تجاهل رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، الحراك الدولي الساعي حاليًّا نحو إحداث تهدئة في غزة، والذي بدأت واشنطن ترسل إشارات بالدخول على خطّه، بعد أن وافقت على انعقاد جلسة لمجلس الأمن اليوم كانت قد عطّلتها مرّتين خلال الأسبوع الماضي.
وقال نتنياهو، بعد اجتماع للمجلس الأمني الوزاري المصغّر، إن العدوان الذي يطوي اليوم أسبوعه الأول "سيتواصل بكل قوة بدعم الولايات المتّحدة ودول أخرى"، إلى حين "إعادة الهدوء والأمن، وتدفيع المعتدي الثمن واستعادة الردع"، على حدّ تعبيره، مردفًا أن الأمر سيتطلّب "بعض الوقت".
ورغم التقارير الإسرائيلية التي تشير إلى أن بنك الأهداف قد نفد بالنسبة لجيش الاحتلال، وأن الجيش أبلغ المستوى السياسي بأنه لم يتبقّ إلّا العمليّة البريّة بعد القصف المكثّف على مدار الأيام السبعة الماضية، زعم نتنياهو أن جيش الاحتلال "قصف أكثر من ألف هدف، بما فيها بنى تحتية تحت الأرض لحركة حماس"، في قطاع غزة منذ بداية التصعيد الجديد، مضيفا أن الحركة "تكبدت ضربة موجعة لكن ليست قاتلة".
ودافع نتنياهو خاصة عن سياسة استهداف الأبراج السكنية والإعلامية، والتي دفعت البيت الأبيض إلى إرسال رسالة صريحة لتل أبيب بضرورة "ضمان سلامة الإعلاميين". وزعم نتنياهو أن بلاده قدمت إلى المخابرات الأميركية أدلة تثبت "وجود نشاط إرهابي" في برج الجلاء، الذي قصفته بالأمس، وكان يضم مقر وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية، ومقر قناة "الجزيرة"، ورمى التهمة على "حماس" في ما يتعلق بسقوط ضحايا من المدنيين، مكرّرًا المزاعم الإسرائيلية بأنهم "ينفذون عمليات هجومية ضد إسرائيل من مناطق سكنية".
وعلى صعيد الجبهة الداخلية، قال نتنياهو إن "وتيرة العنف" انخفضت من قبل "العرب"، الذين يكرر بشكل عنصريّ يحمل نبرة تحريض اتهامهم بالمسؤوليّة عن إشعال الأوضاع. وقال: "نحتاج إلى وقت ما لإعادة الهدوء، ونتصرف ضد الذين يخلون بالسلام، ونريد وقف القتال أولا ثم استعادة العلاقات بين اليهود والعرب"، على حد زعمه.
من جانبه، زعم وزير الأمن الإسرائيلي بني غانتس، خلال المؤتمر الصحافي نفسه، أن "تصرفات الجيش الإسرائيلي في غزة تتطابق بالكامل مع القانون الدولي وتمثل حقا مشروعا لكل دولة ذات سيادة مهتمة بضمان أمن مواطنيها".
وأشاد غانتس بالعملية التي نفذها الجيش الإسرائيلي مؤخرا "لتدمير أنفاق تابعة لحماس في غزة"، من دون تحديدها على وجه الدقة، علمًا أن وسائل إعلام إسرائيلية كانت قد كشفت عن فشل عمليّة كبرى للاحتلال شمال غزة كان القصد منها قتل المئات من القادة الميدانيين لكتائب القسام، حينما سرّب متحدث الجيش الإسرائيلية لوكالات الإعلام الأجنبية خبرًا عن بدء الاقتحام البرّي للقطاع، في محاولة لخداع مقاتلي "حماس" ودفعهم للنزول إلى الأنفاق قبل استهدافها.
من جانبه، ذكر قائد هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، خلال المؤتمر أن "حماس" ارتكبت "خطأ جسيما" عندما قررت دخول مواجهة جديدة، قائلا إن عملية تدمير الأنفاق المذكورة ألحقت "ضربة قاسية" بالحركة، لكنه أقر بعدم كفاية مستوى حماية المدنيين في إسرائيل من الهجمات الصاروخية من غزة، متعهدا بتعزيز أمنهم.
وإزاء تعنّت نتنياهو، لا تزال وسائل إعلام إسرائيلية تتحدّث عن قرب التوصل إلى تهدئة مع تزايد الضغوط الدولية، والتي تتصدّرها الولايات المتّحدة نفسها. وآخر ما ورد في هذا السياق معلومات نقلها موقع "واللا" عن مسؤولين كبار قالوا إن إسرائيل ستبدأ من الآن التحرّك على خطّ التهدئة بعد تحقيق "عدد من الأهداف العسكرية ضد حماس". ويتقاطع هذا المستجدّ مع معلومات أمنية أخرى كانت قد نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية، وعلى رأسها "يديعوت أحرونوت"، وتحدّثت عن أن العمل على التهدئة سيبدأ مع دخول الأسبوع المقبل (اليوم) بعد تحقيق عدد من "الإنجازات" خلال العدوان الجاري.