منها"، مشيراً إلى أن لبنان تحوّل من جبهة إسناد إلى جبهة مواجهة، وهناك مئات الشهداء بعد الغارات الإسرائيلية.

وأضاف أن "على الأمة العربية وجميع الأحرار في العالم دعم المقاومة في جميع ساحاتها، وخاصة في لبنان، لما لها من دور في دعم غزة، والضغط على الصهاينة لوقف العدوان على غزة"، مضيفاً أن "المقاومة تمكّنت من إجبار أكثر من 100 ألف صهيوني ومستوطن على الفرار وطردتهم من شمال فلسطين، وهو ما أجبرهم على أن يكونوا في وضع لاجئين، وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، حيث وجدوا أنفسهم هاربين وفارين ولم يتمكنوا من العودة إلى شمال فلسطين".

وبيّن المصري أن "على كل الأحرار في تونس والوطن العربي الحضور بكثافة أمام سفارات العدوان وفي الشوارع، لدعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية، والضغط على الأميركيين والصهاينة لوقف العدوان". وقالت الناشطة في المجتمع المدني ناجية العجمي في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "التطورات الحاصلة في لبنان تدعو إلى التحرك لمساندة الشعب اللبناني، خاصة أنها أكبر داعم لغزة وللشعب الفلسطيني"، موضحة أن "العدو مستمر في عدوانه، فبعد فلسطين فإن بطشه يطاول الشعب اللبناني.. فإلى متى؟". ولفتت إلى أن "الهزيمة التي تكبدتها إسرائيل تجعلها تبحث عن مخرج من خلال مزيد من الاعتداءات التي قد تشمل بلداناً عربية أخرى، فالكيان سيوسّع ضرباته ويواصل هجماته الغاشمة".

وقال الحزب الجمهوري، في بيان له اليوم، إنه "في إطار حربه المسعورة ورداً على ضربات المقاومة، صعّد المحتل الإسرائيلي في الأيام الأخيرة من عملياته العسكرية على لبنان بشكل غير مسبوق منذ بداية معركة طوفان الأقصى، بدءاً بالهجوم الإلكتروني وتفجيرات أجهزة الاتصالات يومي الثلاثاء والأربعاء التي أسفرت عن استشهاد العشرات، وسقوط آلاف الجرحى، وما أعقبها من عمليات، أبرزها قصف الضاحية الجنوبية يوم الجمعة الماضي الذي استهدف عدداً من المقاومين والمدنيين الآمنين، وآخرها الهجوم الذي طاول بيروت عشية أمس الاثنين والغارات الهمجية التي طاولت بلدات وقرى الجنوب اللبناني ما خلّف 500 شهيد ومئات الجرحى". وأدان الحزب الجمهوري هذه الجرائم الصهيونية، مؤكداً تضامنه مع شعب لبنان في هذه الأيام العصيبة.

كذلك، أكد الاتحاد العام لطلبة تونس، في بيان له، أمس الاثنين، أن "العدوان الصهيوني ضد شعبنا في لبنان قد اشتد خلال الأيام الأخيرة، وبلغ إرهاب هذا الكيان ذروته، وتتالت جرائمه كتفجير أعداد كبيرة من أجهزة الاتصالات الشخصية، واستهداف مساكن مكتظة بالمدنيين العزّل، وشنّ غارات مكثّفة على عشرات القرى والبلدات في الجنوب والبقاع، مما أسفر لحد الآن عن استشهاد وجرح أعداد كبيرة من المقاومين الأبطال وغيرهم من المدنيين الأبرياء، وتهجير عشرات الآلاف عن مساكنهم ومنازلهم". وأكد "تضامنه المطلق مع الشعب اللبناني الباسل في حربه مع العدو"، مجدداً "الدعم لمحور المقاومة الصامد أمام كيان الإبادة الجماعية الذي يضرب كل قيم الإنسانية عرض الحائط، ويرتكب المجازر في حق المدنيين دون احترام لأي ميثاق دولي قانوني أو إنساني".