استمع إلى الملخص
- إسرائيل تناقش تأثير الإخفاقات الإيرانية على نظام الأسد، وتعرض الإمارات إعادة تأهيل مطار دمشق الدولي، مع تهديد إسرائيلي بقصفه مجدداً إذا استمر تهريب السلاح.
- جهات دولية تسعى لوقف إطلاق النار في لبنان، بينما تطالب إسرائيل بضمانات إضافية، وتتمسك بشروط تتجاوز قرار مجلس الأمن 1701، مع مقترح يسمح بضرب لبنان خلال فترة انتقالية.
هآرتس: نتنياهو يكثر الحديث عن الحاجة لإغلاق حدود سورية ولبنان
يديعوت أحرونوت: نتنياهو يخشى الخروج من لبنان الآن
مسؤولون إسرائيليون يستبعدون تسوية قبل انتخابات الرئاسة الأميركية
يُكثر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الآونة الأخيرة، من الحديث عن حاجة إسرائيل لإغلاق الحدود بين سورية ولبنان، بدعوى منع وصول سلاح إلى حزب الله. ويثير هذا الطرح، من ضمن شروط إسرائيلية تعجيزية أخرى تطرحها إسرائيل للتوصّل الى تسوية على الحدود الشمالية، تتحكم من خلالها بأجواء وبر وبحر لبنان، شكوكاً حول نيّات إسرائيل الحقيقية، وإذا ما كان نتنياهو يبحث عن ذريعة من قبيل محور صلاح الدين (فيلادلفي) بين قطاع غزة ومصر، على الحدود السورية اللبنانية من أجل إحباط أي تسوية محتملة ومواصلة العدوان على لبنان.
وذكرت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الجمعة، أن تكثيف نتنياهو من الحديث عن ضرورة إغلاق الحدود السورية اللبنانية أمام مرور الأسلحة والمسلّحين، يدفع جهات في جيش الاحتلال للتساؤل عما إذا كان يخفي ذريعة جديدة، على غرار تمسّكه بعدم مغادرة محور صلاح الدين. وفي إطار إحباطه محاولات التوصّل إلى صفقة مع حركة حماس، روّج نتنياهو لاعتبار محور محور صلاح الدين وكأنه صخرة وجود إسرائيل، وقضية حياة أو موت بالنسبة لها، رافضاً الانسحاب منه لصالح التوصّل إلى صفقة، رغم تأكيد عدة جهات إسرائيلية بأن الأمر ليس بهذه الأهمية.
وفي سياق متصل، ذكرت الصحيفة العبرية، أن دولة الاحتلال تجري نقاشات كثيرة في الآونة الأخيرة، حول وضع نظام بشار الأسد في سورية، وما إذا كانت "الإخفاقات" الإيرانية يمكن أن تساعد في دق إسفين بينه وبين المحور الشيعي، مضيفة أن دولاً في الخليج مشغولة أيضاً بهذا الأمر، وأن دولة الإمارات العربية المتحدة تعرض إعادة تأهيل مطار دمشق الدولي، الذي قصفه سلاح الجو الاسرائيلي عدة مرات، فيما قالت إسرائيل إنها لن تعرقل إعادة تأهيل المطار، لكنها لن تتردد في قصفه مرة أخرى إذا تجدد تهريب السلاح عبره.
وبحسب "هآرتس"، في الوقت الذي تبث فيه الأطراف الأخرى أن لا مشكلة لديها مع حرب استنزاف طويلة، ثمة تساؤلات في الجيش الإسرائيلي عما إذا كان نتنياهو يسير باتجاه هذا الخيار أيضاً، دون الإعلان عن ذلك على الملأ، بسبب ضرورات واعتبارات شخصية. وقد يشير إلى نية نتنياهو إطالة أمد الحرب، قوله في لقاء جمعه، أمس الخميس، مع الموفدين الأميركيين بريت ماكغورك وعاموس هوكشتاين، إن أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب الله يجب أن يضمن أمن إسرائيل، ليعود لاحقاً ويؤكد في حفل تخريج ضباط إسرائيليين مساء ذات اليوم، أنه لن يحدد موعداً لنهاية الحرب، وسعيه للقضاء على ما سماه "قدرات حركة حماس السلطوية".
وأضاف نتنياهو في حفل التخريج: "حرب النهضة دخلت عامها الثاني. أنا لا أحدد موعداً لنهاية الحرب، ولكنني أضع أهدافاً واضحة لتحقيق النصر في الحرب. نحن عازمون على استكمال القضاء على قدرات حماس السلطوية، وإعادة جميع مختطفينا (المحتجزين الإسرائيليين في غزة)، وإحباط أي تهديد مستقبلي لإسرائيل من غزة، وإعادة سكان الجنوب والشمال إلى منازلهم".
نتنياهو يخشى الخروج من لبنان
من جهتها، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الجمعة، إلى أن عدة جهات "تتطلّع على ما يبدو إلى وقف إطلاق النار في لبنان"، استثنت من بينها نتنياهو. وأشارت بذلك إلى "الأميركيين، والبريطانيين، والفرنسيين، والروس، وربما الإيرانيين أيضاً، والحكومة اللبنانية، والجيش الإسرائيلي، وحزب الله"، مضيفة أن "الأساس هو قرار مجلس الأمن رقم 1701 عام 2006"، وأن "النقاش يدور حول الشروط المرافقة".
وذكرت الصحيفة أن المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، اعتقدوا أن التوصّل إلى تفاهم مع الولايات المتحدة سيكون كافياً، بحيث إذا تم انتهاك الاتفاق، يمكن للجيش الإسرائيلي الرد بالنار والدخول إلى لبنان بدعم من الأميركيين. وأضافت الصحيفة: "الآن، في ظل الإنجازات العسكرية (الإسرائيلية)، وتوقّعات سكان الشمال، والثمن الذي تدفعه إسرائيل يومياً بالدم (88 قتيلاً في أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم وحده بين عسكريين ومدنيين)، في لبنان، وغزة، وأمس في المطلة والكريوت، تطالب إسرائيل بضمانات إضافية. ونتنياهو، الذي كان يخشى دخول لبنان، يخشى الآن الخروج (منه)".
ويأتي ذلك في وقت يدّعي فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي تحقيق "إنجازات" كبيرة في لبنان، وأنه يجب التوصّل إلى تسوية تسمح بإعادة سكان الشمال. وزار مبعوثا الرئيس الأميركي جو بايدن الكبيران، عاموس هوكشتاين وبريت ماكغورك، تل أبيب، أمس، لمحاولة إبرام الاتفاق، فيما يستبعد مسؤولون إسرائيليون التوصّل إلى تسوية قبل موعد الانتخابات الأميركية التي تجري الأسبوع المقبل، في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني. وتتمسك إسرائيل بشروط غير واقعية تتجاوز القرار 1701 الذي أنهى عدوان 2006.
وبحسب مسودة مقترح الهدنة الحالي، فإن الاتفاق يسمح لجيش الاحتلال بضرب لبنان خلال فترة انتقالية مدتها 60 يوماً، رداً على "التهديدات الوشيكة". وتنص مسودة مقترح الهدنة على تطبيق الاتفاق وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي أنهى حرب 2006. وتدعو مسودة المقترح إسرائيل إلى سحب قواتها من لبنان بعد أسبوع واحد، وبعد ذلك الوقت تنتشر القوات المسلحة اللبنانية في الجنوب للمساعدة في تفكيك البنية التحتية العسكرية المرتبطة بحزب الله.