نتنياهو يخطّط لتغيير طريقة توزيع المساعدات في غزة وتهجير سكان الشمال

19 سبتمبر 2024
نتنياهو خلال جلسة مجلس الحرب، 14 إبريل 2024 (Getty)
+ الخط -

أبلغ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو جيش الاحتلال، بأنّ عليه الاستعداد لتغيير طريقة توزيع المساعدات الإنسانية في غزة بحيث لا تصل إلى حركة حماس، مطالباً بتوزيعها تحت إشراف الجيش في مناطق محددة فقط تخضع لسيطرته، وليس في كل مكان في القطاع، وفق ما ذكرته صحيفة يسرائيل هيوم، اليوم الخميس. وأفادت الصحيفة بأنّ نتنياهو قال، خلال جلسة الحكومة الماضية: "أنا مقتنع بقدرتنا على القيام بذلك، وأتوقع من الجيش الإسرائيلي ترتيب أموره من أجل هذا الأمر، ومكان البدء بذلك هو شمال القطاع".

وكان نتنياهو قد صعّد لهجته في الأسابيع الماضية بشأن مطالبته الجيش باقتراح خطة للسيطرة على المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، فيما نقلت الصحيفة عن مصادر في الحكومة لم تسمّها، قولها إنّ رئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي ممتعض من هذه الخطوة، فيما يدعي وزراء في الحكومة أنه لا يطرح كلّ البدائل كما يطالبه الوزراء ورئيس الحكومة. وفي المقابل، يقول الجيش والمؤسسة الأمنية إنّ خطوة من هذا النوع ستتطلب موارد بشرية كبيرة لا يمتلكها الجيش. ومنذ عدة أشهر، يدفع وزير المالية، الوزير في وزارة الأمن بتسلئيل سموتريتش، إلى جانب وزراء آخرين بهذا الاتجاه.

​وطالب سموتريتش، وفق الصحيفة، نتنياهو، بدعوة مسؤولين كبار في الجيش إلى جلسات المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، وعدم الاكتفاء بسماع هليفي، بشأن الحرب في غزة ولبنان ومختلف الجبهات، بذريعة تغييب مفاهيم وآراء أخرى في الجيش إزاء الحاصل. وأوضحت الصحيفة أنّ مطلب سموتريتش يأتي على خلفية وجود آراء أخرى بشأن الخطوات المطلوبة في الحرب في الشمال (على جبهة لبنان) والجنوب (حرب الإبادة في غزة)، والتي يدّعي مسؤولون في المستوى السياسي الإسرائيلي أنه لا يتم التعبير عنها بشكل كافٍ أمام الوزراء، الذين يريدون سماع بدائل إضافية، ولا يقوم رئيس هيئة الأركان العامة بعرضها.

ويرغب سموتريتش بالاستماع إلى قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال أوري غوردين بشأن لبنان، ذلك أن مواقف غوردين هجومية، ويدعو إلى هجوم بري فوري على لبنان، لإقامة منطقة عازلة داخل أراضيه. كما يرغب الوزير بالاستماع إلى آراء قادة فرق عسكرية وغيرهم من كبار المسؤولين في الجيش. وفي ما يتعلق بغزة، يطلب سموتريتش الاستماع إلى رأي قائد المنطقة الجنوبية حول الكثير من الأسئلة المتعلقة باستمرار الحرب.

وفي اجتماع الحكومة الماضي، قال نتنياهو: "نحن نسعى لقطع ذراع حماس. نحن نحرز تقدماً بشأن (القضاء على) القدرات العسكرية، وقدرتهم على العمل محدودة لكنها لم تختف. وبما أنّ القضاء على القدرات السلطوية (حكم غزة من قبل حماس) هو أيضاً أحد أهداف الحرب، فإنّ خطة التوزيع (المساعدات الإنسانية) التي نناقشها هذه الأيام هي في الحقيقة الأهم". وأشارت الصحيفة إلى وجود عدة خطط بشأن سيطرة الاحتلال على المساعدات الإنسانية، تطرحها قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش وعدد من كبار المسؤولين السابقين في الجيش الإسرائيلي.

