واصل ناشطون في محافظة السويداء، جنوبي سورية، اليوم الاثنين، حراكهم المناهض للنظام السوري لليوم التاسع على التوالي، حيث استمرّت حالة العصيان المدني في معظم أرجاء المحافظة، وإغلاق الدوائر الحكومية ومقرات لحزب "البعث"، كما أسّست فصائل محلية، بالتعاون مع ناشطين، حاجزاً بهدف "حماية المدنيين".
وقال حمزة المعروفي، من شبكة "الراصد" المختصة بأخبار محافظة السويداء، إن الحراك المناهض للنظام السوري استمرّ اليوم، حيث تجمع المئات من أهالي المحافظة في ساحة الكرامة، وسط مدينة السويداء، للتأكيد على مطالبهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي خرجوا من أجلها.
وأوضح المعروفي لـ"العربي الجديد"، أن حالة العصيان المدني ما زالت مستمرة في معظم أرجاء المحافظة، وتترافق مع إغلاق للمؤسسات الحكومية ومقرات لحزب "البعث" التابع للنظام.
وشهدت ساحة الكرامة حشداً شعبياً يرفع الأعلام والرايات والشعارات المناهضة للنظام، مطالباً الموالين له من أهالي المحافظة بالانضمام إليه.
ووجه المحتجون رسالة إلى أمين حزب "البعث" في السويداء دعوه فيها إلى الانضمام للاحتجاجات، وكتبوا: "التاريخ عم يسجل والحق سلطان.. العم أبو مرهف نحنا أهلك وقف معنا ناطرينك بالساحة"، وبحسب مصادر "العربي الجديد"، فإنّ "أبو مرهف" هو أمين فرع حزب "البعث" في السويداء، ومنعه المحتجون من الوصول إلى مقره خلال الأيام الماضية من الاحتجاجات.
تنظيم الاحتجاجات
إلى ذلك، أنشأت فصائل محلية في السويداء حاجزاً عند قرية حزم في الريف الشمالي للمحافظة، وقالت إنه جاء بعد توافق شعبي بهدف "حماية القادمين والعابرين، وتقديم المساعدة للحالات الطارئة".
ووفقاً لما نقلته شبكة "الراصد" عن مصادر مطلعة، فإن وجود الحاجز لا يهدف لعرقلة حركة المرور على الأوتوستراد، ولكنه يأتي في سياق إحباط أي تهديدات محتملة، مؤكدة أنه لم يتم إنشاء الحاجز لتوقيف أحد من أي جهة كانت، وليس لمنع عناصر الجيش أو الأمن من دخول المحافظة كما تتحدث الإشاعات التي تطلقها صفحات معروفة التبعيات.
وفي الشأن، ذكر المعروفي لـ"العربي الجديد"، أن الحاجز الأمني جاء بهدف تأمين المحافظة، ويقتصر عمله على التدقيق في البطاقات الشخصية للعابرين إلى داخل المحافظة والخارجين منها، وتفتيش أي سيارة يتم الاشتباه بها، منعاً لحدوث أي حادث تخريبي في المحافظة من قبل مدسوسين بهدف حرف مسار الاحتجاجات.
وأوضح المعروفي أن التجارب السابقة دفعت المنظمين لاتخاذ خطوات من شأنها ضمان أمن المحتجين والمحافظة عموماً، وخصوصاً بعد الإشاعات التي تبثها الصفحات ذات التبعيات الأمنية.
وعن المخاوف التي تراود الأهالي، أكد ناشطون لـ"العربي الجديد"، أن الخطوة الأخيرة هدفها التنظيم، وأن عناصر الحاجز هم من أبناء المحافظة الداعمين للحراك، مشيرين إلى أن الاحتجاجات بدأت تأخذ شكلاً منظماً أكثر، وليست مجرد إطلاق شعارات وهتافات فقط.
وشهدت الاحتجاجات في السويداء أخيراً، انضمام معظم فئات المجتمع في السويداء إليها، ومنها طبقة رجال الدين وقياديين في الفصائل المحلية المسلحة.