أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الأربعاء، أنّ حكومته تسعى إلى إبرام صفقة مع حركة حماس في حال لم تتعارض بنودها مع الأهداف الأخرى للحرب.
وقال نتنياهو، خلال لقائه ممثلين عن عائلات المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، إن التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس لن يتم "بأي ثمن"، مضيفاً أن الصفقة "لن تكون على حساب الأهداف الأخرى للحرب".
وبحسب القناة الإسرائيلية "12"، فإن الجلسة التي جمعت نتنياهو بـ18 شخصاً من عائلات المحتجزين كانت "مشحونة".
وفي تصريحات بدت وكأنها متضاربة، أوضح نتنياهو أنه سيحاول إتمام صفقة التبادل "دون أي حسابات سياسية"، لكنه أكد لاحقاً موقفه الرافض لسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، وإطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين، ووقف الحرب.
ونقلت القناة "12" عن مسؤولين كبار في المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، قولهم إنّه "من غير الواضح سبب حديث نتنياهو عن تحرير آلاف الأسرى الفلسطينيين مع أن ذلك لم يتم نقاشه من الأصل"، مضيفين أن "حديث رئيس الحكومة من شأنه أن يفشل الصفقة".
ودعت عائلات المحتجزين، رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى "إبرام الصفقة حتى لو كان الثمن تفكيك الائتلاف الحكومي الذي يتزعمه"، لكن نتنياهو أكد أنه "في حال كانت هناك صفقة جيدة لدولة إسرائيل فسيقوم بإبرامها دون الاكتراث لشيء"، مستدركاً: "إذا كان الأمر يشكل خطراً على أمن إسرائيل أو لا يحقق الأهداف التي نريدها، فلن أقوم بذلك".
يأتي هذا بعد أن أكدت مصادر مقربة من حركة حماس ومصر وقطر أن الحركة تدرس مقترحاً رسمياً للتوصل إلى "هدنة" تنفذ على ثلاث مراحل مع الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أن المرحلة الأولى تشمل "انسحاب القوات الإسرائيلية وتمكين عودة النازحين إلى غزة وشمال القطاع.
وكانت حماس قالت في وقت سابق إنها تدرس المقترحات التي وضعها الوسطاء في باريس تمهيداً لإعلان هدنة ثانية للحرب المستمرة منذ أربعة أشهر.
وسبق أن توصلت إسرائيل وحركة حماس في نوفمبر/تشرين الثاني إلى هدنة استمرت لأسبوع، لكن المصادر تشير إلى أن الهدنة المرتقبة ستستمر لستة أسابيع.
وبحسب مصدر مقرب من حماس ومن الوسيطين مصر وقطر، فإن المرحلة الأولى من التهدئة ستشمل إطلاق حماس سراح ما بين 35-40 محتجزا إسرائيليا من النساء والأطفال والرجال المرضى ممن هم فوق 60 عاما.
مقابل ذلك، تفرج إسرائيل عن ما بين 200-300 أسير فلسطيني دون أن يشمل هذا الرقم الأسرى من ذوي الأحكام العالية، كما تسمح إسرائيل بتدفق المساعدات إلى قطاع غزة بواقع 200-300 شاحنة يوميا.
وستشهد المرحلة الثانية إفراج حماس عن جنود الاحتياط مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين يتم التفاوض بشأنهم.
كما وتشمل المرحلة الثانية إطلاق سراح جنود وضباط أسرى لدى حماس وغيرها من الفصائل مقابل إطلاق إسرائيل سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين يتم التفاوض حولهم في جولة مفاوضات غير مباشرة تجري بعد ما بين 4-6 أسابيع من بدء تطبيق الاتفاق.
أما المرحلة الثالثة من التهدئة فتشمل، بحسب المصادر، الإفراج عن جثث القتلى الأسرى من الجانبين والاتفاق حول المعابر وإعادة إعمار قطاع غزة.