ومن أبرز الأفكار المطروحة، خلق منطقة "معقّمة" يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي بالكامل، ويسمح فقط للمدنيين بالوجود فيها، من خلال دفع السكان نحو مسالك معينة لفحصهم، والتأكد من عدم تسلل مقاومين من حركة حماس، وتوصيل المساعدات الإنسانية إلى تلك المنطقة تحت حراسة الجيش. ولن يتم توزيع المساعدات من قبل الجيش نفسه، وإنما من قبل منظمات إغاثة، ولكن ستتم حراستها من قبل الجيش، وستكون في مناطق محددة في قطاع غزة وليس في كل مكان، بحيث إنه من أجل الحصول عليها، يجب على سكان غزة الوصول إلى أماكن محددة.

في سياق متصل، وجّه 27 وزيراً وعضواً في الكنيست الإسرائيلي من الائتلاف الحاكم رسالة إلى نتنياهو، أمس الأربعاء، مطالبين بعقد المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) لتبنّي "خطة الجنرالات" التي تشمل إخلاء شمال غزة ومنع وصول المساعدات الإنسانية إليه، والإعلان عنه منطقة عسكرية مغلقة. وكتب الموقّعون على الرسالة "إن القرار الذي اتخذه الكابينت في الآونة الأخيرة بشأن الوجود الدائم لجنودنا في محور فيلادلفي يتطلب، في رأينا، تكملة استراتيجية بإجراء آخر، وذلك من خلال السيطرة على المساعدات الإنسانية التي توزّع اليوم من قبل (حركة) حماس، وتمنحها السيطرة الكاملة على السكان، وإمكانية تجنيد مقاتلين، بالإضافة إلى تعزيز قواتها المقاتلة وتحقيق أرباح اقتصادية هائلة".

وجاء في الرسالة أيضاً أنه "في الأيام الأخيرة، طُرحت خطة الجنرالات على الطاولة للمساعدة في هزيمة حماس. ويدعم الخطة عدد من الجنرالات، منهم غيورا آيلاند، وغيرشون هكوهين، وإيال أيزنبرغ، وآفي مزراحي. وتشمل الخطة عدة مراحل، منها إجلاء ما تبقى من السكان في شمال قطاع غزة إلى الجنوب (جنوب محور نتساريم ووادي غزة)، وتطويق المنطقة التي يُجلى المواطنون منها، وإعلانها منطقة عسكرية مغلقة، ومنع الإمدادات عن المنطقة لحين تطهيرها وهزيمة الإرهابيين المتبقين في المنطقة المُخلاة، بموازاة ممارسة ضغط عسكري مكثّف. وبعد تنفيذ الخطة في هذه المنطقة، يمكن التوجّه وتنفيذها في أجزاء أخرى من القطاع".

وتحرّكت أوساط في حزب الليكود الحاكم في الأيام الماضية للدفع نحو تبنّي "خطة الجنرالات"، التي كُتبت أخيراً بمبادرة من اللواء في الاحتياط غيورا آيلاند، الرئيس السابق لقسم العمليات في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتهدف لتهجير سكان شمال غزة ومحاصرة المقاومة فيه، وصولاً إلى السيطرة عليه وإعلانه منطقة عسكرية مغلقة وحصاره، فيما يتجه قادة كبار في الجيش لتبني الفكرة أيضاً. وبحسب الخطة التي يقترحها آيلاند، يقوم جيش الاحتلال بتهجير نحو 300 ألف من سكان غزة من شمال القطاع، وتحويل المنطقة الشمالية بأكملها إلى منطقة خاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة. ويدّعي آيلاند أن الاستيلاء على المنطقة سيؤلّب سكان غزة ضد "حماس"، وأن هذا سيكون "أكبر كابوس يواجه السنوار"، (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار) ما سيسرّع إبرام صفقة لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، وهزيمة "حماس".