نتنياهو حذر الأميركيين: تأخير شحنات الأسلحة يقربّ حرباً شاملة مع حزب الله في لبنان

21 يونيو 2024
نتنياهو بعد إدلائه بخطاب في القدس المحتلة، 28 سبتمبر 2023 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- بنيامين نتنياهو يثير أزمة مع الإدارة الأمريكية بزعم تأخير شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، محذرًا من خطر حرب مع حزب الله، بينما تنفي الولايات المتحدة توقف الشحنات.
- الضغط العلني من نتنياهو يُعتبر السبيل لتسريع الشحنات الأمريكية، وسط انتقادات داخلية تتهمه بإفتعال الأزمة لأغراض سياسية، مما يهدد الأمن القومي الإسرائيلي.
- تصاعد التوتر بين إسرائيل والولايات المتحدة، حيث وصف البيت الأبيض تصريحات نتنياهو بـ"المهينة"، مؤكدًا على الدعم الأمريكي المستمر والملموس لأمن إسرائيل.

"يسرائيل هيوم": نتنياهو حذّر الأميركيين من حرب شاملة مع لبنان

الشحنات مستمرة ونتنياهو افتعل أزمة غير موجودة كما تعرّض لانتقادات

"يديعوت أحرونوت": خطوة نتنياهو ضد الأميركيين هستيرية وغير ضرورية

تتوالى ردود الفعل على الأزمة التي افتعلها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مع الإدارة الأميركية بعد زعمه أنها تؤخر إرسال شحنات أسلحة إلى إسرائيل، وكذلك المعلومات المتعلقة بها، إذ أفادت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، اليوم الجمعة، بأنّ نتنياهو حذّر في محادثات مغلقة مع مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى، لم تسمّهم، من اندلاع حرب مع حزب الله اللبناني، كما أشارت إلى "أسباب الضغط غير المسبوق" الذي يمارسه نتنياهو في الوقت الراهن على الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته.

وكان نتنياهو قد قال، في مقطع فيديو، الثلاثاء، إنه على الرغم من تقديره للدعم الأميركي خلال الحرب على غزة، "إلا أنّه من غير المعقول أنّ الإدارة الأميركية حجبت في الأشهر القليلة الماضية أسلحة وذخائر عن إسرائيل". وأضافت الصحيفة العبرية أنه منذ ثلاثة أشهر، يحذّر مسؤولون كبار في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من تباطؤ كبير في شحنات الأسلحة الأميركية. وفي المحادثات مع الأميركيين، أعربت إسرائيل عن عدم رضاها عن التأخير المستمر، لكن نتنياهو حذّر أيضاً على نحو صريح، في المحادثات مع الأميركيين، من أنّ "التأخير في الأسلحة سيؤدي فقط إلى تقريب حرب شاملة مع حزب الله".

شحنات الأسلحة لم تتوقف

وبالرغم من التحذيرات التي يُرددها نتنياهو وعدد من كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية أمام نظرائهم، إلا أنّ الأميركيين، وفقاً للصحيفة، أنكروا المشكلة أو أعلنوا أنهم عالجوها، من دون أي تغيير. وعلى الرغم من المزاعم الإسرائيلية، إلا أنّ الولايات المتحدة لم تتوقف قط على إرسال شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، التي تستخدمها في حرب الإبادة على قطاع غزة وكذلك في حربها ضد حزب الله وعدوانها على لبنان. وأوضحت الولايات المتحدة أن ثمة شحنة واحدة فقط لإسرائيل من قنابل 2000 رطل (أكثر من 900 كيلوغرام) هي قيد المراجعة بسبب مخاوف من استخدامها في مناطق مكتظة بالسكان.

ومع ذلك، أوردت "يسرائيل هيوم" عن مسؤول إسرائيلي مطّلع، لم تسمّه، قوله "أشهر من المحادثات. نتحدث ونتحدث، ولا يحدث شيء". ونقلت عن مسؤولين سياسيين قولهم إنّ الضغط العلني الذي يمارسه نتنياهو راهناً وحده الكفيل بدفع واشنطن إلى تسريح شحنات الأسلحة التي تقوم بتأخيرها. وإلى جانب المحادثات مع البيت الأبيض، "تدير المؤسسة الأمنية الإسرائيلية اقتصادًا دقيقاً للأسلحة، وتعد إسرائيل لحرب واسعة مع حزب الله، على الرغم من تباطؤ الشحنات القادمة من الولايات المتحدة"، وفق الادعاءات الإسرائيلية.

نتنياهو يفتعل أزمة غير موجودة

وتدّعي دولة الاحتلال الإسرائيلي أن إدارة بايدن تحاول تأخير حرب في لبنان من خلال (تأخير) شحنات الأسلحة، إلا أن هذا قد يؤدي إلى نتيجة عكسية، "فعندما تفهم مخابرات العدو أنّ إدارة بايدن تضغط فعلياً على إسرائيل ولا معنى لهذا التحالف الوثيق مع الولايات المتحدة، فإن أي تأخير قد يؤدي إلى تصعيد مع حماس وأيضاً مع حزب الله وإيران". وفي إطار حساباته السياسية الداخلية، افتعل نتنياهو أزمة غير موجودة أساساً، كما تعرّض لانتقادات واسعة من قبل مسؤولين ومعلّقين إسرائيليين، اعتبروا أنه لا يقول الحقيقة ويهدد الأمن القومي الإسرائيلي.

خطوة نتنياهو ضد الأميركيين "هستيرية"

في السياق، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الجمعة، عدم ارتياح مصادر أمنية، لم تسمّها، إزاء سلوك نتنياهو. واعتبرت تلك المصادر أنّ "خطوة رئيس الوزراء ضد الأميركيين هستيرية وغير ضرورية"، وأنها "تأتي لأغراض سياسية فقط". في المقابل، يرفض المقرّبون من نتنياهو هذه الادعاءات بشكل قاطع. وذكرت أنّ نتنياهو قال في مناقشات مغلقة: "من دون ضغط علني، لن تكون هناك قنابل للجيش الإسرائيلي".

واعتبر البيت الأبيض، أمس الخميس، تصريحات نتنياهو بشأن تأخير تسليم شحنات الأسلحة الأميركية "مهينة"، في مؤشر على حلقة جديدة من التوتر في العلاقة المعقدة في كثير من الأحيان بين الجانبين. وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحافيين أنّ "تلك التصريحات كانت مخيبة للآمال بشدة ومهينة لنا بالتأكيد، نظراً لحجم الدعم الذي نقدمه وسنواصل تقديمه". وقال كيربي: "لا توجد دولة أخرى تفعل المزيد لمساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد تهديد حماس والتهديدات الإقليمية الأخرى".

بدوره، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، أمس الخميس، أنّ "التزامنا بأمن إسرائيل مقدس. أثبتنا ذلك ليس بكلمات فحسب، لكن بأفعال". من جانبه، قال نتنياهو، أمس، في بيان مقتضب ردّاً على التصريحات الصادرة عن البيت الأبيض: "أنا مستعد لتحمل الهجمات الشخصية عليّ طالما حصلت إسرائيل من الولايات المتحدة على أنواع الذخيرة التي تحتاجها في حربها الوجودية".

المساهمون